بقلم/ علي محمود إبراهيم
اللحظة التاريخية المفصلية والفارقة التي تمر بها اليمن تحتاج من الباحثين والمحللين السياسيين وكل من يملك قلم قادر على الكتابة وفكر قادر على القراءة أن يقف على خطاب ورؤى قيادات البلد في ما يتعلق بالشأن الوطني العام للوقوف على مستجدات القضية اليمنية ومآلاتها ومن ثم استشراف المستقبل من خلال مواقف ورؤى صناع القرار وقيادات البلد وهو ما سنحاول الوقوف على أحد الخطابات السياسية بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والذي ألقاه الفريق علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الحفل الفني والخطابي الذي أحيته محافظة مأرب احتفاء بهذه المناسبة وقبل تقديم قراءة تحليلية لخطاب الرجل سنقف أولاً على دلالة الحضور الذي يعد تجسيداً لتلاحم القيادة مع المرؤوسين ومشاركة جموع الجماهير بعث روح الثورة وترسيخ مبادئها السامية في وجدان الشعب.
وعوداً إلى صلب الموضوع فقد بداء الرجل من أعماق الزمن ومن عبق التاريخ حيث خاطب الحضور من منصة التاريخ وحاضرة المجد مأرب منطلقاً من مكانتها وعمقها وإرثها الحضاري وشموخ أبنائها واصفاً إياها بأنها مصدر العطاء وحصن الجمهورية وحاضنة الوطن ممتناً لمارب أرضاً وإنساناً دفاعهم عن الجمهورية وانتصارهم لليمن واحتضان كل أبنائه مقدماً لهم ولكل المحافظات التي فتحت قلوب أبنائها لكل اليمنين.
ثم تناول الرجل المناسبة العزيزة على قلوب كل اليمنين والعرب ثورة 14 أكتوبر المجيدة واصفاً إياها بأنها من أقدس ثورات التاريخ وأنبلها أهدافاً ومستعرضاً مآثر وروح هذا الحدث العظيم.
ثم انتقل الخطاب المسؤول إلى توصيف وشرح وتصوير المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب جراء الانقلاب الفاشي للحركة الحوثية الطائفية مقدماً شرحاً وافياً وتوصيفاً دقيقاً لطبيعة الصراع للامتداد الكهنوتي الظلامي لهذه الحركة المجرمة مستعرضاً ما تسببت به من ظلم وقهر وانتهاكات بحق الشعب اليمني وما خلفت من مآسي واستعرض الخطر الأسوء والمتمثل في تجريف الهوية الوطنية ونشر الفكر الطائفي الدخيل على الشعب اليمني العظيم مثمناً الموافق الوطنية الرافضة لهذا الفكر من معلمين اليمن ورجالاتها الأحرار.
ثم عاد الخطاب ليخوض في عبق الذاكرة معتبراً ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة أنها تمثل امتداداً أصيل لثورة 26 سبتمبر الخالدة مجسداً واحدية الثورة اليمنية ووحدة مسارها النضالي واتحاد أهدافها بالقضاء على الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وأنه تحقق لشعبنا اليمني التخلص من ثنائية الاستعمار والاستبداد وما زالت في نضال مستمر للقضاء على مخلفاتهما البغيضة مستعرضاً تضحياتها الجسام واصفاً شهدائها الأبرار أنهم من أكرم وأنبل من أنجبت اليمن وأن تضحياتهم ودمائهم الزكية هي من أنارت لليمنيين دروب العزة والكرمة والحرية.
قدم الأخ النائب رسالة بالغة الأهمية إلى أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الباسلة الذين حازوا شرف التاريخ والقيم بإنقاذ شعبهم واستعادت الجمهورية وبناء المستقبل المشرق لليمن الحبيب
واستثمر الأخ النائب الفرصة ليدعو الأخوة في المؤتمر الشعبي العام الذي أشار إلى أنه جزء منه وكذلك لمن تبقى من قيادات الجيش وواجهات المجتمع إلى الالتحاق بركب الشرعية والوقوف ضد هذه الفئة الضالة.
ثم تطرق إلى مكانة اليمن في الوجدان العربي كأصل وجذر لكل العرب وهو ما يفسر حالة التضامن والدفاع والمؤزرة لأبناء اليمن ضد العدوان الحوثي مقدماً الشكر لكل من ناصر اليمن وأن تلك الدماء سيسجل في سفر التاريخ المشرق للأمة.
وانتقل الأخ النائب إلى محور من أهم محاور الخطاب وهو محور الدعوة إلى السلام على قاعدة استعادة الدولة وترسيخ مبادئ الجمهوري وبناء الدولة الاتحادية من الأقاليم السته وفق المرجعيات الثلاث، مقدماً الشكر والعرفان لكل العرب وفي مقدمتهم دول التحالف.
جاء الخطاب بمجموعة ليقدم رؤية استراتيجية للقضية اليمنية مقدماً الحلول بحيثياتها ومراجعها ناقش جذر المشكلة وهي الانقلاب وأدواته وتطرق إلى مرجعياته الفكرية الضالة وقدم موجزاً لمخرجاته النكدة.
قد لا تكون المساحة كافية لتناول مفردات الخطاب وزواياه لكنه جهد المقل لتُترك الفرصة لأقلام أكثر قدرة وأعمق في التحليل.