quot;الحوثة يقصفونا .. القذائف تسقط في البحر" كانت هذه الكلمات أخر ما سمعه أحد الأباء من إبنته التي كانت على رصيف الاصطياد بالتواهي لمحاولة النزوح باتجاه البريقة أو المنصورة أو غيرها من مدن عدن التي لم تسقط تحت سيطرة مليشيات الحوثي. فقد ذلك الأب جميع أفراد أسرته ومعهم العشرات من المواطنين في الجريمة المروعة التي حدثت في رصيف الاصطياد بمدينة التواهي. صباح يوم الاربعاء الموافق 6مايو2015م تجمع الكثير من الاسر بمختلف الفئات ما بين اطفال ونساء وشيوخ وشباب بعد ان دخلت قوات من الحوثة وانصار صالح الى ما تبقى من اطراف المناطق المحاصرة وهي والتواهي والقلوعة للنزوح عبر البحر الى منطقة البريقة او المنصورة هاربين من القصف العشوائي او استهدافهم من قبل قناصة الحوثيين. ولم يخيل الى المواطنين العدنيين أن تلك المليشيات التي قنصت الكثير في عدد من مدن عدن أن تتمادى لتقصف الأسر النازحة في عرض البحر وتقتل وتصيب العشرات من المدنيين. وكما جاء على لسان شهود اعيان بان عدد المواطنين المتواجدين بالمئات والذين كانوا بانتظار التاج الذي نقل نازحين حيث بداء التجمع في ميناء التواهي من 6 صباحاً بنقل منتظم للأسر والذي كان مستمر بنفس الطريقة منذ اسبوع بسبب الحصار واعتقال الشباب والخوف من القصف او القنص وعليها استمرت الاسر بالتجمع بانتظار التاج او القوارب لنقلهم الى الضفة الاخرى التي تشكل بالنسبة لهم الامان النسبي كنازحين . وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً تقريباً تم القصف على الميناء بأربعة قداف هاون الاول على المرفى الذي فيه التجمع حيث كانت الشظايا المنتشرة بكل مكان هي سبب اصابة معظمهم واختفاء اخرين وغرق اخرين كانوا فوق القارب الواقفة على الشاطئ (معطل ) وثلاثة قذائف في البحر الاخرين في البحر. 32 نازحا مدنيا استشهدوا، بينما كانوا يحاولون الهرب عبر البحر من القتال المستعر في مدينة التواهي بعدما أصابت قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح عوامة ورصيفا في ميناء للصيد في المدينة. وذكر مسؤول طبي أن "32 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 67 آخرين في القصف الذي تعرض له النازحون لدى محاولتهم الهروب من القتال الدائر في حي التواهي إلى منطقة البريقة في الجهة المقابلة من الخليج". "كانت جريمة مروعة" هكذا يصف أحد الناجين من مجزرة التواهي في العاصمة عدن، التي قتل فيها عشرات النازحين، عقب إطلاق مليشيا الحوثي المدعومة من قوات الجيش الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قذائف المدفعية عليهم، بعدما فروا من بيوتهم إلى مرفأ الموانئ بالمدينة. ضحايا مجزرة التواهي لم يقتلوا وهم يواجهون مليشيات الحوافش في جبهة القتال وبطبيعة الحال لم يكونوا يحملون سلاحا بأيديهم وكلما كان معهم بعض المتاع بينما كان البعض يحمل أطفاله معه على ظهر القارب. . . لقد كانوا هاربين من نيران العدوان على زوارق الصيد باتجاه مدينة البريقة التي اعتقدوا أنها أقل خطرا على حياتهم حينما فاجأهم القتلة بنيران الدبابات وهم يهتفون " الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل . . ". سيكتب التاريخ يوم السادس من مايو 2015م كواحد من أكثر الأيام سواداً في تاريخ مدينة عدن وسيدخل القتلة موسوعة جينيس في الحيوانية الوحشية والنزعة الدموية ولاشك أن الجرح غائر والألم مرير. عامان من الألم لعائلات فقدت أحبة لهم في جريمة رصيف التواهي التي ستبقى شاهدة على وحشية تلك المليشيات العدوانية. وفيما لم تقم الحكومة وممثليها سواء باصدار البيانات لتنديد المجزرة لم تتخذ أي إجراءات لتقديم المتسببين بالجريمة للمحاكمة أو تعويض أهاليهم. أحد اقارب شهداء مجزرة التواهي يؤكد عدم استلامهم التعويضات التي صرفت لأهالي الشهداء ورفض لجان حصر الشهداء حصر ضحايا مجزرة التواهي ضمن شهداء عدن. وبعد عامين ما يزال الأمل في محاكمة مرتكبي المجزرة المروعة في رصيف الاصطياد بالتواهي يحدو بالكثير من الناشطين في عدن. *من جعفر عاتق