ستكون الكرة الأوروبية على موعد جديد غدا الثلاثاء مع لقاء بين اثنين من كبار الكرة الإسبانية، وهما برشلونة وأتلتيكو مدريد، في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري الأبطال، وذلك في موقعة يحتضنها ملعب كامب نو معقل الفريق الكتالوني "الجريح" بعد خسارته يوم السبت أمام غريمه التقليدي ريال مدريد 1-2، في الجولة 31 من الليجا.
سيواجه النادي الكتالوني أتلتيكو "المتطور" الذي فاز في آخر مبارياته بالدوري الإسباني على ريال بيتيس بخمسة أهداف لواحد، بأسلوب لعب هجومي غير متحفظ على غير العادة، حيث يسعى كلا الفريقين لتحقيق نتيجة ايجابية لقطع خطوة اضافية نحو نهائي البطولة، الذي سيحتضنه ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية.
على أي حال، لم تمثل القرعة التي أوقعت الفريقين في نفس الطريق خبرا سارا لأي منهما، ولكنها ربما تكون أشعرت الفريق الكتالوني بشيء من القلق أكثر من قطب العاصمة الإسبانية الأصغر، نظرا لأن الـ"روخيبلانكوس" كانوا من أطاحوا بالبرسا منذ عامين من نفس البطولة.
هذا القلق يمكن تبديده بشكل بسيط، وهو أنه منذ تولي لويس إنريكي تدريب النادي الإسباني، فإنه تفوق على الأتلتي في كل المواجهات التي جمعتهما.
ويعد دوري الأبطال أكبر طموحات أتلتيكو، فها هو للعام الثالث على التوالي في دور الثمانية، ويصل قويا لموقعة كامب نو بعد العرض الجيد الذي قدمه السبت أمام ريال بيتيس، ومرتاحا بعض الشيء عقب تعافي قائد المنظومة الدفاعية للفريق، الأوروجوائي دييجو جودين، الذي تخطى اصابته العضلية.
مثل هذا النبأ يعد مفاجأة سارة بالنسبة لمدرب الفريق الأرجنتيني دييجو سيميوني، والذي استعاد أيضا من أجل اللقاء قلب الدفاع المونتنجري ستيفان سافيتش الذي تعافى من اصابته العضلية والعدوى التي تعرض لها في أحد الأظافر، وأيضا البلجيكي يانيك كاراسكو الذي تخطى الكدمة التي كان يعاني منها في الكاحل.
وسيلعب جودين أساسيا في قلب الدفاع وبجانبه سافيتش غالبا، وذلك نظرا لاستمرار غياب خوسيه ماريا خيمينيز، وذلك في تشكيل لا يتوقع أن يطرأ عليه الكثير من التغييرات، في ظل حراسة السلوفيني يان أوبلاك للمرمى وتواجد الظهيرين خوانفران توريس وفيليبي لويس.
بالنسبة لبرشلونة، فإن العنصر الذي يجب عليه استعادته قبل تلك المباراة هي الروح المعنوية للفريق التي تضررت من خسارة الكلاسيكو، هذا بجانب الحالة البدنية للاعبين بكل تأكيد، وبالأخص الثلاثي الهجومي ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا ولويس سواريز، الذي ظهر مرهقا خلال مواجهة ريال مدريد ربما بسبب الالتزامات الدولية الأخيرة لهم في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا مع منتخباتهم الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي على الترتيب.
أمام ريال مدريد، ظهر برشلونة كفريق مجهد غابت عنه الحلول والأفكار لتفكيك المنظومة الدفاعية التي وضعها مدرب الملكي زين الدين زيدان. هذا أمر صحيح، ولكن ما حدث أن الفريق ظهر منهكا للغاية.
ويؤكد لويس إنريكي أن فريقه أفضل من العام الماضي وأنه سينهي هذا الموسم أفضل من السابق، ولكن أجراس الانذار دقت في الكلاسيكو حينما شاهد المدرب بعض لاعبيه يمشون داخل الملعب دون ركض، واتخذ قراره باخراج راكيتيتش في الكلاسيكو ونزول أردا توران، الأمر الذي تسبب في انكسار خط الوسط.
تكمن المشكلة أن خط الوسط هو المكان الوحيد الذي لا يجب ان يظهر فيه أي عيوب لدى برشلونة أمام الفرق الكبيرة، نظرا لأن فقدان الكرة يتطلب وجود لاعبين قادرين على احتواء المرتدات القاتلة، وهذا هو سلاح أتلتيكو الرئيسي.
بهذه الطريقة، فإنه أثناء المباراة اذا ما قرر لويس انريكي اخراج أحد المهاجمين أو لاعبي الوسط بسبب الارهاق، فمن المرجح أن يكون اللاعب الذي سيدخل هو سيرجي روبرتو وليس أردا توران، وذلك لأن الأول يقدم الكثير من الحلول الهجومية ولكنه في نفس الوقت قادر على أداء مهام الاحتواء بصورة مثالية، علماً بان خط الوسط سيكون هو مسرح المعركة الكبرى غدا بكل تأكيد.
سيحتاج لويس إنريكي لتحديث الحالة المعنوية للاعبيه لأن كامب نو لن يتواجد في لقاء العودة اذا لم يتمكن الفريق الكتالوني من انهاء الأمور في الذهاب، نظرا لأن مسرح الاياب سيكون فيسينتي كالديرون الذي تصاغر فيه حجم الفريق الكتالوني منذ عامين أمام المنافس والمناخ الذي تخلقه جماهيره.
سيكون برشلونة خلال هذه المواجهة في أمس الحاجة لـ"بيكيه أكثر نضجا في الدفاع"، وخط وسط قادر على تقديم حلول ابداعية ومجهود بدني وافر بصورة أكبر عما كان عليه الأمر في اخر مباراتين، واستفاقة من الثلاثي الهجومي، الذي لم يسجل في اخر مباراتين للفريق سوى هدف واحد عن طريق نيمار وكان من ركلة جزاء سكنت شباك فياريال.
بالنسبة لأتلتيكو بخلاف قوته وصلابته الدفاعية المعهودة، فإن لاعبي خط الوسط يمرون بلحظة جيدة ومن المتوقع أن يكون مكونا من كوكي ريسوركسيون وجابي فرناندز وأوجوستو فرناندز وساؤول نييجيز، مع وجود كل من الفرنسي انطوان جريزمان الذي يقدم أفضل مستوياته في الهجوم بجانب المخضرم فرناندو توريس.
ويقدم اللاعب الفرنسي هذا الموسم سواء مع الأتلتي أو منتخب فرنسا مستوى متميزا للغاية، سواء على صعيد تسجيل الأهداف أو صناعتها حيث يبلغ رصيده الحالي 26 هدفا، فيما أن توريس الذي سجل أمام بيتيس في الجولة الماضية يمر بلحظة جيدة هو الآخر دفعت سيميوني بعد ذلك اللقاء للاعلان عن أنه سيبدأ مواجهة برشلونة منذ البداية.
التشكيل المحتمل:
برشلونة: تير شتيجن وألفيش وبيكيه وماسكيرانو وألبا وراكيتيتش وبوسكيتس وانييستا وميسي وسواريز ونيمار.
أتلتيكو مدريد: أوبلاك وخوانفران وسافيتش وجودين وفيليبي وساؤول وجابي وأوجوستو وكوكي وجريزمان وفرناندو توريس.