تقرير
ماهر عبدالحكيم الحالمي
صدى الحقيقة
بلدة كرش التي كانت في عهد أحقاب الأستعمار الإنجليزي للجنوب العربي،عبارة عن واحة خضراء ما بين سلسلة جبلية شاهقة مكسية بموكيت أخضر،لاسيّما وجود فيها حمام الحويمي الساخن الطبيعي زاد من نفحات الجمال لجمالها،حيث كان يستخدمها الإنجليز بما فيها الملّكة اليزابل للسياحة في أيام العطل وعند شعورهم بضيق،فكانوا يقضون أجمل أوقاتهم في واحة بلدة كرش التي كانت في مرحلة الحياة التي ليس لها أوّل ولا آخر،ظللتُ الساعات وأنا مأخوذ بسحر ذلك المنظر الزاهي الجميل (لبلدة كرش)التي كانت وذات يوم صاحبة جمال الذي نحن نتمنى استعادته،في شبة صلاة روحية وخشوع فكري وجلالة تغمر النفس،وتخلع على الحياة شعراً،وتحيطها بالأطياف والأرواح،وتملؤها بأسرار النفوس وخفاياها،ويالقدّرة منظر كمنظر بلدة كرش زخر سُّكّانها من حنين إلى مجهول وشجو إلى الماضي،وتطلُّع إلى المستقبل المنظور!.
بلدة كرش مصلوبه
تشهد جبهة كرش معارك ضارية بين قوات الجيش الوطني الجنوبي اللواء الثاني مشاة حزم من جهة وقوات مليشيا الانقلابية الحوثية العفاشيةمن جهة أخرى،خلال ثلاثة أعوام على التوالي وصدّ الجيش الوطني الجنوبي عدة محاولات من قِبل مليشيا الانقلابية،ولايوجد أي إحراز أختراق لتلك الجبهة،وهو ما يؤكد صلابتها في وجه المليشيات الانقلابية الإحتلالية.
بلدة كرش لازالت قابعة في مصير مجهول وهوية مفقودة،هواجس تقلق الناس تراكمت عليها المصائب وتكالبت الهموم،واستحكم فيها الفقر وتقاذفتها مظالم ليس لها نهاية،تعرف معاناتها من خلال تقاسيم وجوّه ناسها الذين يعانون مرارة الحياة وسط اللهيب والبارود في خطوط التماس.
العملية العسكرية
وضعت العملّية العسكرية أهالي بلدة كرش أمام مصير مجهول كباقي المناطق الأخرى،وسط تحذيرات المنظمات الدولية بينها(الأمم المتحدة واليونيسف وأطباء بلاحدود وصليب الاحمر)من تفاقم الأزمة الإنسانية غير مسبوق،فالسُّكّان يعانون من أوضاع متردية للغاية،ومع أشتداد معارك الحرب الكر والفر داخل أحياء بلدة كرش التي زالت مكتظة بالسُّكّان في ظل إستمرار المعارك ولا يستطيعون النزوح إلى المدَّن بسبب الظروف المادية والمعيشة التي يعيشونها صعبة،لاسيّما قلة إمدادات الغذاء من قِبل المنظمات يعرّض الحياة لأكثر فقراً لخطر مميت مع تزايد وتيرة الاشتباكات فيها من حين إلى آخر.
أنّ المعارك التي تشهدها بلدة كرش الحدودية بين محافظة لحج التابعة للمناطق الجنوبية ومحافظة تعز التابعة للمناطق الشمالية لازالت من قِبل المليشيات الانقلابية الإحتلالية من جهة والجيش الوطني الجنوبي اللواء الثاني مشاة حزم،معارك جرت ولازالت،خلفت قرى ينتشر فيها الدمار ليس عند هذا الحد،بل تعداه إلى معاناة مستمرة ليس لها نهاية اقتصادية وتعليمية وصحية وأمنية وحصار لمنطقة الشريجة منذ ثلاث سنوات،والتي أدت لعيش الاهالي واقع مزر تنطلق منه الاستغاثات والنداءات المتكررة لكن دون جدوى،فمن تقع على عاتقهم المسؤولية من حكومة وسلطة محلية لاينفكون إلى معاناة أهالي بلدة كرش من أجل زيادة مكاسبهم ونفوذهم متناسين لدورهم.
واقع المدنيين المزري
يعيش الأهالي في كرش واقعاً مريراً لما يلاقونه من مصاعب جمّة خاصتاً مع تأخير دفع الرواتب وبذات الجيش والأمن فيتم أخذ أستقطاعات دون النظر لوضعهم المعيشي،فأصبحت بلدة كرش تحت رحمة زناد البندقية وشظايا المدفعية مما زاد معاناة سُّكّان كرش التي يشتكي أهلها نقص حاد في الخدمات وأبسط مقومات الحياة،وظهرت الأمراض المختلفة هذا فضلاً عن الأمراض المزمنة وأنتشار سوء التغذية في معظم أطفال بلدة كرش،ربما أن لم أجزم أن بلدة كرش وسُّكّانها يفرض عليها حصار وبطريقة غير المباشر وتحديداً منطقة الشريجة المفروض عليها حصار من قِبل المليشيات الانقلابية منذُ ثلاث سنوات متتالية،وانقطاع الماء والكهرباء وأنعدام الخدمات وشحة المواد الاساسية وأن وجدت مساعدات من المنظمات لكنها غير كافية وتتوزع بطريقة المحاباة والجاملات والمحسوبية هذا ناهيك من يستخدم معاناة سُّكّان كرش فقط للأسترزاق لتمتلء جيوبهم.
دمرت البنية التحتية بشكل معتمد من قِبل المليشيات الانقلابية عند أقتحام بلدة كرش في (2015)شهر مارس عند أجتياح الجنوب العربي،دمار وزادت نسبة الدما عن 80% من بنيتها على جميع المستويات،دُمر المستشفى الرئيسي والمدارس وتضررت منازل المواطنين هذا ناهيك عن التدمير الكامل،مآسي ومعاناة لا تنتهي عند هذا الحد في بلدة كرش كحال بقيّة شقيقاتها من قِبل المليشيات الانقلابية التي تمارس الظلم والاجرام ليل ونهار من أجل مشاريع أسيادها في التوسَّع والهيمنة والتغيير الديموغرافي للسيطرة على الشعب والبلاد.
مجازر مروعة وغدر الإصلاح
كارثة كبيرة،ومجازر مروعة،ومصطلحات خرجت من أفواه المتابعين لما يجري في بلدة كرش وسُّكّانها منذُ ثلاث سنوات متتالية من جرائم لم تبقى ولم تذر، لاسيّما أوقد نار الحرب لازالت مستمرة وجعلتها بمصير مجهول،تحولت بلدة كرش إلى حطام وقُتل من أهلها أعداد كبيرة وهدمت المنازل وأنتهكت الحرمات،هناك مفاجع بحق أهالي بلدة كرش لاتعد ولاتحصى،المليشيات الانقلابية الحوثية العفاشية الإحتلالية،التي جاءت على ظهر الدبابات وأقسموا على الولاء لإيران وتنفيذ أجندتها والأنتقام من خيبتها السابقة،فصُّبت النيران على بلدة كرش بهدف القتل والانتقام من أهلها على أسس طائفية تسعى لأقتلاع جذور بلدة كرش وتغيير هويتها التاريخية الحقد الأعمى دفع(الحوثي وعفاش)لشن الحرب على الجنوب مرة آخرى للقبض علية يد من جديد،فجمعت من جيوشها ما أستطاعت وأمام الخوف من الفشل أستعانت بحزب الإصلاح من حدب وصوب،ولضمان إهلاك بلدة كرش عن بكرة أبيها،وبعد أن فرغت من دماء أهالي قرية الشريجة من بلدة كرش بدأت تلك المليشيات الانقلابية الإحتلالية في الولوغ في دماء أهالي قرية الحدب والجريبة،وسقطت كل الأقنعة الإصلاحية التي ترفع شعارات الحرب على المليشيات الانقلابية الإيرانية،ليظهر أن الهدف هو تحرير بلدة كرش من سُّكّانها وأستئصالهم بغير جريرة،وهكذا تستمر على كل قرية وبلدة ومديرية ومدَّينه ومحافظة،حتى تسقط أرض الجنوب بالكامل مرة أخرى بقوات إحتلال نظام صنعاء،فمهما كان أختلافهم لكنهم متفقون على الكعكة الجنوبية.
اللواء الثاني مشاة حزم بقيادة اللواء الركن"فضل حسن العمري"يعتبر نواة الجيش الوطني الجنوبي فمنتسبوة من عناصر أفراد المقاومة الجنوبية الباسلة التي شاركت في تحرير الضالع ورأس عمران وبئر أحمد وجعولة وعدن ولحج وصبر والعند وبلدة كرش إلى أن وصلت القوّة الى الشريجة،ثم توقف اللواء الثاني مشاة حزم عن الزحف وتوغل في الأراضي الشمالية لتتحوّل القوّة من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع عن حدودهم حسب أوامر قائدهم اللواء الركن"فضل حسن العمري"إثر ذلك قاموا الأخوان المسلمين وبشكل متعمد وبطرق ملتوية على طعن القوّة العسكرية الجنوبية من الخلف لتقهقر القوّة وتنسحب لتسيطر المليشيات الانقلابية على نصف أراضي بلدة كرش،مستخدمة عدة أنواع التنكيل والعذاب لسُّكّان بلدة كرش،ومن جديد قام الجيش الوطني الجنوبي اللواء الثاني مشاة حزم وبقيادة اللواء الركن"فضل حسن العمري" بشن هجوم مبغتا وعنيفا متواليا لتحرير بلدة كرش بأستثناء الشريجة مستفيد من السيطرة على سلسلة جبلية شاهقة لضرب مفاصل عمق العدو،ويعتبر هذا إنجاز بحد ذاته وثمن هو سقوط عشرات من الشهداء أبرزهم شقيق القائد اللواء الركن"فضل حسن العمري"الشهيد العقيد"محسن فضل"ومئات من الجرحى بينهم جرحى من أقارب القائد اللواء الركن"فضل حسن العمري".
أن الظروف المادية والمعيشية الصعبة أجبرت سُّكّان بلدة كرش على عدم النزوح،فأطروا البقاء في بلدتهم،فأصبحوا يواجهون الموت من قذائف مدفعية المليشيات الانقلابية التي تطالهم،وعُرضة للأوبئة الخطيرة والأمراض المزمنة الخطيرة وبذات الأطفال ولمسنين مع تغير جو الطقس،وبصوت يملؤه الحزن والقلق مايشبة المناشدات المساعدة من فاعلين الخير ومنظمة الهلال الحمر الإماراتي ولمنظمات الدولية بما فيها الامم المتحدة ويونيسف.
الصدى الحقيقة
ماهر عبدالحكيم الحالمي
من أحياء بلدة كرش