>أكد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر بأن القيادة الشرعية ماضية في إنهاء الانقلاب بشتى الوسائل، منوهاً الى أن الانقلاب هو المتسبب الرئيسي في كل مشاكل اليمنيين وبانتهائه ستعود الحياة السياسية والدولة الضامنة لحقوق اليمنيين ومصالحهم ومصالح الأشقاء والأصدقاء.
وأضاف نائب الرئيس في حوار مع مجلة "آراء حول الخليج" الصادرة عن مركز الخليج للابحاث، "لا خيار أمامنا سوى إنهاء الانقلاب بشتى الوسائل، وبالطرق التي يختارها الانقلابيون أنفسهم، إما بتحكيمهم العقل والمنطق وتغليبهم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية والولاء لإيران ويكونوا بذلك قد ضمنوا مستقبلاً أفضل لهم ولأبناء الشعب اليمني، وهذا مُستبعد وفقاً للمعطيات الحالية، أو بوقوفهم ومقاومتهم لموجة رفض اليمنيين والإقليم والخارج لانقلابهم وسلطتهم الميليشاوية وهم بذلك لا محالة خاسرون ومهزومون".
واعتبر نائب رئيس الجمهورية الحملات الثقافية والتعبوية التي تقوم بها جماعة الحوثيين هي أخطر نتائج الانقلاب على الإطلاق من كل النواحي وعلى كل المستويات. مضيفاً " إن الحوثيين قد قطعوا أشواطا في أدلجة المتحالفين معهم".
وقال نائب الرئيس حول هذا الموضوع: "هناك تعبئة ثقافية وإعلامية كبيره تحاول طمس الهوية اليمنية واستبدالها بهوية دخيلة تُسيء لثقافة اليمنيين وتاريخهم وتمنع مبدأ التعايش الذي دأب عليه اليمنيون لقرون وتنطلق من منطلق العداء للداخل والخارج وللشقيق والصديق، وقد سُخر لهذه الحملة إمكانيات هائلة من قنوات فضائية ومحطات إذاعية وجامعات ومطابع ومدارس ومراكز صيفية ومؤسسات كثيرة تعمل لخدمة هذا الهدف تحت غطاء العمل الخيري أو المدني أو التعليمي".
وأشار الفريق محسن الى أن هناك استياءٌ عارم من قبل اليمنيين لهذا التوجه ولهذا العمل الأيدلوجي الدخيل على شعبنا وحضارتنا وثقافتنا وتاريخنا، والذي إن استمر دون مجابهة فكرية سيَنتج عنه جيلاً مؤدلجاً انتحارياً لن تؤثر فيه أي قوة مسلحة.آ
وأكد نائب رئيس الجمهورية بالقول "أجدها فرصة للتنويه إلى هذا الخطر قبل فوات الأوان والدعوة إلى الحد منه ووقفه، فهو أكثر تأثيراً من الحروب العسكرية التي تعتبر لحظية ووقتية بينما الفكر الإرهابي الأعوج ومعالجته يعتبر معركة دائمة لا يزال يعاني منها الجميع الإقليم والعالم ويدفع ثمنها باهضاً".
وأشاد الفريق علي محسن صالح بما حققه التحالف العربي المساند للشرعية معتبراً أن أهم هدف تحقق هو إفشال مشروع الدولة الإيرانية في اليمن، وتحرير غالبية الأراضي اليمنية وأصبحت مصادر النفط والطاقة والمنافذ البحرية عدا ميناء الحديدة تحت سيطرة الشرعية، والوصول الى مشارف العاصمة صنعاء والتمدد على الساحل الغربي لاستعادته ولحماية الملاحة الدولية، وكذلك التوغل في معقل المتمردين الحوثيين في صعدة، علاوة على خوض الشرعية والتحالف معارك ضد أزلام الانقلابيين وأياديهم الإرهابية في مختلف المناطق.
وقال نائب رئيس الجمهورية: "ان الانقلابيين أمعنوا كثيراً في قصف المدنيين وحصار المدن وتفجير المدارس والمساجد وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، وما يحدث في تعز اليوم وأمس وكل يوم خير دليل على هذا الأمر، ومع ذلك يحاولون تغطية جرائمهم بإلقاء التهم جزافاً على الآخرين، ويحاولون توظيف دماء الأبرياء أملاً في حشد الرأي العام"، مضيفا :"أن التحالف لديه فريق مختص لتقييم الحوادث وحريص على الالتزام بقواعد الاشتباك المتعارف عليها، والتعامل مع أي خطأ قد يحصل عادة في ظل الحروب ومحاولة جبره وتجاوزه وعدم تكراره هو الأهم، وهو ما تحرص عليه الشرعية وقوات التحالف في كل الحوادث الميدانية".
ووصف الأحمر موقف المجتمع الدولي إزاء الانقلاب بأنه واضح ويتجسد في عدم الاعتراف أو التعامل مع الانقلابيين ويتجسد أيضاً في المواقف الداعمة للشرعية وفي مختلف البيانات التي صدرت عن تلك الدول والقرارات والبيانات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي بإجماع إقليمي ودولي ومن ضمنها القرار رقم 2216، وهو إحدى المرجعيات التي تستند عليها الشرعية وتطالب بتنفيذها وتعتبرها إحدى الأسس الرئيسية لتحقيق السلام في اليمن إضافة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهي جميعها مرجعيات تم الاتفاق عليها ووقع عليها الجميع بمن فيهم الحوثيون وحلفاؤهم.
وأضاف : "عاش الانقلابيون ولا يزالون لحظات عزلة دولية حيث لم يعترف المجتمع الدولي بأي سلطة في اليمن سوى السلطة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، كما يتولى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ مسؤولية مهمة في إعادة العملية السياسية بما من شأنه تحقيق السلام ووقف معاناة اليمنيين ويبذل جهوداً جبارة في هذا الإطار وسط تعنت ومماطلة وتمرد من الانقلابيين ووصل الأمر بالحوثيين إلى محاولة اغتياله بعد وصوله إلى مطار صنعاء، وهو ما يستلزم من المجتمع الدولي ممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين لإجبارهم للانصياع للاجماع المحلية وللإرادة الدولية".
وفي معرض رده على سؤال عن كيفية بدء العلاقة الإيرانية بتنظيم الحوثي في اليمن ومساعدة إيران لميليشيات الحوثي وقوات صالح، قال نائب رئيس الجمهورية: منذ انطلقت الثورة الإيرانية بدأ الدعم الثقافي واللوجستي والتواصل مع أيادي حوثية في اليمن، فشعار حزب الله وشعار الحوثي هو شعار الخميني وشعار الثورة الإيرانية نفسها، ومنذ الثمانينات وما بعدها خلال وجود بدر الدين الحوثي في إيران وأبنائه وأتباعه بعد مواقفهم الرافضة للدولة والوحدة عقدوا حلفاً استراتيجياً طائفياً سلالياً فيما بينهم ولا يزال هذا الحلف قائم حتى الآن.
وبالنسبة لإيصال السلاح للحوثيين في اليمن أكد الفريق محسن أنه بالإضافة إلى سيطرتهم ونهبهم لكل أسلحة الجيش اليمني وهي كميات خيالية فإن قصة تهريب السلاح للمليشيات قديمة فالأجهزة المختصة ضبطت أكثر من شحنة تحوي أسلحة مهربة على سفن إيرانية وكان أبرزها سفينة جيهان 1،2 التي ضبطت في يناير 2013 واتساع السواحل اليمنية وسيطرة المليشيات على مساحات واسعة منها يسهل عملية التهريب، وقد ضبطت الدوريات الأمريكية والسعودية والإماراتية العديد من الشحنات الإيرانية التي حاولوا تهريبها إلى اليمن وأُعلنت عمليات الضبط على وسائل الإعلام لهذه الدول.
وأكد نائب رئيس الجمهورية بأن اليمن يتسع للجميع بعد إنهاء الانقلاب وتنفيذ القرارات الأممية وترجمة المرجعيات الثلاث والالتزام بما اتفق عليه اليمنيون في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور.
وحول ما اذا كان هناك مفاوضات غير معلنة مع الطرف الانقلابي قال الفريق محسن: "انه لا يوجد حالياً أي حوار ثنائي، لكن نرى ونسمع أن هناك جسور تمتد هنا وهناك خلف الكواليس، فإذا كانت تخدم المصلحة العامة يمنياً وإقليمياً ودولياً فنتمنى لها التوفيق والنجاح".
وأشار الأحمر الى أن اليمنيين يتطلعون إلى التحرر والتخلص من قوى الانقلاب وذلك واضح من خلال إقبال اليمنيين للانضمام لصفوف الجيش الوطني وسعيهم الحثيث للالتحاق بصفوف الشرعية في حين يفر الكثير من المغرر بهم من صفوف الانقلابيين ما دفع قوى الانقلاب على إجبار المسنين والأطفال على خوض معاركهم العبثية.
واختتم الأحمر بالقول: هذه فترة زمنية لن يصبر عليها أبناء الشعب ولن تستمر وسيطوون صفحاتها السوداء القاتمة إلى الأبد ولو بعد حين فهذه جولة من جولات التاريخ.
آ