�قلم / عبدالكريم ثعيل من خلال معرفتي والواقع الذي عايشته من منفذ الوديعة حتى مأرب والبيضاء وعدن وشرق صنعاء وحتى اطراف صعدة وميدي وحضرموت وشبوة.. وقرأت الجيش والمقاومة والقيادات وصورتهم الذهنية لدى ضباط وأفراد الجيش والمقاومة وفي أذهان النشطاء والاعلاميين والمراقبين والساسة وأخيراً لدى قيادة الشرعية.. استنبطت حالة شبه اجماع أن المقدشي افضل قائد عسكري ورجل دولة وقائد جيش مسؤول متزن يدير واقع سيء للغاية بإمكانيات شبه منعدمة..! كأن المقدشي افضل ما افرزه الميدان ومازال على قيد الحياة فاعلاً في الميدان ..! برأيي أنه إذا كان للشرعية من حسنات فهذا الرجل أفضلها.. لسيت مجاملة - إنها الحقيفة بالنسبة لي على الأقل - والجميع يعلم أنني سبق ووجهت انتقادات شديدة للرجل في سلبيات عدة في المرحلة السابقة وسرعان ما كان يستجيب ويعالج تلك المشكلات دون أن تأخذه العزة بالسلبية كما يحدث كثير من أقزام الشرعية.. يشهد التاريخ أن اللواء الركن / محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة استمر في الميدان يبني اساسات القوات المسلحة للجمهورية اليمنية الثانية ويقود عملية تثبيت أركان الشرعية وعملية استعادتها مع قلة من القيادات الوطنية في الجيش والمقاومة في ظروف غاية في الصعوبة.. ظروف لم تكن هناك رواتب أصلاً.. واجواء بالغة التعقيد والخطورة.. اعرف قادة ألوية ووزراء رفصوا الاستقرار في مأرب أو عدن رغم أن نثرياتهم ملايين الريالات بالعملة السعودية !! بينما المقدشي وقيادات نادرة في الجيش والمقاومة مرابطون بشكل شبه مستمر في الميدان دون حتى رواتب أو مصاريف تشغيلية !! أعرف قائد لواء من أهم الألوية لازال منذ أكثر من سبعة أشهر يتجول في السعودية ويرفض الخروج لأنهم لم يسلموا له عشرات الملايين السعودية..! نعم قائد لواء ..! أما المقدشي فأعلم أنه في فترات عدة كان يرابط في الميدان ويملأ وجوده الميادين والقصر في مأرب بزخم القيادة ورمزية الشرعية.. هنا وهناك بوجود الرجل حضر شيء اسمه شرعية.. كان اذا غاب المقدشي والعرادة في نفس الوقت يخيم على مأرب وما حولها الخمول والمنطقة بدون رأس أمل يمثل الشرعية - الحكومة - وخاصة بعد استشهاد البطل الشدادي رحمه الله.. أتحدث عن الجيش ومؤسسات الدولة أما المقاومة فهي الأمل الذي لم ولن تفقد قاتها أو تفارق أبطالها وهي الضوء الذي مازال ينتظره الشعب والمخزون الوطني الذي يمد شرايين الجيش بالرجال وعجز الشرعية بالنصر والعزيمة والنجاح.. وللأمانة لم أجد رجل أنسب من المقدشي في مكانه للمرحلة التي نحن فيها حتى انتهاء الانقلاب على الأقل.. فالرجل هو رجل المرحلة ذو النفس الوطني غير المؤدلج ولا العتيق ولا الحاقد ولا المناطقي خطابه وطني انساني أبعد وأفضل من خطاب كثير من الساسة..! يدرك تعقيدات الواقع - شملاً وجنوباً - والمرحلة ومتطلبات التعامل بحرفية مع القبائل بكل مشاكلها والتوجهات السياسية بكل أمراضها وصراعاتها ويجيد الرجل العمل بذكاء مع كافة اطراف ودول التحالف منسجماً مع موقف وتوجه قيادة الشرعية رئيساً ونائباً ورئيس حكومة.. لا يوجد قائد سياسي - وليس عسكري فقط - كان حكيماً أكثر من المقدشي في ظرف الازمة الخليجية مثلاً، فحتى اللحظة لم تتأثر مناطق صلاحيات الرجل من خلافات الاشقاء بل لا ابالغ إن قلت لكم أن انه جعل الشرعية تستفيد من خلاف الأشقاء مع قطر ..! تحية تقدير لهذا الرجل الوطني الذي لا أعتقد أن الشرعية قد أهلت من يقف مكانه حتى ترقيه إلى منصب شرفي كوزير للدفاع أو نائباً لرئيس الوزراء لشؤون العسكرية والأمنية كما يشاع.. رئيس هيئة أركان الجيش يعني قائد الجيش الفعلي والعقل العملياتي للمعركة.. فرسالتي لقيادة الشرعية مختصرها " المقدشي.. أنسب قائد للجيش حالياً ".
