�ليد اليافعي ما أن أعلنت وكالة الأنباء اليمنية سبأ مغادرة دولة رئيس الوزراء إلى الرياض مصحوباً بتصريح. خاص به، وجه خلاله رسالة إلى أبناء عدن واليمن عامة، رأى البعض في ذلك رساله طمأنينة فيما رأى البعض الآخر انها رسالة أعمق من ذلك يكمن معناها في بطن الشاعر! غادر بن دغر عدن مطمئن وتركها مؤقتا ، تسير بخطى ثابتة نحو تنمية حقيقة لم تشهدها من قبل. بن دغر بعث الأمل في نفوسنا التي أوجعها الحرمان والظلم والتهميش، وبالرغم من أن رسالته حملت نبرة حزن وأسى مع إبداءه في ذات الوقت، عبارات التفاؤل، الا ان حاجتنا إليك ملحة يا بن دغر، يانور عدن، ويا رجل الدولة البطل، الذي آثر البقاء في ترابها وساحلها وحرها وقيظها اللاهب، على الفنادق والمنتجعات الاثيرة، ليطبع الاوضاع ويناضل مجددا كما ناضل سابقا لانتشالها من غياهب الحرمان والظلم والظلام، فلا تترك عدن ، لوجودك أهمية انت تدركها فلا تتركها. من حقك ان تفخر بماحققته اليوم، وعدك أصبح اليوم حقيقة . بالأمس قلت صيف بارد ياعدن ، فكنت نعم من أوفى بعهده . اننا نشعر لأول مرة برجل دولة يعد فيفي. لأنك أحلت صيف عدن اللاهب، إلى صيف بارد منعش بالعمل والانجاز الذي نشهده اليوم واقعا معاشا . عدن اليوم يتيمة بدونك ، وأحيل يومها إلى ظلام رغم الكهرباء التي انجزت إعادتها بجهود مضنية من شخصك المثابر. عدن بحاجتك اليوم يابن دغر أكثر من الأمس القريب لقد نجحت في اضاءة شوارعها ومساكنها نجحت في وضع لبنة إعادة الاعمار، والخروج بعدن من عنق الزجاجة إلى التنمية والبناء .. نعم عودتك.. عدن بحاجة إليك ما أن غادرت منها الأ وانهارت براكين من الشائعات التي تهدف الى شق صفنا الذي نجحت في التأمة. تخيل بعد ساعات من مغادرتك، تنام السواحل كئيبة، وجبل شمسان داكن حزين! عدن تطلبك عودة وصالها ، قل لي متى اشوفك يا كامل وصوفك ؟ عدن حنت اليك وأنت، أشد من أنين حمامة أبو فراس الحمداني! عدن بحاجة الى رجل دولة كشخصك، ورجل متفان مثلك، ومحب لوطنه كأنت يا بن دغر. عدن يزداد شوقها وحاجتها اليك والى فخامة الرئيس والى المحافظ فلا تتركوها للمشاريع الصغيرة، والفئات الحقيرة التي لا هم لها إلا كروشها المنتفخة. غادرت ففجعنا جراء انتشار الشائعات والسهام السامة وساد الخوف والقلق فينا، فعد يابن دغر، دموعي تملأ احداقي، نحبك نعم لأنك رجل الدولة الذي تحبنا. وجودك هو الأمان للشرعية وعدن والوطن وهو مفتاح العمران وانتشال واقعنا نحو الآفاق الرحبة الواعدة بالخير. تعودنا أن نرى موكبك في كل شارع وفي كل حي وفي كل مديرية وفي كل مرفق وفي كل منشأة، تعودنا أن نراك واقفا بجوار معدات وناقلات البناء ، تعودنا على سماع أخبارك السارة.. المبشرة .. والباعثة للأمل في نفوسنا التي صداها القهر والإحباط. كلماتك اليوم أبكتني وأفرحتني في ذات الوقت كثيراً، لأن التحسن الذي نعيشه لم يكن ليتم لولا جهودك الجبارة التي بذلتها مع حكومتك، بمتابعة وإشراف مباشر من شخصك المثابر، الأمر الذي جعل من مشكلة الكهرباء ماضيا غابرا انتهى منذ الوعد الذي قطعته على نفسك وأمام الشعب بايجاد "صيف بارد في عدن" وهو ما تحقق فعلا وقولا . اليوم يابن دغر ، انت في الرياض، اطمئن التيار ما يزال يعمل، ساعات التشغيل للتيار بلغت خلال اليومين الماضيين نحو12 ساعة دون انقطاع، وهو ما يؤكد أن كهرباء المدينة باتت في وضع هو الأحسن منذ سنوات، حق لك ان تفخر، لكن لا تتركنا. لا تترك عدن. نحبك لأن في عينيك حلم الوطن المنشود. ومن نظراتها الثاقبة، نستلهم روح الطموح ونشعل قناديل التحدي. نعلم انك تصحو باكرا، وتنام في الفجر ساهرا على متابعة حل قضايا عدن وفي مقدمتها الكهرباء وباقي الخدمات، شهدنا عنك إنسانيتك وكرم أخلاقك وتفانيك وحبك الشديد لوطنك وشعبك الذي يبادلك اليوم الحب، باعتبارك مناضلا وطنيا تشهد له مختلف مراحل الحركة الوطنية. نحبك لأنك كنت تقابل كل الإساءات بصمت الكبار، وكنت تحث حكومتك وطاقمها المحارب، على الرد من الميدان بالأفعال وبالمنجزات وبالخدمات وبحل كافة قضايا المواطنين وتلمس همومهم وحل قضاياهم الإنسانية وإعادة كافة الخدمات، بالأفعال لا بالأقوال والمهاترات غير المجدية . نحن بانتظارك ، عدن زاد شوقها لك ، فلا تبادلها الا عشقها الصادق لك ايها الرجل النبيل.