الرئيسية - رياضة - تحت المجهر: رجل الثبات سواريز يحسم موسم الأخطاء بالليغا

تحت المجهر: رجل الثبات سواريز يحسم موسم الأخطاء بالليغا

2016/05/14 الساعة 09:41 مساءً (كووورة)

كتب برشلونة النهاية التي أرادها لموسم استثنائي بالليغا ونجح بالحفاظ على صدارته حتى الجولة الأخيرة ليتمكن من حصد لقب سيُنسي الجماهير الفترة الصعبة التي عاشها الفريق الشهر الماضي أما ريال مدريد وإن كان لم ينجح بتحقيق اللقب فإن العودة بالجولات الأخيرة قد تترك طابعاً إيجابياً لدى الجمهور بنهاية موسم صاخب ومليء بالأحداث.

هكذا كان الفصل الأخير...

ملخص مباراة غرناطة وبرشلونة:

بتشكيلة تقليدية ودون أي مفاجأة نزل برشلونة اللقاء وسط أنباء عن خوض نيمار المواجهة رغم معاناته من مشاكل عضلية أما مدرب غرناطة فقام بخيار غير مرتقب مع الإبقاء على كوينثيا على دكة البدلاء رغم تألقه أمام إشبيلية.

بالدخول أكثر لأحداث المواجهة واجه برشلونة تكتل غرناطة بالخلف وحاول استثمار التفوق الفردي لخلق المساحات كما ظهر الاعتماد على بيكيه لمتابعة الركلات الثابتة كخيار إضافي بظل عدم تمكن لاعبي غرناطة من مواجهته أما أصحاب الأرض فبدا تأثير ضمان البقاء واضحاً عليهم فلم يُظهر الفريق أي حماس خلال معظم فترات الشوط الأول أما هجومياً فبدا العربي معزولاً وربما تسديدته البائسة بالشوط الأول أتت لتقدم أفضل تعبير عن هذا.

دور المهاجم القناص يظهر دائماً بهذا النوع من المباريات وهو ما نجح سواريز بإظهاره فمن تسديدتين فقط نجح سواريز بتسجيل هدفين ليزيل الضغط عن فريقه ويعطيه تقدماً مريحاً خلال الشوط الأول أما ألبا ونيمار وآلفيش فكان لهم دور مميز بهذه الخطوة ففتح اللعب إلى الأطراف والاستغناء عن التركيز على العمق لحد ما هو ما سمح للفريق لإخراج سواريز من بين غابة المدافعين.

بالشوط الثاني ظهر التراخي على برشلونة ومع نزول كوينثيا نجح غرناطة بنقل منطقة الصراع على الكرة من نصف ملعبه وبدأنا خط دفاع أصحاب الأرض يخرج إلى منتصف الملعب بالعديد من الهجمات دليل تخلي الضيوف عن الحل الفردي والمرتدات والسعي لخلق هجمات منظمة وهو ما دفعنا لمشاهدة تيرشتيغن بعد أن كان بعيد تماماً عن مجرى اللعب بالشوط الأول.

برشلونة لم يظهر هجومياً تقريباً بالشوط الثاني ومعظم الهجمات لم تسفر عن فرص خطرة والفريق لم يكُن يفكر بالتسجيل كثيراً أما كرة الهدف الأخير فحملت الهدف الأخير الذي يشهد على تيكي تاكا "msn" هذا الموسم لينجح سواريز بتسجيل هدفه الأربعين بالدوري والثاني عشر خلال آخر 5 مباريات أما عدد المباريات التي نجح فيها سواريز بتسجيل 3 أهداف على الأقل بالدوري هذا الموسم فوصل إلى 6 مباريات.

ملخص مباراة ديبورتيفو وريال مدريد:

تشكيلة ريال مدريد التي خاض بها زيدان اللقاء أيضاً بدت كلاسيكية ومثالية بالنسبة للفريق الذي سعى لتوجيه رسالة سريعة لغرناطة تربك الخصم فتسجيل الميرينغي لهدف مبكر قد يُفقد الكاتالونيين تركيزهم شيئاً ما وبالفعل كان للضيوف ما أرادوا من جملة تمريرات سريعة ورائعة أظهرت صحة ما قاله رونالدو ذات يوم عن حاجته للعب مع بنزيمة وبيل وأن المنافسة تحتاج لهذا النوع من اللاعبين.

ديبورتيفو لم يظهر أي ردة فعل خلال الشوط الأول باستثناء الوقوف بمنطقته ومتابعة ريال مدريد وهو يسجل الأهداف ويهدر الفرص وكان من الممكن للشوط الأول ربما أن ينتهي على حصيلة رقمية أكبر بكثير بالنسبة للضيوف.

بالشوط الثاني بدا التراجع ظاهراً على ريال مدريد والأخبار القادمة من غرناطة لم تدفع الفريق للحفاظ على حماسه بالملعب وأراد ديبورتيفو استغلال هذه الدقائق وأجبر دفاع الضيوف على الوقوف بالأمتار الأخيرة من الملعب لعدة دقائق لكن بالنهاية نجح وسط الريال باستعادة التفوق وأعاد الكرة لأقدام اللاعبين دون أن يكون هذا كافياً لإحداث أي تغيير جديد فقلت الرغبة بالتسجيل خاصة مع مشاركة خاميس مكان رونالدو بالشوط الثاني وبالتالي قلت الفرص واختفت الأهداف لينتهي اللقاء على نتيجة وتفاصيل ارتبطت جميعها بالشوط الأول.

"غلطة الشاطر" ليست بألف...موسم أخطاء ريال وبرشلونة انتهى كاتالونياً:
عادة ما كان لقب الليغا يتحدد ما بين الفريق الذي يرتكب أخطاء قليلة وبين الفريق الذي يقدم موسماً مثالياً لكن حال هذا الموسم بدا مختلفاً عن معظم مواسم الليغا ويمكن القول أنه كان مشابهاً لموسم 20132014 الذي شهد على سقوط الثنائي الكلاسيكي أمام أتلتيكو مدريد وحصول الأخير على اللقب.

الفارق بين موسم برشلونة وموسم ريال مدريد هو شكل ونوعية المشاكل التي عاشها كل فريق، فالميرينغي بدأ الدوري بحصيلة رقمية جيدة لكن مشكلته الكبرى تمثلت بغياب الإقناع فلم تشعر الجماهير بالثقة بما يقدمه الفريق خاصة وهي ترى مشاكل بينيتيز مع اللاعبين تتسرب لوسائل الإعلام يومياً وبعد 10 جولات غادر الميرينغي الملعب وبات مجرد مواد مكتوبة بيوميات الصحف فغاب التركيز والحماس عن الفريق وبدت مسألة إهدار النقاط والسقوط بنتيجة كبيرة من برشلونة أمراً منطقياً أما بينيتيز الذي كان يقال بأنه ينفذ تعليمات بيريز وتدخلاته بالتشكيلة وجد نفسه بالنهاية خارج النادي تاركاً مكانه لزيدان الذي مثل النهج التصحيحي لبيريز فبعد أن كانت الأخبار تظهر عن تسبب رئيس النادي بتفضيل دانيلو على كارفاخال وإبعاد كاسيميرو عن اللعب تغيرت هذه المعطيات تماماً بعهد زيدان الذي أعاد ترتيب البيت الأبيض المدريدي من جديد من خلال إعادة الفريق من دوامة الصحف إلى الملعب وخلق الحماس بالفريق.

بشكل أقرب للواقع أعاد زيدان تجميع الفريق حول رونالدو من جديد فالواقع الذي فشل بينيتيز بتغييره والمرتبط باعتماد الريال بشكل شبه مطلق هجومياً على البرتغالي عاد للحياة من جديد مع زيدان الذي رأى بهذه الخطوة حلاً لموسم الأزمة في مدريد ولو أن إعادة زيدان للروح وإيصال ريال مدريد لأفضل شكل ممكن اصطدم بعواقب الغيابات التي مثلت الخصم الأقوى للمدرب الفرنسي خلال النصف الثاني من الموسم ليهدر 5 نقاط خلال جولتين دون أن يعلم أن نقطتين من هذه النقاط الضائعة كان من الممكن أن تغيرا مسار اللقب بالنهاية.

حصيلة زيدان تكللت بنهاية ممتازة مع تحقيقه العلامة الكاملة بآخر 12 جولة ودائماً ما يقال بأن النهايات القوية ولو لم تكن بخاتمات سعيدة تجعل الجماهير تبدي رضاها عن الفريق.

في برشلونة كان كل شيء يسير كما يجب، حصيلة ممتازة وخطوات كبيرة نحو المجد منذ البداية ورغم تعرض ميسي لإصابة وتلقي الفريق لخسارتين مبكرتين بالجولات السبع الأولى إلا أن كل شيء كان يشير إلى أن برشلونة سيسير لبر الأمان مع تألق مهاجميه.

الكاتالوني وضع جمهوره بطمأنينة تامة بعد تحقيقه لـ11 انتصار متتالٍ بالدوري لكن النقاط الـ11 التي أهدرها الفريق خلال 4 جولات متتالية كان من الممكن أن تُضيع على الفريق اللقب بأي موسم آخر ورصيد 91 نقطة بنهاية الموسم يبدو أقل مما جمعه ريال مدريد حين حقق وصافة الدوري برصيد 92 نقطة الموسم الماضي لكن النتائج القوية للفريق وتخبط الخصوم خلال مراحل بالدوري سهلا على برشلونة تفادي أزمة الفترة الصعبة ليحتفظ الفريق بالصدارة وينجح بتحمل الضغط خلال الشهر الأخير من الدوري.

يمكن القول أن الفترة الصعبة التي عاشها الفريق خففت من حجم الإجماع حول إنريكي لكن بالنهاية تكون مهمة الألقاب الأولى هي محي كل شيء محزن حدث خلال الموسم وفتح صفحة جديدة مليئة بالبياض.

سواريز الحكاية الجديدة:

المثير والجديد بدوري هذا الموسم هو تمكن سواريز من إنهاء ثنائية ميسي ورونالدو على صراع الهداف أما بفوزه باللقب فيأتي ليُظهر نجاح ما حاول برشلونة القيام به خلال فترات طويلة من الموسم من خلال إظهار تكاتف وتماسك ثلاثي المقدمة بوقت كان رونالدو يعاني فيه من غياب بيل وبنزيمة لفترات طويلة بالدوري أو ابتعادهم عن مستواهم خلال فترات أخرى حيث أراد برشلونة تحويل الصراع التقليدي من "ميسي-رونالدو" إلى "رونالدو- msn" فكان هذا الأسلوب هو الأفضل للكاتالونيين من أجل إيصال سواريز للقمة هذا الموسم.

متعلقات