لم تكن المساعدات الدولية لليمن في المستوي المطلوب رغم حساسية موقع اليمن الاستراتيجي الواقع في قلب الاقتصاد العالمي الذي يشكل اهمية قصوي لسير وسلامة الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية. ورغم تواضع المساعدات التي تعهدت بها الدول المانحة امام المشاكل الاقتصادية التي تواجها اليمن الا ان الحاجة الماسة اليها في ظل هذه الظروف الصعبة كانت شديدة لحل جزء ولو بسيط من الاشكاليات البارزه وتوفير بعض الاحتياجات الضروريه. لكن للأسف الشديد لم نحصل على هذه المساعدات في وقت الشدة ولم نشتم حتى ريحها في اي صورة او مستوى او مضمون .
وكم نشعر بالأسف الشديد ونحن نرى العالم يقف موقف المتفرج وهو يشاهد الوضع المأساوي والمرير الذي وصل اليه اليمن من انهيار اقتصادي وتردي في الاوظاع المعيشية وتدهور كبير في الخدمات الأساسيه من صحة وتعليم وكهرباء ومياه واتصالات ونقل وغيرها من الخدمات وارتفاع أسعار السلع والاحتياجات الضروريه وتنامي معدلات الجوع والفقر والبطاله وانكماش القطاعات الاقتصادية وهروب الاستثمارات الاجنبية وتحول رأس المال الوطني المحلي والمغترب الى دول أخرى بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن والاستقرار.
كان الدعم الدولي سيكون موفق لو جاء في هيئة مشاريع تنمويه وتوفير للبنيه الاساسية وتطوير للخدمات من تنمية وتعليم وتدريب للعنصر البشري ولكن للاسف ذهبت مساعدات الدول المانحة إدراج الرياح . ولكن الاستمرار في طلب الحصول على المساعدات الدولية في صورة منح مالية جعل الدول المانحة تشترط حصول اليمن على المساعدات بشروط لم تستطيع اليمن الإيفاء بمتطلباتها الاساسية مما اعطى الدول المانحة العذر الكافي لتتنصل عن تعهداتها لليمن واليمنيين. لقد ظاعت سنوات الوطن وعزته وكرامته وشموخة وتاريخة المجيد ونحن نلهث وراء المساعدات دون محاولة الاعتماد على انفسنا في إصلاح البيت اليمني من الداخل وبناء هيكل اقتصادي متين او حتى تهيئة أرضية مناسبة لاستيعاب المساعدات بل ظلت القيادات اليمنية تراهن بشدة على موقف الدول المانحة الداعم والمساند لتوجهاتها الغير صحيحة.
وبرغم ان الشعب اليمني لا زال يقف صامدا في واقعه المرير الذي يعيشه اليوم الا ان الوقوف في مواجهة هذا الكم الهائل من التحديات البارزه بهيكل اقتصادي منهار قد يجعله في موقف ضعيف غير قادرعلى مواصلة الصمود والتماسك لفترة أطول. فلقد انهك قواه الفقر والجوع والبطالة واصبح في تهديدا حقيقيا لمعيشته وحياته وامنه الغذائي.
وفي الوقت الذي يرى شعوب المنطقة والعالم من حوله تنعم بالرفاهية الاقتصادية وسبل العيش الرغيد فلم يتسنى له الحصول علي ابسط مقومات العيش والحياة ولم يجد او يلامس يد المساعدة الحقيقية والعون الصادق من دول العالم لانتشاله من الواقع المؤلم الذي يعاني منه . حيث كان من المفترض ان يتلقي الدعم والمساندة اللازمة ليكون قادر على تجاوز الظروف الصعبة والمنعطف التاريخي الخطير الذي يمر به .
يجب ان يدرك العالم ان انزلاق اليمن في هاوية الانهيار والضياع السحيق سوف يشكل خطرا حقيقيا على وريد وشريان الاقتصاد والتجارة العالمي. لذلك يجب الإسراع في تقديم مساعدة اقتصادية على مستوى افضل من اتخاذ المواقف وتقريب وجهات النظر وتقديم المبادرات والقيام بدور الوساطة واقتراح الحلول للخلاف السياسي.
كما إن اول الأولويات في حياة السواد الأعظم من اليمنيين في ظل الأوضاع والظروف الراهنة يتركز في الحصول على المتطلبات الأساسية والاحتياجات الضروريه لمواصلة الحياة وتامين لقمة العيش ولم تعد أولوياته اهتمامات اليمنيين في المشاركة بالحياة السياسية و ممارسة الديمقراطية والحرص على شكل الدولة اوصورة نظام الحكم او اختيار الرئيس وأعضاء المجالس النيابية والشورى والمجلس المحلي او الحزب الحاكم او الجماعة التي تتولى إدارة الحكم وتسيير شؤون الدوله.
ختاما يجب على المجتمع الدولي الاسراع في محاولة انتشال اليمن من واقعها الحالي و تقديم مساعدة حقيقية لليمن تمكنها من فرض هيبة النظام والقانون وبسط سلطه الدولة وتحقيق الأمن والاستقراًر وتوفير مناخ وبيئة ملائمة للحياة والعيش والعمل والتجارة والاستثمار وإزالة المعوقات البارزة امام دوران عجلة التنمية الاقتصادية ومساعدة اليمن في استكشاف وتنمية الموارد والثروات المتاحة واستغلالها الاستغلال الامثل وإدارة الاقتصاد بصورة كفؤه للوصول الى معدلات نمو اقتصادي مرتفع او حتى مقبول يتوازى مع حجم النمو السكاني واحتياجاته المختلفة وتحسين المستوى المعيشي للمواطن وتحقيق تنمية اقتصاديه مستدامة .
وحينما يتمكن الشعب اليمني من الحصول على ابسط المقومات لحياة امنه ومستقره وتتحول الى واقع ملموس يستطيع العالم عندها ان يحمل اليمن المسئولية كاملة عن حفاظ سلامة وامن شريان العالم الاقتصادي ووريد الامن الغذائي العالمي . لكن بدون امتلاك اليمن اي من مقومات الحياة والعيش الاساسية والبسيطة فسيكون من الصعب على اليمن الحفاظ على امن وسلامة مياهها الاقليمية وهي بذالك لا تتحمل اي مسئوليه من اي نوع نتيجة ما قد يتعرض له خط الملاحة الدولي وسير التجارة العالمية من المخاطر والتهديدات التي ستنعكس بلا شك على اقتصاد العالم وامنه الغذائي .* رجل الاعمال-ابراهيم محمد عبده دادية _
منسق المواني البحريه والنقل البحري في الاتحاد العام للغرف التجاريه