الحاج عتيق رجلا مخضرم قال لي ذات مرة جزعت على راسي مصائب البلد منذ ولادتي في الثلاثينات وعشت كل منعطفاتها من ألام وأفراح وأفراحنا في هذا البلد قصيرة تفسدها أحزاننا بسرعة وكأنه حراما علينا أن نستمتع بالفرح والنجاح ورد عن سؤالي عن السبب قائلا يا ولدي نحن شعب نفتقد للثقة بالنفس أولا ثم ببعضنا بعض وهناك من يحلوا له البحث عن السلب وتضخيمه ويتجاهل الإيجاب ويقلل منه أقول لك لماذا لغرض بث روح اليأس والتذمر ليظهر بمظهر صاحب الحق والمناضل الثوري وغيره على باطل وفاقد للثورية ما بهمه يخدم من المهم لدية انه يخدم نفسه الطامعة للشهرة و وهم الزعامة . وبعد أن تركت عمنا عتيق وتمعنت في حديثة استنتجت أننا في هذا البلد الغالي يعيش بيننا من هو غريب وعجيب أول ما يثور ويتحمس للتغيير وبناء الدولة وأول ما يتذمر ويشكك بنجاح التغيير وبناء الدولة ثم يمارس سلوك معيق أمام مسار التغيير والبناء ولا يقدم شي بل يبحث عن السلب ويضخمه ويستخدمه لتحريض الآخرين في سيناريو يجعلك تحتار بموقفة من التغيير وبناء الدولة . أنا لست هناء لاتهم أحدا أو اشكك بموقف احد لكن نحن في مرحلة هامه ومصيرية بعد أن توافقنا على مخرجات الحوار التي ترسم لنا بناء الدولة الذي بحثنا عنها وضحى شهدنا الأبرار بأرواحهم ونزفت دماء طاهرة لأجل ذلك وعندما وصلنا الى تحقيق ولو جزاء مما حلمنا به كان في السابق مستحيلا او محرما نقف عقبة أمامه ونبرر لأنفسنا ذلك بتحقيق المزيد وان ما هو قائم غير كافي ونعيق خطواتنا الأولى نحو الانطلاق بمبرر أن نقفز لنتجاوز المستحيل متناسيين ان البناء الصلب هو ما يبنى خطوطه مدروسة تلو خطوة مدروسة بتأني وحكمة أفضل من القفز على الواقع وبناء وهمي لا أساس له ينهار في لحظة أو تنكسر رقابنا ونعوق ونفقد القدرة على البناء والنهوض هذه مشكلة والمشكلة الأخرى أن كل عملية بناء وتغيير يواكبها عملية إعاقة وتدمير أي ثورة وثورة مضادة ولا مجال لثالث أم أن تكون ثوري أو ثوري مضاد أي أن موقفك الذي لا يخدم الثورة يخدم الثورة المضادة وأنت تفضل أن تخدم من منهم ؟ هنا موقفك يحدد توجهك . أن من يطالبون الخروج يوم 11فبرير ضد الحكومة في ضل توافق واتفاق على مخرجات ومخطط رسم لبناء دولة النظام والقانون دولة الحرية والمساواة والعدالة هم يقفون مع أعداء هذه الدولة ومعيقيها لا نبرر للقصور القائم لكن نحن في مرحلة بناء وتغيير وعلينا أن نكون ضمن هذه المنظومة لا ضدها التغيير يشمل كل القصور والإخفاقات ونضغط من خلال تواجدنا ضمن العملية نفسها لا خارجها . ماذا تسمي توافق الخروج مع توجه النظام السابق الذي ظلمكم وظلمنا ويأتي يوم ونقف معه في صف واحد هذا غير مقبول ولا منطقي أن اخدم أعداء التغيير وبناء الدولة بمبرر ثوري شغوف للتغيير وبناء الدولة . المطلوب اليوم كما قال الأخ الرئيس هو اصطفاف جماهيري من شباب ومرآة وعمال وفلاحين ورجال دين وسياسيين ومثقفين وأدباء اصطفاف لبناء الدولة التي نبحث عنها منذ سنوات يجب أن نناضل من خلال هذا المشهد ونحن جزاء منه لا نناضل من خارجه ونحن لسنا جزاء منه اصطفاف يضمن لنا نجاح وتطبيق مخرجات الحوار المتفق عليها اصطفاف وطني ولحمة وطنية صلبة وقوية لا تلين لبناء وطننا اليمن وطن العزة والشرف والكرامة نكون سندا لدعاة التغيير وبناء الدولة لا معيقين لها أي على قدر أهل العزم تأتي العزائم والله الموفق