جمعان دويل-إن من معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق البشر مختلفين لكلٍ مميزاته الخاصة التي ينفرد بها وسط أقرانه. فإذا قدر تعالى أن يسلب بعض هؤلاء البشر بعض القدرات فإنه بكل تأكيد قد أودع فيهم العديد من القدرات التي تمكنهم من النجاح والتميز في مجالات عديدة .
الطفل الموهبة مصطفى محمد شرف الدين في مدينة سيئون يبلغ من العمر العاشرة لم تمنعه إعاقته الخلقية المتمثله بأنه على يد واحدة وهي اليد اليمنى فقط بينما اليد اليسرى لم تنمو منذ ولادته من تحت المرفق ان يمارس هوايته المفضلة لعبة التايكوندو كعضو بنادي سيئون في فريق البراعم ان يتقن الحركات القتالية والدفاع عن النفس بكل عزيمة وإتقان برغم صعوبتها وتتطلب استخدام اليدين في بعضها ولكن الطفل مصطفى كان افضل زملائه اللذين يعاملوه اخا عزيزا لهم ومعترفين بمقدراته المميزة في تأدية عدد من الاستعراضات في مجال اللعبة لا يستطيعوا ان يعملوها . إضافة الى ذلك متفوقا في دراسته بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة الارتقاء بسيئون فهوا دائما ما يحتل ترتيبه من العشرة الأوائل منذ بداية تعليمه .
الموهبة والعزيمة والإرادة التي يتمتع بها الطفل مصطفى محمد شرف الدين قل ان تجدها في غيره من الاصحاء في عمره اللذي زرعتها اسرته التي استطاعت ان تشجعه وتحفزه في ابداعاته وتلبي هواياته الذي يرد عليك بكل ثقة عن اسمه وعمره وعلى السؤال الاصعب ماذا حصل ليدّك اليسرى فيجيب مبتسما وفخورا هذا من الله . ونعم بالله وله الحمد والشكر . فحينها تدرك بأن ذلك الطفل موهبة بهذا الادراك التي استطاعت اسرته ان توصل له القناعة والرضى بما كتبه الله له ان يكون غير عن اخوانه في الاسرة ,
لقد ابهر الجميع في العروض الاستعراضية بقدراته وبحركاته في لعبة التايكوندو التي قدمها مع براعم نادي سيئون في الفقرات الاستعراضية في البطولة الداخلية الذي اقامها فريق التايكوندو بالنادي بمركز الفرسان بسيئون بحضور القيادات الرياضية بالنادي واللعبة بالوادي وأولياء الامور وجمع غفير من عشاق وهواية اللعبة بوادي حضرموت .
اردت ان اتعرف عن قرب عن حياة هذا الطفل اسريا وتعليميا ورياضيا وخرجت بما يلي :- والده محمد شرف الدين اوضح بأن إبنه مصطفى محبوب الاسرة بما يتمتع به من مرح منذ طفولته ويحظى باهتمام خاص من حيث تلبية مطالبه والتي تتناسب مع عمره وهو الترتيب الثاني في اخوانه ويحضى بمحبة اولاد جيرانه في المنطقة التي اسكن فيها او في المدرسة والتي ساعدته كثيرا بعدم شعوره انه يختلف عن بقية الاولاد في ممارسة حياته اليومية في اللعب وممارسة هواياته بل تم تعريفه ان ما به من تشوه خلقي هو من الله سبحانه وتعالى بل ازداد عزيمة وإرادة يوما بعد يوم متمنيا له التوفيق والنجاح .
إدارة مدرسة الإرتقاء هي الاخرى اوضحت مدى اعجابها من تميز لهذا الطفل في دراسته منذ الصف الاول لالتحاقه بالمدرسة حتى الان وهو في الصف الثالث ابتدائي وهو من الطلاب المميزين في المشاركة اثناء الحصص والنشاط المدرسي تجمعه مع زملائه في الصف علاقة حميمة وترتيبه دائما خلال الثلاث السنوات الدراسية من العشرة الأوائل من بين زملائه في الصف متمنيين له التفوق والنجاح وتحقيق أمانيه وطموحاته المستقبلية .
المدرب الوطني وللاعب الدولي سابقا الكابتن / صالح سعيد بانصر مدرب نادي سيئون في لعبة التايكوندو أوضح بأن الطفل مصطفى محمد شرف الدين أحد براعم نادي سيئون في لعبة التايكوندو إنه طفل موهوب ومبدع برغم إعاقته إلا انه يجيد كافة الحركات الاستعراضية والقتالية في ابجديات لعبة التايكوندو سريع الاستيعاب والتطبيق وهو ما يميزه عن زملائه في الفريق لمحبته ورغبته لهذه اللعبة والأجمل من ذلك والذي ساعدنا وساعده لم ينظر احد لإعاقته الجسدية بل استطاع برغم انه على يد واحدة ان يكون افضل من بقية الاطفال بالفريق وهو ما ينبئ له بمستقبل زاهر وفريد على مستوى هذه اللعبة إذا وجد العناية والرعاية من جهات ذات الاختصاص تكون سندا لأسرته المشكورة التي استطاعت ان تمنحه الثقة في ممارسة هوايته دون خوف او انه معاق حتى استطاع ان يكشف عن مواهبه الذي نتمنى ان يجدوا مثل تلك المواهب من يعتني بهم وينمي مواهبهم ليصيروا نجوما من نجوم الرياضة .
وكان اختتمت حواري مع الموهبة الطفل مصطفى بعد الاستعراض اللذي قدمه براعم نادي سيئون للتايكوندو وقدم شخصيا عروض استعراضية فردية ابهرت الجميع بمركز الفرسان الرياضي الصحي بسؤاله عن اختيار هذه اللعبة الرياضية الصعبة وماذا يتمنى ان يكون اللذي رد علي دون تردد اعجبتني هذه اللعبة وعشقتها وحبيت ان امارسها للدفاع عن نفسي وإخواني وأصدقائي وبرغم اعاقتي لم اجد أي صعوبة في تطبيق حركاتها وأتمنى ان اكون بطلا عالميا في لعبة التايكوندو .