الرئيسية - تقارير - تسابق محموم بين طرفي الانقلاب للسيطرة على المعسكرات وحفر الأنفاق.. من سيلتهم الآخر؟

تسابق محموم بين طرفي الانقلاب للسيطرة على المعسكرات وحفر الأنفاق.. من سيلتهم الآخر؟

الساعة 11:55 مساءً (هنا عدن : متابعات )

 

تتزايد حِدة التوتر والصراع بين طرفي الانقلاب في العاصمة صنعاء، يوماً بعد آخر، وبات الترقب والتوجس بخوف وحذر هو سيد الموقف، لدى أنصار الطرفين، مليشيا الحوثي من جهة، وعناصر الرئيس المخلوع صالح من جهة أخرى، أزداد أوارها بعد إعلان الأخير، عزمه مغادرة البلاد الى روسيا الشهر المنصرم.
 
وأثار هذا الإعلان من قبل المخلوع، ردود أفعال غاضبة، من قبل مليشيا الحوثي، جعلت الكثير من قادة هذه المليشيا ينادون بضرورة التخلص منه، لكي يرثون تركته السياسية والعسكرية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام الموالي له، وكذا الحرس الجمهوري وبعض الوحدات العسكرية الأخرى التي لا تزال تحتفظ بعضها بالولاء لنجله، والمقيم في دولة الامارات العربية المتحدة.
 
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر خاصة في العاصمة صنعاء، عن قيام مليشيا الحوثي بعمل متارس كبيرة، وحفر أنفاق بالقرب من جامع صالح، وشارع الجزائر، وشارع صخر والسبعين وشارع حدة، تحسبا أو استعدادا للمواجهة مع المخلوع صالح، والتخلص منه.
 
وأكدت المصادر لــ "العاصمة أون لاين"، أن مليشيا الحوثي كثفت من تحركاتها في الأماكن التي يجلس فيها المخلوع وشرعت في بناء المتارس والأنفاق، بالقرب منه، لرصد تحركاته التي يقوم بها، خشية أن ينقلب عليهم، وذلك بعد التصعيد الحاصل من قبل الطرفين خلال الأشهر الماضية، وما تمخضت عنه من قيام طارق محمد عبد الله صالح بتشكيل لواء عسكري، بعيدا عن الحوثيين الذين سيطروا على معظم المعسكرات التي كانت تدين بالولاء لصالح ونجله.
 
مليشيا خارج الدولة!
 
وكشفت المصادر، أن مليشيا الحوثي شرعت في بناء المتارس وحفر الأنفاق، رداً على التحركات التي يقوم بها طارق ابن شقيق المخلوع صالح، وإنشاء عدد من المعسكرات في محيط العاصمة صنعاء، والتي اتهمت فيها المؤتمر الشعبي العام جناح صالح، بتشكيل مليشيا مسلحة خارجة عن القانون.
 
حيث اتهم القيادي بجماعة الحوثيين، حمزة الحوثي حليفهم في الانقلاب المخلوع علي صالح، بتشكيل مليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، والتمرد على الدستور والنظام والقانون.
 
وقال الحوثي في حوار لصحيفة "صدى المسيرة" التابعة للمليشيا، الأحد، إن صالح يدفع نحو بناء مسار ميليشاوي خاص في الداخل خارج إطار وزارة الدفاع ومساراتها في مواجهة ما أسماه "العدوان ورفد الجبهات"، ورغم أن جماعة الحوثي ترفض التحول لكيان سياسي وتواصل التعامل كعصابة مسلحة، إلا أن حمزة الحوثي اتهم حلفائهم في الانقلاب من حزب المؤتمر جناح صالح بتشكيل مليشيا مسلحة خارج إطار الدولة.
 
وأضاف القيادي الحوثي، إن ممارسات حلفائهم في الانقلاب بتشكيل مليشيا مسلحة "لا تنسجم مع سياقات المرحلة الطبيعية وتعد تمرداً على الدستور والنظام والقانون، ومؤسسات الدولة اليمنية ومهامها الوطنية، وتسيء إليها وتنال من تضحيات أبنائها".
 
مجاميع مسلحة!
 
وكانت صحيفة خليجيه، قد كشفت أمس الأول الأحد، عن بدء تحرك لما أسمته «قبائل طوق العاصمة» نحو تشكيل تجمعات مسلحة من أبنائهم للدفاع عن مناطقهم من تعسفات وانتهاكات الميليشيات الحوثية، الى جانب تأمين الطرق في حال تقدمت قوات الجيش باتجاه تحرير العاصمة من الانقلابين.
 
ونقلت صحيفة "الامارات اليوم"، عن مصدر قبلي، قوله، أن هذا التحرك يهدف الى تأمين المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء من أي فوضى تتسبب فيها الميليشيات عند بدء تحريرها من قبل الشرعية والتحالف. موضحا  أن منطقة همدان شمال العاصمة، ومناطق بني مطر وسنحان وخولان وبني الحارث بدأت فعلاً في تشكيل تجمعات مسلحة بالتنسيق مع أطراف عسكرية في الشرعية اليمنية، وبجهود ذاتية لحماية العاصمة ومساندة الشرعية أثناء معركة تحرير المدينة.
 
لماذا عاد المخلوع لإنشاء المعسكرات؟!
 
يرى مراقبون أن التحركات التي يقوم بها المخلوع علي صالح من خلال طارق صالح،  هدفها استعادة قوته التي بدأت تنهار مع اشتداد القبضة الحديدية للحوثيين ضده وضد أنصاره حيث ما يزال صالح، يمتلك جزءا من معسكر ريمة حُميد، الذي يعد من  أكبر المعسكرات الاستراتيجية في منطقة  "سنحان" مسقط رأسه.
 
كما تأتي تلك التحركات بالتزامن مع تصاعد الخلافات بين أنصار المخلوع صالح والحوثيين، وبعد أن  تحدث نشطاء من حزب المؤتمر جناح المخلوع صالح، أن الأخير تلقي معلومات عن خطة حوثية للتخلص من أهم رجاله العسكريين، ونجل شقيقه العميد طارق محمد عبدالله صالح ، خصوصا بعد أن قام الحوثيون بتلغيم جبل عطان خلال اليومين الماضيين خشية تمركز قوات تابعة لصالح فيه.
 
وأشار مراقبون الى أن المخلوع لجأ الى انشاء هذه المعسكرات بعيدا عن مليشيا الحوثي، في محاوله منه لإعادة بناء ألوية الحرس التي كانت تدين بالولاء الكامل له ولنجله، بعد ان اخترقته المليشيا الحوثية، واتسعت تلك الاختراقات بعد الانقلاب على الرئيس هادي والحكومة الشرعية، حيث تسلم الحوثيون قوات ما كان يُعرف بالحرس الجمهوري بما تملكه من عتاد وأسلحة ثقيلة وقوة صاروخية متطورة.
 
وكان موقع "المشاهد"، قد نقل عن مصادر عسكرية خاصة  قولها، “إن طارق صالح والذي كان يشغل مناصب عسكرية حساسة، أوكل لعدد من ضباط الحرس الجمهوري الاشد ولاء لصالح، والذين مكثوا في منازلهم منذ سيطرت الحوثيين على معسكرات الحرس الجمهوري حتى يومنا هذا، أوكل لهم مهمة اختيار مجندين جدد لينظموا الى المعسكرات السرية الجديدة  لصالح والتي لم يعرف الحوثيون مكانها حتى ألان، حيث يتم اختيار المجندين من أقارب أولئك الضباط وصف الضباط من مناطق “سنحان وخولان وبلاد الروس بصنعاء، ومناطق أنس والحداء بذمار”.
 
سباق محموم!
 
وهكذا يتسابق طرفي الانقلاب، في السيطرة على مع المعسكرات، والأسلحة المتبقية منها، نتيجة خوف كلا من الطرفين من غدر الآخر، ولا يقتصر هذا السباق المحموم على السيطرة العسكرية الداخلية فحسب، بل تعدى ذلك الأمر، الى تقديم كل طرف نفسه، بأنه من يسيطر، وأنه من باتت القوة بيده، ليكسب هذا الطرف الدولي أو ذاك.
 
وبين هذا وذاك مواطن بات يترقب متى ستندلع الحرب، بين طرفي الانقلاب؟ والتي بالطبع لن تكون حربا هادئة أو يمكن السيطرة والتحكم عليها بسهولة، نظرا لحجم القوة التي يمتلكها كل طرف، وتوازن القوى ولو بشكل نسبي، وهو ما ستمثله لكل طرف معركة مصيرية بينهما، فمن سيُهزم فيها، لن تقوم له قائمة بعدها على الاطلاق.. ويبقى السؤال من سيتخلص من الأخر؟ وحدها الأيام ستكون قادرة على الاجابة على هذا السؤال.
http://www.alasimahonline.com/international/1665