�واصل جماعة الحوثي الانقلابية عملية تجنيد النساء والفتيات منذ قرابة عامين، وكلفت "فريق نسوي" خضع لتدريبات على استخدام السلاح الخفيف والمتوسط وبعض المهارات اللازمة بمهمات مختلفة ومنها اقتحام المنازل وتفتيش النساء وقمع الاحتجاجات النسوية في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى أي مهام أخرى طارئة. وتولي جماعة الحوثي ملف تجنيد النساء اهتماماً بالغاً حيث وضعت القوانين والأنظمة تخضع لها أي فتاة أو امرأة تريد الانخراط في مشروع التجنيد في سبيل مشروع الجماعة وقياداتها المقدسة. ورغم تكتم الجماعة الكبير على هذا الملف إلى أن موقع "العاصمة أونلاين" اقتحم التحصينات الحوثية واقترب من هذه الظاهرة العدوانية التي استهدفت أهم شريحة في المجتمع اليمني وخدشت حصانتها وقداستها. أحد الضباط في قوات الحرس الجمهوري- رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، قال في حديث لـ"العاصمة أونلاين" إن جماعة الحوثي استخدمت المساجد والمدارس الحكومية كميادين تدريب لمجموعات من النساء تم اختيارهن واستقطابهن بعناية. ومؤخراً، استخدم الحوثيون أجزاء من مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً كساحة تدريب، بعد توقف طيران التحالف العربي عن القصف لفترة. وأشار إلى أن من ضمن مراكز التدريب الحوثية "مسجد داخل جامعة الإيمان بصنعاء، حيث حولت مليشيا الحوثي المسجد إلى ساحة تدريب للنساء ومن ضمن الأنشطة تدريبهن على استخدام الأسلحة (فك وتركيب آليات ومسدسات- طريقة استخدام السلاح وكيفية التعامل معه والإمساك به- بالإضافة إلى بعض الحركات القتالية)، وحتى الرشاش تم تدريبهن عليه". أما المواطنة (ن.س) فتقول أن مدرسة الثورة بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء كانت أحد أهم مراكز تدريب النساء الحوثيات حتى وقت قريب. وأضافت في حديث لـ" العاصمة أونلاين" "يتم تدريبهن في المدرسة على قيادة الأطقم العسكرية واستخدام بعض الأسلحة الخفيفة كالمسدسات والبنادق". مدربات أجنببيات وكشف النقيب في الحرس الجمهوري في سياق حديثه لـ"العاصمة أونلاين" عن عملية تدريب النساء اليمنيات على الأسلحة وبعض المهارات القتالية تمت من قبل نساء إيرانيات وعراقيات ولبنانيات وأيضاً سوريات" مشيراً إلى أنه تم استقدامهن في العام 2014 بشكل متفرق عن طريق الطيران الإيراني". وعن عدد النساء اللاتي خضعن للتجنيد في صفوف جماعة الحوثي، قال المصدر: "لا نعلم بشكل دقيق ما هو العدد الذي تم تجنيده من نساء الحوثيات ولا نعلم كذلك بدقة ما هو الهدف، لكن بشكل تقريبي وكما وصلنا أن عدد الحوثيات اللاتي تلقين ويتلقين التدريب في العاصمة صنعاء لا يقل عن (463) امرأة وفتاة شابة، ناهيك عن محافظة ذمار المعسكر الأكبر لتجنيد نساء الحوثي في الجمهورية". التقينا أحد المدرسات بأحد المدارس الخاصة- امتنعت عن الكشف عن هويتها- قالت "قبل فترة كانت هناك مدرسات عراقيات ولبنانيات يدرسن في مدارس أهلية راقية في حي الحصبة والجراف بصنعاء وأعرف أسماءهن، وفجأة تم اختفاء هؤلاء المدرسات ولا نعلم أين ذهبن، ولا أستبعد أن يكون اختفائهن له علاقة بالتجنيد". وعند سؤالها عن ملاحظتها لاختفاء طالبات من المدارس التي لها علاقة بها، قالت: "الحوثيون استخدموا النساء الجانحات في "سجن الأمل" واللاتي عليهن سوابق وفضائح، وأصبحن حوثيات بفعل الدورات، وهن الآن عبارة عن فرق خاصة يقمن بتدريب فتيات الحوثي". وأضافت بأنها التقت ببعض الفتيات اللاتي التحقن بمثل هذه الدورات ولم تذكر جديد إلا أنه "يمنع في الدورة استخدام أي آلة إلكترونية مهما كانت، إلى جانب أن القائمات على التدريب لهن قدر عالي من الاحتراف خصوصاً في الجانب النفسي". احدى الناشطات في العاصمة صنعاء، قالت لـ"العاصمة أونلاين" إنها لاحظت في أحد الفترات تواجد نساء إيرانيات في صنعاء وقمن بعقد اجتماعات سرية مع نساء أتباع جماعة الحوثي وأن بعض تلك النسوة خضعن لتدريب عقائدي وعسكري في سعوان شرق العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن ذلك تم في بيوت بعض المشرفين في المنطقة. طريقة الحشد والاستقطاب وعن عملية الحشد والاستقطاب قال مصدر مطّلع لـ"العاصمة أونلاين": "هناك ما يسموهن بمشرفات قرى ضواحي صنعاء، يدخلن إلى العاصمة صنعاء من أجل تلقي تدريبات خاصة، وبعد ذلك يتم إعادتهن إلى مناطقهن لتدريب نساء وفتيات أخريات". أحد الآباء من مديرية معين بصنعاء قال لـ"العاصمة أونلاين": "أنا شخص مناهض لجماعة الحوثي، لكن أسرة زوجتي هاشمية حوثية، وبالتالي أقارب زوجتي الحوثيون أخذوا بناتي الثلاث أعمارهن بالترتيب (17 عاماً) و (19عاماً) و (23 عاماً)، أخذوهن بالقوة، ولما رفضت ذهاب بناتي هددني أقارب زوجتي بالسجن والقتل". المواطنة (أ.ش)، وهي صديقة مقربة من إحدى الحوثيات تقول: "عرضت علي صديقتي الالتحاق بالتجنيد أكثر من مرة، لكنني رفضت بشدة، وعن سؤالها عن رفضها اكتفت بالقول "إنه أكثر من مرة تم تجنيد فتيات بشكل عشوائي وحصلت العديد من المشاكل". وأشارت في حديثها لـ"العاصمة أونلاين" إلى أن الالتحاق في دورات التجنيد الحوثية "لا يأتي مباشرة، بل يتم عمل دورات يسموها بالدورات الثقافية قبل الالتحاق بالتجنيد، فهناك دورة مبتدئة وبعد ذلك دورة متقدمة وهي عقائدية فكرية بحتة، وبعد ذلك يتم دخول دورة التجنيد". المواطن "أبو سماء" قال إن ابنته شاركت معهم في إحدى الدورات فقاموا بتغطية عينيها لأنهم يشكون بها، وإن الدورة التي حضرتها تمهيداً للانتقال للتدريب على السلاح وأعطوها 25000 ريال، لكنه منعها من الاستمرار بعد ذلك، (لم يذكر السبب). الطالبة (ن.و) تقول بأن هناك حملة استقطاب داخل سكن الطالبات من قبل الحوثيات، وقد تم استقطاب خمس طالبات مؤخراً من محافظة حجة وهن حالياً يتدربن على السلاح في ضواحي صنعاء، فهن يخرجن صباحاً، ورغم أن نظام السكن يمنع دخول الطالبات بعد الساعة السابعة مساءً إلى السكن، إلا أن الطالبات اللاتي تم استقطابهن يأتين في وقت متأخر ويتم السماح لهن بالدخول. أما المواطن (م.ع) فيقول بأن هناك مركز يتم تلقي الدورات فيه وهو خاص بالجانب النسائي للحوثي، ومن خلال ذلك المركز يتم استقطاب النساء والفتيات وطالبات الجامعات والمدارس، وللعلم فإن المشرفة على المركز هي إحدى قريبات عبدالملك الحوثي، ولا تحضر إلى المركز إلا في النادر، عندما يكون هناك مجموعة من الفتيات والنساء جاهزات للانتقال إلى مرحلة التجنيد، تحضر هذه المشرفة فتلقي عليهن المحاضرة الأخيرة، وهذا المركز كان سابقاً هو عبارة عن سكن طلابي للحوثيين، كان اسمه سكن الإخوة، ويقع في إحدى حارات شارع الرباط بالعاصمة صنعاء. ما بعد التجنيد وعن هدف الجماعة من عملية تجنيد الفتيات يقول أحد أقارب مجندات في جماعة الحوثي لـ"العاصمة أونلاين": "ليس الهدف تجنيد نساء للجبهات، وإنما لتكوين فرق خاصة لمداهمة بعض المنازل وقمع بعض الفعاليات بأقل الطرق حرجاً". وأورد مثالاً على ذلك بقوله: "وهو ما حصل مؤخراً من قمع لوقفات أمهات المختطفين بصنعاء وكذا الاعتداء على أي نشاط نسوي معارض كما حدث مثلاً في كلية الشريعة بجامعة صنعاء من اعتداء على الطالبات وضربهن". التقينا أحد المواطنين يسكن بحي الجراف شمال صنعاء (أحد معاقل جماعة الحوثي بصنعاء) وقال "بعد استنكار الأهالي لمداهمة مسلحين حوثيين للبيوت، عادوا لاستخدام النساء المدربات لمداهمة المنازل، ولفت إلى أنهم استخدموا المجندات النساء لسرقة الذهب من المنازل وهو ما صنعوه مع الأساتذة في صنعاء وهو أحد أبناء محافظة عمران، حيث حاصروا منزله وأخذوه بالقوة ودخلت المجندات يفتشن المنزل وأخذن ذهب زوجاته وكل ما خف وزنه وغلا ثمنه". *المصدر: العاصمة أونلاين