تقرير : سالم محمود
آ
آ
آ
آ
آ هيئة لحج ومضمونها ، ولحج هنا المقصود بها مديريتا الحوطة وتبن ، حالتهما المزرية المشتركة ، لا تسر عدواً أو صديقاً ، فهما ليستا على جاذبيتهما اللتين تركهما عليهما عند مغادرته الدنيا ، الأمير الشاعر أحمد فضل العبدلي " القُمندان " ، الذي تغنى بهما متغزلاً دهراً ، وجاوزت شهرة أشعاره وألحانها الطروبة حدود الجنوب العربي ، ومنطقة الجزيرة العربية والخليج العربي والعالم أجمع . آ آ تُمعِن بنظرك صوب الشارع العام لعاصمتها ، الذي من المفترض اعتيادياً أن يكون حضرياً نظيفا ً، لكن تفاجئك وتفجعك صور أكوام القمامة ونفاياتها المكدسة على جوانب الشارع ، ولا يجد المواطنون وسيلة ناجعة للتخلص منها سوى عن طريق إحراقها تجنباً لنقل الحشرات منها إليهم شتى أنواع الأمراض منها جائحة مرض " الكوليرا " القاتلة ، لعدم نقلها يومياً من الجهات الحكومية المعنية إلى مقالبها الخاصة بها . . وكذلك يُقابلك طفح البلاليع التي لم يكتمل مشروع أعمال الأغطية لمناهل مجاري صرفها الصحي في شوارع المدينة العامة ، والتي ظَلت زمناً طويلاً جداً من دون أغطية ! ؟ ، وفي حفرها يسقط العجزة والأطفال والغرباء عن المدينة وحتى السيارات والدراجات بأنواعها ! ؟ . آ آ آ آ مياه الشرب النقية الحكومية ، لا أثر لها بعد عين ، ولحج هي أساساً أرض الماء والخضرة والوجه الحسن ، وكل تلك الصور البهية لها لم يعد لها من وجود الآن ، كما يعاني المواطنون اللحجيون ، إنقطاع الماء الحكومي عن منازلهم وأماكن أشغالهم منذ سنوات ، ولم تحرك الحكومات المتعاقبة أي ساكن في هذا الشأن حتى الآن ويعتمد الناس في توفير الماء على شراء صهاريج المياه أو من آبار ارتوازية يتم حفرها في كل حارة بمدينة الحوطة من فاعلي الخير للمواطنين ، رغم ضررها الكبير على المدى الزمني القادم ، الذي يهدد المدينة بكارثة تدميرها وطمسها من على الخريطة لرطوبة تربتها الزراعية الشديدة ، جراء الحفريات العشوائية لآبار المياه هذه بحثاً عن شربة ماء صحية ، وأيضاً لتنصل الدولة عن أداء واجباتها بتوفيرها للمواطنين بالمدينة . . وفي قطاعي الصحة والتعليم ينخر في جسديهما الركود الملموس ، وما من منقذ لتأوهاتهما المستصرخة بغية إغاثتهما . آ آ آ آ الكهرباء العمومية ، هي الأخرى منذ أعوام ، تمثل اللغز المحير لكل العالم ، إذ لا حلول صارمة توجد لمنع انقطاعاتها ، وعلى وجه التحديد خلال فصل الصيف القاتل ، ولانقطاعها عن كل مواطن لحجي كبير في السن ونديمه الطفل الرضيع ، أدى ذلك إلى هلاكهما ، ولم يهنأ الشعب اللحجي قليلاً بنعمة الكهرباء ، إلَّا بالتعطف عليه نهاية شهر " رمضان " المبارك المنصرم ، بـ 2 أو 3 ميجا وات ، من محطة توليد الكهرباء بمنطقة الحسوة بمديرية البريقة بالعاصمة عدن ، مشكورة ، وبذلك تم إسعاف الحوطة بـ 6 ساعات تشغيل للكهرباء لمواطني المدينة على مدار 24 ساعة ! ؟ ، فيما مولدات محطة كهرباء " عباس " في المدينة ، جنحت وعطبت وباتت متوقفة بالوقت الراهن تماماً عن الخدمة منذ خروجها الاضطراري قبل أشهر عدة مضت ، واكتفت مؤسسة كهرباء لحج بمكرمة الساعتين إضاءة المهداة كل 4 أو 6 أو 8 ساعات من كهرباء العاصمة عدن بواقع 6 ساعات تشغيل في اليوم الواحد ! ؟ . آ آ آ آ لحج . . كما هو جلي ، ضحية ازدواجية قيادة حكم سلطتها المحلية الحالية ، التائهة المتخبطة المتمثلة في شخص " محافظ لحج الحالي " الجامع بين النقيضين ، بين منصبه الرسمي في حكومة " الشرعية " محافظاً لـ " لحج " ، وبين موقعه القيادي بـ " المجلس الانتقالي الجنوبي " ، قائماً بأعمال رئيس المجلس في أثناء غيابه ورئيساً لدائرة المجلس السياسية ، ما وَلَّدَ هذا الوضع محصلة منقسمة بوضوح على نفسها ، كما أن عدم الانسجام بين برامج عمل الجهتين وانعدام التجانس بينهما ، بالتالي أفضيا إلى عدم تحقيق أدنى مستوى من التنمية المشروعة الحقة للمجتمع اللحجي البسيط ، الذي يكاد اليوم ينقرض من الوجود لتكالب عليه أشكال المعاناة من كل حدب وصوب . . فالمواطن فيها لا علاقة له بالسياسة وليست لديه إشكالية في شخص من يتولى قيادة المحافظة ومن سيظفر بكرسي جلوس عرش حكمها ، بقدر ما يطمح شعبها إلى قائد مرن سلس جلد ، يكون منهم وإليهم مُشَخِّصَاً لآلامهم ومعالجاً لجراحها حتى شفائها وتمتعها بالصحة المطلقة والنقاهة المريحة ، حتى وإن كان المرشح الجديد المرتقب ، الذي سيفوز بقيادتها في المستقبل القريب جداً من خارجها ، لكن عليه أن يأخذ بأياديهم وينصفهم من عذاباتهم المعيشية اليومية في الاضمحلال الكلي لأبسط الخدمات عنهم ، ويكون سداً منيعاً يوقف الصرف المالي من غير ميزان لإيرادات المحافظة ومصروفاتها المالية من دون رقيب أو حسيب ، بكل مرافق الدولة الرسمية بمحافظة لحج ، بحجة أن هذا الطور وفي هذه الأثناء ، لا وجود فعلي فيه للحكومة ، وأن الفرصة سانحة لممارسة الفساد بأبشع صوره وبتعدد ألوانه البشعة