�قرير هام يشرح الأوضاع في شبوة بصورة لا تتوقعها إعداد / جيفارا الشبواني خاص للعقلاء فقط *مرحلة التأسيس :-* نتيجة الأوضاع المضطربة في محافظة شبوة التي حدثت بعد خروج الحوثيين من عتق وما سبقها من انهيار للواء الثاني جبلي في عزان واللواء الثاني بحري في بلحاف وما تلاها من انهيار للمؤسسة العسكرية والأمنية في شبوة التي كان أكثر من 95%من منتسبيها من الشماليين فقد أصبحت شبوة عاصمة النفط والغاز حينها في انفلات أمني لم يسبق له مثيل وهذا الانفلات يذكرنا بما حدث عام 1967م بعد خروج بريطانيا من الجنوب إلا أنه في ذلك الحين لا توجد أي مصالح أو مشاريع استراتيجية أو منشاءات ومشاريع حيوية أو شركات نفطية وغازية يخشى عليها من الانهيار كما أنه لم تبلغ الخطورة حينها مثل ما بلغت اليوم من الفوضى والانفلات والخوف والقتل والتقطع وتغذية العنصرية في شبوة كما أن فترة انفلات 1967م كانت قصيرة وكان لمنتسبي قوات الجيش والأمن من الليوي وشبر من أبناء الجنوب دور في تطبيع الحياة في فترة قصيرة عكس اليوم الذي طالت فيه فترة الانفلات وعدم وجود عدد كافي من العسكريين من أبناء شبوة والجنوب ليحلوا محل القوات الشمالية بعد تفكيكها أو انسحابها في الحرب الانقلابية الأخيرة ويملئوا الفراغ الذي تركته كما أن ما حصل من بعض أبناء شبوة من سياسيين وعسكريين وتحالفهم مع الانقلابيين ووقوفهم ضد الرئيس هادي خصوصا بعد ان تمت محاصرته في منزله في صنعاء وبعد أن رأوا تقدم الحوثيين المتسارع وسقوط المدن واحدة تلو الأخرى وتسليم الجيش لهم وعندما ايقنوا أن الأمور شبه انها حسمت وأنه لا يوجد بصيص امل في اي حل وكنوع من استثمار الفرص وترتيب الأوضاع وقفوا في صف الانقلابيين ولم يدور بخلدهم تدخل السعودية والتحالف العربي إلى جانب الرئيس الشرعي كما أنهم تجاهلوا تماما مدى كراهية الشارع الجنوبي ومن ضمنه الشبواني للحوثيين وعلي عبد الله صالح مما جعلهم يتصدرون المشهد في شبوة وعلى رأس هولاء اللواء عوض محمد فريد قائد محور عتق وقائد قوات الشرطة العسكرية سابقا واحد أعضاء اللجنة الرئاسية بين القشيبي والحوثيين في عمران وكذلك اللواء علي محمد الطمبالة الذي عينه الحوثيين محافظا لشبوة وكذلك العميد عوض ذيبان مدير الأمن والشيخ حسن بنان القيادي في الحراك الجنوبي وكذلك تأييد مجموعة من السياسيين والعسكريين من أبناء بيحان للحوثي وصالح ونتيجة لكل هذا كان هناك استياء كبير في الشارع الشبواني ضد من وقفوا مع صالح والحوثي فبدأت نغمة من أبناء القبائل الأخرى تشيطن قبيلة العوالق وقبيلة المصعبين وبانهم خذلوا شبوة فاتضح أن هذا العمل موجه ومخطط له حيث لعب الاخوة الإماراتيين على هذا الوتر واستقطبوا مجموعة من الشباب الإعلاميين ومن نشطاء الحراك ومن بعض السياسيين ورجال الاستخبارات فتم تغذية هذه الكراهية والعنصرية حتى استفحلت ومن كثر ترديدها صدقوا الآخرين من غير العوالق بأن العوالق فعلا عملاء لصالح والحوثي وأنهم محضن للقاعدة وداعش وان المصعبين مع الحوثي وصالح وكذلك ظهرت نغمة جديدة في شبوة وهي نظرة أبناء شبوة بأنهم مهمشين من العوالق وأن العوالق استحوذوا على السلطة والجيش والأمن وعمالة الشركات والبعثات الدراسية وتمثيل شبوة في السلطة العليا في الدولة والبعثات الدبلوماسية والعلاقة مع السعودية وغير ذلك فتكون رأي عام حول هذه القضية فكانت هناك دعوات لتقسيم شبوة إلى ثلاث محافظات للتخلص من ما ذكر. في ظل هذه الظروف الصعبة والحرجة قامت الإمارات بالتنسيق وبعيدا عن مؤسسات الدولة الشرعية العسكرية والمدنية في شبوة وحتى السلطات العليا وأتت بأشخاص من قبائل الواحدي وبلعبيد وبني هلال وبلحارث وبالتحديد من 11 مديرية لتسجيل أبناء هذه القبائل في قوات النخبة وبالأخص من ( رضوم -ميفعة- الروضة - حبان -عتق -مرخة السفلى- عسيلان -جردان -عرماء - دهر - الطلح ) وتم استثناء مديريات العوالق الثلاث( الصعيد - نصاب - حطيب ) وكذلك مديريات المصعبين في بيحان( بيحان العليا - عين ) وكذلك استثناء مديرية مرخة العليا والتي لا تنتمي إلى جغرافيا شبوة ولكونها مديرية شمالية تتبع البيضاء حتى عام 2002م . وإذا أردنا التوضيح أكثر فإن المديريات ال 11 التي تم تسجيل أفراد قوات النخبة الشبوانية منها تتميز بالآتي:- أ - توجد فيها كل ثروات محافظة شبوة من النفط والغاز وخطوط نقل الغاز من مأرب إلى شبوة وخط نقل النفط من العلم إلى النشيمة. ب - يوجد بها الشريط الساحلي ومشروع الغاز في بلحاف وأفضل السواحل لصيد الأسماك وميناء بلحاف وموانى أخرى ومواقع تصلح لإنشاء ميناء بمواصفات عالمية .وكذلك موقع هام لاستقبال اللاجئين من القرن الأفريقي. ج - هذه المديريات تتحكم في الخط الدولي الرابط بين شبوة والسعودية ويتحكم في الاتجاه إلى وادي حضرموت وصحراء الربع الخالي . د - لا يوجد من هذه المديريات من ينتسبون للجيش والأمن الحالي إلا عدد بسيط على مستوى الأفراد والقادة ومن السهل بناء اي قوة منهم وتكييفها وفقا للأهداف المراد تحقيقها. ه- كل المطارات المدنية والعسكرية في شبوة تتواجد في هذه المديريات و - كل المصالح والمشاريع الحيوية توجد أيضا في هذه المديريات. ز - المناطق السياحية والأثرية في شبوة توجد كذلك في هذه المديريات . أما المديريات الخمس للعوالق والمصعبين فيتضح فيها الاتي :- أ - لا توجد فيها اي شركات أو قطاعات نفطية أو غازية أو حتى معدنية ولا توجد فيها اي مصالح أو مشاريع استراتيجية أو حتى بنية تحتية. ب - يوجد من هذه المديريات عدد كبير التحقوا بالجيش والأمن حاليا ناهيك عن الذي من قبل كما يوجد منهم قادة عسكريين كبار و رجالات دولة متمرسين ومجربين وعلى مستوى عالي من الخبرة والدهاء والدراية بالواقع. ج - ارتباط كبار مشايخهم بالمملكة العربية السعودية ولهم تأثير كبير على قبائلهم . د - معظم الموظفين في شركات النفط والغاز العاملة في شبوة من أبناء شبوة ينتمون لهذه المديريات وخصوصا الوظائف الهامة والفنية . ولذلك فإن خطة انتشار النخبة هدفها الأول هو السيطرة على حقول النفط والغاز وخصوصا بعد ان دخلت الإمارات مع شركة توتال الفرنسية صاحبه مشروع الغاز وشركة أوه أم في النمساوية صاحبة حقول العقلة النفطية في صفقة شراكة لتأمين عملها وانتاحها في شبوة وكذلك الحصول على نسبة ربحية من العائدات وتشغيل شركات إماراتية بالباطن . وكما هو معروف فإن هذا العرض الذي حصلت عليه الإمارات هو ضريبة دخولها الحرب في اليمن وحصتها من الكعكة وذلك بعد رفض الرئيس هادي بشدة إعطاء الإمارات اي تنازلات أو امتيازات أو استثمارات في الجنوب مما جعلها تتصرف بعيدا عن الرئاسة وعن الشرعية وتحاول أن تنشئ مليشيا خاصة بها مستغلة التناقضات والعنصرية المنتشرة في شبوة ومستغلة غياب مؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية وضعفها وعدم القيام بواجباتها. كما أنها أيضا حاولت تستعدي القبيلتين الأكثر نفوذا في شبوة وصاحبة الخبرة وأتت بقبائل جديدة لا تمتلك خبرة أو دراية أو معرفة بالأمور ليحلوا لها تسييرهم حيث ما تريد ولتستمر الكراهية والتحدي في ما بين القبايل المذكورة ليخلوا لها الجو بأن تعمل ما تريد وينشغلوا أهل شبوة ببعضهم البعض . *مرحلة التدريب :-* تم في هذه المرحلة الاعتماد على مدربين أردنيين وعراقيين من جيش حزب البعث المنحل وحصل أفراد قوات النخبة على تدريبات شاقة وتخصصية وكذلك تدريبات قتالية عالية الخطورة والاحترافية وتدريبات مكافحة الإرهاب وذلك خلال أكثر من سنة ونصف وتعتبر هذه القوات قوات نوعية تضاهي القوات في الدول المتقدمة وفيها يتم إعادة برمجة المجند على الطاعة العمياء للقائد ومن ضمنها لفض كلمة(سيدي القائد ) وهذه كلمة لها مدلولاها في تنفيذ الأوامر ولأن في الجنوب وتجنبا لضرر هذه الكلمة على حرية الشخص فقد صدر قرار جمهوري بعد خروج بريطانيا من الجنوب يمنع التخاطب بها حتى وإن كان رئيس الجمهورية بل يقال له يا رفيق أو يا اخ لأنها كلمة تعبر عن المساواة والعدالة عكس كلمة سيدي التي تعبر عن العبودية والطاعة العمياء في تنفيذ التوجيهات دون أي اعتراض . ولذلك متوقع من هذه القوة أن ترتكب حماقات كبيرة في حق المواطنين وتهين كرامتهم . كما أن لهذه القوة هدف آخر هو السيطرة التامة على السواحل والتحكم بها وعدم أقامة اي ميناء لشبوة لأن الإماراتيين يخشون من إقامة موانئ تجارية بمواصفات عالمية تنافس ميناء دبي ولأن دبي قائم اقتصادها بنسبة كبيرة على الميناء والسوق الحرة فقد اجهضت الإمارات اي تحديث سيحصل لميناء عدن عبر تأسيس قوات الحزام الأمني واجهاض تأسيس أو تطوير ميناء المكلا القديم أو الجديد بتأسيس النخبة الحضرمية والآن بدأت بالمرحلة الثالثة لإجهاض تأسيس ميناء عالمي في شبوة بل إن ثلاثة مستثمرين إماراتيين اشتروا مكان ميناء المجدحة وميناء البيضاء وميناء قنا بصورة سرية من بعض الأهالي هناك وبأسعار رمزية وسوف يستثمرون هذه الأماكن في تأسيس ميناء صغير عادي جدا لا يغطي احتياج محافظة شبوة وسوف يسوقونه على أساس أنه نوع من الإنجاز. *محاربة الإرهاب:-* تحت هذا العنوان سوف تقوم قوات النخبة بموجب توجيهات إماراتية بمحاربة حركات الإسلام السياسي بشكل عام لتسويق نفسها عند الأمريكان والبريطانيين وسوف تركز في البداية على الحركات المتطرفة وهي القاعدة وداعش لكسب تعاطف الناس الذين تضرروا من هاذين التنظيمين وهذه المرحلة ستكون مرحلة التسويق وكذلك ستقوم على التضييق على الحركات المعتدلة المحسوبة على السعودية كالاخوان المسلمين(الإصلاح ) والسلفيين(الحكمة ) و (الإحسان ) و (الحسنيين) و (الحجوريين) و (الحسنيين) ولكون هذه الحركات هي المسيطرة على الخطاب الديني في شبوة ولها اتباع وأنصار فسوف تعمل على إلصاق تهم الإرهاب وتمويله والاعتقال والاخفاء القسري والاغتيالات وسوف تعمل على التنسيق مع الجناح السلفي الذي يمثله الشيخ هاني بن بريك لتوطيد الخلافات وتعميقها بين الحركات الإسلامية المعتدلة وشق صفهم وسوف تعمل أيضا على الاعتناء بالحركة الصوفية تتويجا لمؤتمر الحركة الصوفية في جروزني عاصمة الشيشان الذي رعته ومولته الامارات وذلك في إطار الصراع الخفي بين السعودية معقل السلفية وبين الإمارات. الإمارات تحاول جاهدة أن تقدم نفسها على أنها شرطي امريكا في جزيرة العرب والخليج وهو نفس الدور الذي كان يقوم به شاه إيران في الثمانينات وتصور نفسها أنها وحدها القادرة على لعب دور محوري و حماية مصالح أمريكا والغرب في البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي وحركة التجارة العالمية في المياه الدولية وتحاول أن تتجاوز السعودية وتعمل على تكوين قوات بهذه المواصفات يأتي ضمن خططها لتحقيق هذا الهدف ووجدت في الجنوب ضالتها في تجنيد(مرتزقة ) بحسب وجهة نظرها لتحقيق أهدافها ولكون شعبها لا تتوفر فيه الشروط المطلوبة لذلك للقيام بهذه المهمة . يأتي من ضمن هذه الأهداف لانتشار هذه القوة وسيطرتها على الأرض التهيئة لعودة احمد علي عبد الله صالح رئيسا لليمن وذلك في إطار تسوية سياسية متوقعة في اليمن بعد أن استمرت حرب إنهاء الانقلاب أكثر من سنتين ولا زالت والتي إلى حد الآن لا زال طرفي النزاع في صراع ولم يستطع أحدهما أن يهزم الآخر ودخول الطرفين في حرب استنزاف طويلة ستنتهي بتتويج احمد علي رئيسا لليمن الموحد حيث ان احمد علي يقيم حاليا في الإمارات ويحظى برعاية كريمة من أسرة آل نهيان وال مكتوم. *الحراك الجنوبي وموقعه من هذا التموضع :-* رأت الإمارات في الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية انه يمتلك رصيد شعبي وأنه اللاعب رقم واحد في الجنوب وسلطته على الأرض أكثر من سلطة الحكومة الشرعية والذي يستمد قوته من دعوته الصريحة لفك الارتباط وفصل الجنوب وكرهه للوحدة فحاولت الإمارات استيعابه وترويضه وزرع أشخاص فيه أكثر ولاءا لها كقيادات جديدة له وسحبها من حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي لصالح وركوبها موجة الحراك وهي لا زالت تحتفظ بعضويتها القيادية في اللجنة الدائمة والعامة لحزب المؤتمر و ليتسنى للإمارات تسييرهم حيث ما تريد وهي تحاول ايهامهم بأنها معهم في حق تقرير المصير رغم أنها لم تقدم لهم شي يذكر كما أنها لم تبني أو تنفذ اي مشروع حيوي يعود نفعه للمواطن الجنوبي ويرفع من رصيد قيادات الحراك الذي تقلدوا مناصب تنفيذية في المحافظات الجنوبية وعمدت على إحراق رموزهم أمام الشعب الجنوبي وموضوع الكهرباء في عدن أقرب مثال. وهي فقط تحاول استيعابهم لتخديرهم لأن أهداف الحراك لا تتفق مع أهداف الأمريكان الذين يرفضون رفضا قطعيا فصل اليمن خوفا على مصالحهم وان يتحول الجنوب الى مصدر للارهاب العالمي وبالتالي فإن الإمارات لن تسير في تأييد اي مشروع سياسي لا تريده أمريكا طالما وهي تعمل تحت وصايتها. *موقف قوات النخبة من الحكومة الشرعية:-* النخبة كقوة جديدة على الواقع والذي لم تحسن قراءته جيدا تتلقى تعليماتها من المسؤل الإماراتي في مطار الريان من داخل الثكنة العسكرية الإماراتية وبالتالي فهي لا تعترف بخضوعها للشرعية لا وزارة الدفاع ولا وزارة الداخلية ولا لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وهي ليست مسجلة في السجلات الرسمية للحكومة اليمنية ولا تستلم مرتباتها ولا متعلقاتها ومستلزماتها منها بل تستلم كل شي من الإمارات وتنفذ توجيهاتهم منها حرفيا . وهذه القوات شبيهة بقوات اي شركة أمنية تعمل حول العالم بمقابل مادي فهي لا تختلف عن بلاك وواتر في العراق أو أي شركة أمنية أخرى تعمل لأجل الكسب المادي وحتى ان مرتبات منتسبيها تأتي تأتي عبر شركة العمقي أو الكريمي للصرافة بالريال السعودي واي فرد يقتل من هذه القوات يدفعوا لأهله مبلغ مالي مقطوع عبارة عن 30 الف ريال سعودي فقط ويتم قطع مرتبه وبالتالي لن تحظى أسرته باعتماده كشهيد يتبع دائرة الشهداء ولن يعتمد له مرتب شهري من الدولة مستقبلا . والملاحظ أن السعودية عندما ساعدت على تكوين وحدات عسكرية في الجيش والأمن بعد عاصفة الحزم رفضت التعامل المباشر مع قادة هذه الوحدات وتعاملت معهم عبر الحكومة الشرعية وكانت تصرف مستحقاتهم عبر وبعلم الرئيس هادي وعكس الإمارات تماما. وهناك سؤال منطقي كيف ستتم محاسبة هذه القوة إذا ما خالفت النظام والقانون المعمول به في هذا البلد واي مسؤل سوف يوجهها أو يوقفها عند حدها إذا ما أخطاءات وهل اللجنة الأمنية بالمحافظة تسيطر فعلا على هذه القوة ام انها قوة خارجة عن النظام والقانون. فإذا قلنا ان الإماراتيين هم المسؤولين عنها بحسب ما هو معروف فكيف ستتم مخاطبتهم والتعامل معهم وهم يعيشون هذه الأيام أسوأ أيامهم مع الرئيس هادي بعد أن تنكروا له ولا يعترفون به وعملوا على قصف ألوية الحماية الرئاسية بالاباتشي ومنعوا طائرته من النزول في مطار عدن وحاولوا توجيه عدة إهانات له وعملوا كل هذا العمل وهم لم يأتوا إلا بطلب منه ويستمدون شرعية حربهم وبقائهم وكل تصرفاتهم في الجنوب من شرعيته. إذا كانوا يعملوا هذا العمل مع رمز البلد وقائدها فما الذي يضمن لأبناء شبوة من المواطنين أن تحترمهم دولة الإمارات وتسعى لانصافهم من قواتها. اعتقد ان هذا سيكون ضربا من الخيال لكون كل التصرفات التي رايناها تضمر شرا مستطيرا وسوف يكون استعمار جديد للبلد تحت حكم ووصاية دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مندوبها السامي المسمى(ابو احمد ) ذلك الضابط الذي أطلق حزمة من التهديدات والتهكم على الوفود القبلية من أبناء شبوة الذي التقى بهم في بلحاف . كما أن ما حصل أيضا قبل أسابيع في بلحاف من تهجم على رئيس الجمهورية والحكومة الشرعية واتهامهم بالفساد والتنصل عن الاتفاقيات حول اللجنة الثلاثية المعنية بالتعيينات يشرح الأمور أكثر بأن الاخوة الإماراتيين وصلوا إلى ذروة خلافاتهم مع الرئيس هادي. وبالرغم من قوات النخبة انتشرت في هذه الأيام ولم تنتشر في البداية تزامنا مع قوات الحزام الأمني في عدن والنخبة الحضرمية في المكلا فإنها جاءت متأخرة بعد أن بدأت الحقائق تظهر ويتضح حجم التعذيب والسحل الذي مارسته هذه القوات ضد متهمين وكذا الأخفاء القسري والقتل مما جعل منظمات دولية وحقوقية تتحدث صراحة عن انتهاكات حقوق الإنسان في هذه السجون الخاضعة لإشراف الإمارات. كما ان هناك مفقودين من أبناء شبوة في سجون المكلا وعدن الخاضعة للإمارات لم يعرفوا أهلهم مصيرهم حتى الآن. ويبدو أن خلاف الرئيس مع الإمارات وصل إلى نهايته فمن المحتمل ان يطلب منهم الرئيس إنهاء دورهم في اليمن وربما تصبح هذه القوات محل كراهية عند الناس إذا ما تمادوا في اي حماقات يرتكبونها خلافا للقانون . كما ان بيئة محافظة شبوة هي بيئة قبلية جاهلية تؤمن بضرورة نصر اي عضو في القبيلة يتعرض لظلم فإن قوات النخبة ستغرق في هذا الوحل ولن يكتب لها النجاح وربما ستصبح مثلها مثل أي قوة عادية ضعيفة من قوات الشرعية في الوقت الراهن أو ستجد نفسها في حرب مع قبائل المحافظة . كما أن تقسيم هذه القوات وتقطيعها إلى مليشيات قبلية ضيقة( الواحدي- الهلالي - بلعبيد - بلحارث ) يجعل من قبائل المذكورين خصوم لأي ضحية خصوصا من الضحايا القبلية . كما أن قياداتهم أصبحت معروفة للجميع وربما تتعرض للانتقام إذا ما استهدفوا أحد كما أن البعض من هذه القيادات من أسر حضرية مدنية وقد تتعرض أسرهم للانتقام والابتزاز. كما أننا نخشى من زيادة الشرخ الاجتماعي في المجتمع الشبواني إذا ما تمادت في طيشها وان تنتشر الثارات مجددا وتكثر الضحايا بسبب هذا العمل الغير مدروس والذي سيدفع ثمنه أبناء شبوة من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم. أما الاخوة الإماراتيين فإن نجحت خطتهم فسيكونون مسرورين وسوف يحصلوا على مزيد من الاستثمارات وعائدات النفط والغاز والسواحل وان حدث إخفاق أو فشل أو تعثر فسوف يعودون إلى بلادهم سالمين غانمين. وإذا ما تأملنا جيدا فإن شبوة حوربت من خلال استغلال أهم نقطة ضعف فيها الا وهي العنصرية . كما أن تكوين هذه الوحدة العسكرية يجعلنا نرجع إلى التاريخ قليلا لأخذ العبرة لأن بريطانيا عندما احتلت الجنوب كانت تريد السيطرة على عدن فقط لموقعها الجغرافي ومكانتها العالمية فخافت من ثورة السلطنات الأخرى عليها وعملت معاهدات حماية مع كل سلطنة على حدة وجندت أبناء هذه السلطنات في الجيش والأمن وجعلت منهم مرتزقة يخدمونها في تثبيت حكمها وقمع الثورات المناهضة لها طيلة فترة احتلالها للجنوب واقتصر دور الإنجليز على الإشراف والتخطيط والمتابعة وإعطاء الأوامر والعمل الاستخباري أما المهمات القتالية فكانوا يقومون بها الجنود والضباط العرب من أبناء المحميات وكانت الضحايا من الجانبين جنوبيين فالقاتل جنوبي والمقتول جنوبي والانجليز يتفرجون ولم يخسروا إلا القليل من رجالاتهم بإعداد لا تذكر ومن ثم رحلوا بعدما هزموا وتركوا الناس تصفي خلافاتها مع بعضها البعض فارتكبت مجازر كبيرة بدافع الانتقام ولا زالت الفاتورة تدفع إلى اليوم . واليوم نرى أن الأخوة الإماراتيين يقومون بنفس الدور ونفس الخطوات ونفس الإجراءات ولم يتبدل غير الاسم والزمان فقط وتنفذ خطة بريطانيا في الجنوب حرفيا . نأمل أن قد وفقنا في إعطاء صورة عن تداعيات الأحداث في محافظة شبوة المتعلقة بقوات النخبة وقراءة الواقع بنظرة محايدة وواقعية لا تغفل المستقبل ولا تتجاهل الماضي وتحاول توصيف الأحداث بواقعية وعقلانية ومنطق سليم بعيدا عن الانجراف العاطفي المتشائم أو المتفائل . والله الهادي إلى سواء السبيل