هاتان الشابتان هما قصة مأساوية تحكي حجم الجُرم الذي يرتكبه الانقلابيون بحق اليمنيين .. قابلتهما، أثناء تصويرنا لفيلم حول (ضحايا الألغام) ،الحرب التي لا تنتهي، الجرائم التي يفخخ بها الحوثيون الأرض والإنسان!!
اغتالت ألغام الحوثي أحلامهما، حين جعلت إحداهما بلا رجلين، والأخرى مبتورة الرجل ومشوهة الجزء الأيمن من الجسد!
حالتك الاجتماعية؟ سألتُ "دليلة"، ذات الجسد الذي يحن لطرفيه السفليين.
رفقة ابتسامة صغيرة وتعابير وجه شاحبة، ردت: ها؟ أوضحتْ لها رفيقة الجرح والألم: يعني انتي متزوجة والا عزب؟
ردت "دليلة": كنتُ مخطوبة وعرسي قريب، قاطعتها الأخرى: قد كنا بنزفها لزوجها، رجعنا زفيناها للمستشفى!! وألحقتا الكلام بضحكات صفراء، محشوة بالحسرة.
....
تفاصيل المقابلة كثيرة، ووحده شرح تعابير وجه الضحية بحاجة إلى مؤلف
في الصورة، خلاصة وضع الشابتين، وهما تحدثاني عن وضع الأسرة حالياً..
من خلف الكاميرا، صاحت العجوز "الأم" : لنا 4 أشهر والكاميرات تعمل طق طق ولا حصلنا شي. مابوه الا صور واحنا مامعناش حق الايجار!
لأجل هذه الإصبع المرفوعة، أكتب استغاثة الأسرة برجال الخير، وقبلهم الجهات الإنسانية والصحية، لمساعدة الشابتين.
ولأجل سيقانهم المدفونة في مقبرة الشهداء .. أنجدووووهم يا ذوي الاستطاعة.
هما من منطقة الشقب، صبر الموادم، ولأن منزلهم في مناطق الحوثة وهو شبه مهدم، لم يعودوا إلى القرية. استأجروا منزلاً في مدينة تعز، يعجزون عن دفع إيجاره، فضلاً عن حاجتهم للأمور الأساسية للحياة.
ولا أنسى.. منزلهم فاقد للنور، ليس للوجع الذي طالهم وكفى، بل لانعدام مصدر للإضاءة. طالبتني إحداهن بإيصال الرسالة لمن يبحث عن الخير.
لا شك أن الباحثين عن الخير كثُر، ومساندة هؤلاء واجب إنساني قبل كل شيء.. فلتكونوا خير سند، لمن بُترت دعائم حركتهم. والله المستعان.
* من صفحة/ فارس فؤاد البنا