�ي الحرب لم تترك شيئا إلا أتت عليه ، لم يسلم منها أحدا وإن لم يكن مشاركا فيها ،وكغيرها من مناطق البلاد التي عاثت فيها مليشيات الإجرام عبثا وتشريدا نالت بلدة كرش الحدودية وأهلها نصيبهم من التشرد والنزوح هذا ما حاولنا أن نسجله من خلال الاستطلاع التالي: استطلاع :أكرم العزبي يعيش أهالي بلدة كرش الحدودية على مدى عامين وبضعة أشهر حالة من التشرد والنزوح بسبب سيطرة المليشيات الحوثية على أجزاء من البلدة وتكثيف قصفها المدفعي والصاروخي على باقي أجزاء البلدة . وتحوي بلدة كرش الحدودية تجمعات سكانية كبيرة موزعة بشكل قرى على مناطق جغرافية مختلفة التضاريس من حيث الجبال والسهول والأودية وهذا ما يجعلها عرضة لنيران أسلحة المليشيات المتمركزة إلى الشمال منها وفي مناطق مرتفعة تتمثل بالشريجة والسحي وشيفان ومرتفعات أخرى بالقبيطة. كل هذه الظروف أجبرت أهالي بلدة كرش على النزوح من منازلهم إلى مناطق آمنة تمثلت بمدينة العند التابعة لمديرية تبن ومناطق الربوع بالقبيطة ومحصوص والحسارة ونكاظ وغيرها من المناطق التي تشكل ملاذا آمنا من حيث بعدها عن نيران المليشيات إلا أنها تمثل خطرا كبيرا على حياتهم وذلك من خلال بعد هذه المناطق- لاسيما الجبلية منها-عن الخط العام الذي يربط تلك المناطق بالمراكز الصحية خاصة مع انتشار الأمراض والأوبئة وبشكل مخيف بين أوساط النازحين وهو مايجعل من إسعافهم ووصولهم إلى المراكز الصحية أمرا في غاية الصعوبة وينذر بارتفاع معدل الوفيات والذي سجل ارتفاعا كبيرا خلال السنتين الماضيتين مقارنة بما قبلهما. وحول الأرقام التي تتحدث عن عدد الأسر النازحة جراء حرب المليشيات والمنازل المتضررة من قصف المليشيات بمختلف قرى بلدة كرش ألتقينا بالمواطن (أبو محمد العزبي )والذي تحدث لـ:"عدن الغد" قائلا: الحديث عن النازحين أمر يدعو للألم والشعور بمدى المعاناة التي لحقت بالمواطن البسيط جراء الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد والتي خلفت العديد من المآسي الكبيرة والتي ستستمر آثارها على مدى أعوام قادمة. وأضاف العزبي:أن قرى وادي نتيد والتي تضم 180أسرة جميعها نازحة وهي منطقة منكوبة والأولى في تصنيف المناطق التي طالتها الأضرار حيث سجلت تضرر 92منزلاً فضلا عن زراعة المليشيات لحقول ألغام كبيرة في هذه المنطقة وذلك يرجع لجغرافيتها المنخفضة والتي تسهل من عملية مرور المركبات منها بعكس المناطق الأخرى التي تمتاز بوعورة طرقها وهو مايجعل تركيز المليشيات عليها بتكثيف كميات الألغام فيها. أما عن قريتي العلفقي والعلوب واللتان ترزحان أيضا تحت وطأة المليشيات واللتان تحويان مايقارب 110أسرة بلغت نسبة الأضرار فيهما 50منزلاً بحسب الإحصائيات وهي التي طالها القصف بالتزامن مع تقدم المقاومة والجيش الوطني إليها في فترة ماضية قبل أن ينسحبان منها وتعيد المليشيات سيطرتها عليهما. الحويمي نالت نصيبها من المعاناة والتي بلغ تعداد أسرها 105أسرة هجرتها جميعها عنوة وهو ماجعل منازلها أكثر عرضة للنهب والدمار حيث سجل تضرر ما يقارب 47منزلاً بحسب الإحصائيات التي وصلتنا. الوحدة السكنية وهي أكبر تجمع سكاني في بلدة كرش وذلك لقربها من السوق العام لبلدة كرش والتي تحوي 182أسرة تضرر من منازلها 88منزلاً وشكل قربها من السوق العام هدفا مباشرا لسلاح المليشيات وذلك من خلال تركيز ضرباتها على السوق العام والذي طال منازل الوحدة السكنية ودمر معظمها. الجريبة وهي المنطقة الأكثر سخونة وذلك من خلال ارتفاع وتيرة المواجهات فيها والتي تحوي 166أسرة تضررت وبشكل كبير باعتبارها ساحة حرب للطرفين حيث سجل تضرر مايقارب 88منزلا وبشكل كبير . قرى السفيلى،الحدب وحرذ والتي تقطنها 175أسرة تقع تحت مرمى نيران المليشيات سجلت تضرر 83منزلا . كل تلك الأضرار لحقت ببلدة كرش الحدودية فضلا عن نفوق أعدادا كبيرة من الحيوانات واحتراق كميات من الأعلاف بسبب الحرب وزرع كميات كبيرة من الألغام في مختلف مناطق بلدة كرش وهو ماينذر بالخطر القادم حتى بعد انتهاء الحرب وتحرير البلدة. الوضع التعليمي في البلدة لايقل سوءا عن نظيره المعيشي وذلك من خلال توقف التعليم في ست مدارس لبلدة كرش وبشكل نهائي وهي مدارس(الزبيري،الوحدة،الفرقان،عماربن ياسر،عائشة ، قرنة) إضافة إلى تعرض معظمها للأضرار المباشرة وهذا يشكل تهديدا كبيرا لمستقبل الطلاب والذي يبلغ عددهم 1500طالبا وطالبة في مختلف المراحل التعليمية. كرش معاناتها لن تنتهي إلا بانتهاء الحرب وتحريرها من قبضة المليشيات وتأمينها وهذا مايحلم به المواطن البسيط الذي أثقل كاهله التشرد والنزوح في الكهوف والوديان خاصة مع حلول موسم الأمطار وارتفاع درجات الحرارة ممايضاعف من معاناة النازحين وبشكل كبير وهم يأملون من القيادة السياسية والحكومة الشرعية النظر بعين المسؤولية إليهم