span style="font-size:22px">
فيصل دارم من صنعاء
يحرص المواطنون اليمنيون على ألا يمضوا ليالي شهر رمضان الكريم في الظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مقبلين على شراء أجهزة الطاقة الشمسية.
وشهدت محلات بيع أدوات الطاقة الشمسية في الأسابيع الأخيرة قبل بدء شهر رمضان يوم الخميس، 18 حزيران/يونيو، إقبالا متزايدا على هذه الأدوات، وفق ما قال أصحاب المحلات.
وتعاني العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى من انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي لاسيما بسبب تعرض محطة مأرب للأعطال من دون تمكن الفرق الهندسية من إصلاحها بسبب الظروف الأمنية في البلاد.
وقال أحمد الحمادي، أحد تجار أدوات الطاقة الشمسية في صنعاء، "إن الطلب على الأدوات ارتفع تدريجيا مع اقتراب شهر رمضان خصوصا مع انعدام مادتي الديزل والبنزين المشغلة لمولدات الطاقة الكهربائية".
وأشار إلى أن الطلب ينحصر خصوصا بالأدوات الكافية لتشغيل الإضاءة في المنازل والتي أسعارها تتناسب مع القدرة الشرائية لدى غالبية اليمنيين.
وقام المواطن عبده البعداني، ويعمل مدرسا في أمانة العاصمة، بشراء ما يكفي لتشغيل الإضاءة في البيت وشحن الهواتف وبما يتناسب مع راتبه، كما قال للشرفة.
وقال "لا يمكن أن نقضي شهر رمضان في الظلام، لذا قمت بشراء لوح صغير للطاقة الشمسية بقوة 25 أمبير وبطارية بقيمة إجمالية بلغت تقريبا 200 دولار".
وأكد محمد عبده الذي يملك محلا لبيع أكسسوارات الهاتف النقال في العاصمة، "إن روحانية شهر رمضان تستلزم وجود إضاءة سواء للنساء لإعداد وجبات العشاء والسحور أو للرجال لممارسة الأعمال أو قضاء الأوقات في العبادة أو الالتقاء بأفراد الأسرة".
وأشار إلى أنه قام بشراء وحدة متكاملة من الطاقة الشمسية، عبارة عن لوحين بقوة 200 أمبير بالإضافة إلى خازن وبطاريتين وتوابعهما، والتي كلفته تقريبا نصف مليون ريال (2326 دولارا أميركيا) والقادرة على تشغيل الأجهزة الكهربائية الضرورية لحوالي خمس ساعات.
الطلب المتزايد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار
وقال الدكتور طه الفسيل أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء في حديث للشرفة إن الطلب المتزايد على الطاقة الشمسية أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 100 في المائة، فضلا عن وجود عدة إشكاليات مرتبطة بشراء الطاقة الشمسية في اليمن حاليا.
ومن هذه الاشكاليات وفق الفسيل "الاحتكار ورفع الأسعار بشكل جنوني والذي يتزامن مع ارتفاع الطلب عليها، بالإضافة للاشكاليات المرتبطة بخدمات ما بعد البيع وكذلك جهل الناس بالطاقة الشمسية لأنها جديدة على السوق اليمنية".
وأضاف أن مخزون التجار من ادوات الطاقة الشمسية سيستنفذ بفعل انقطاع الكهرباء وحلول شهر رمضان، مما قد يعرّض المشترين لمخاطر بعضها متعلق بجودة وضمانات السلعة وبعضها بجشع التجار ورفع الأسعار، فضلا عن عدم توفر مهندسي الصيانة لها كونها جديدة.
واختتم الفسيل الحديث بالقول "إن مشكلة الكهرباء في اليمن هي مشكلة عامة يجب ايجاد المعالجات لها عبر إعادة تشغيل المنظومة الوطنية الكهربائية المعتمدة على تشغيل محطة مأرب الغازية لأن الطاقة الشمية غالية الثمن وقدرتها محدودة".
من جانبه قال عبدالله نعمان، وكيل وزارة الصناعة والتجارة، في حديث للشرفة "إن اقبال المواطنين على شراء الطاقة الشمسية مع حلول شهر رمضان المبارك يكشف أن اليمنيين شعب حي وشعب صابر يعمل بكل الفرص المتاحة له على احياء ليالي شهر رمضان".
وأضاف نعمان "أقدر تقديرا عاليا حرص المواطنين على محاولة إظهار مظاهر الحياة في مناسبة عظيمة مثل شهر رمضان الكريم".
وشدد على ضرورة أن يستشعر التجار لمسؤولياتهم تجاه الشعب ومراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، داعيا إياهم إلى "مراعاة الضمير والأخلاق وعدم استغلال إقبال المواطنين على شراء أدوات الطاقة الشمسية لرفع الأسعار أو التلاعب بالجودة