محمد مصطفى العمراني
عقب تعيين الأستاذ عبد العزيز المفلحي محافظا لعدن أواخر أبريل نيسان الماضي جاء الرجل إلى عدن بعد أيام من تعيينه وفي جعبته الكثير من الأفكار والخطط والرؤى وحاول أن يصنع شيئا لعدن وأبنائها كان متحمسا ومدركا لصعوبة الوضع وخطورة المهمة وثقل المسئولية وفي عدن بدأ بالتحرك في طريق مليئ بالالغام والعراقيل ونجح في حل بعض المشكلات وحقق إنجازات تحسب له وبدأت الأمور بالتحسن وتفاءل أبناء عدن واملوا خيرا بجهود المحافظ المفلحي وهو كفاءة إدارية معروفة ورجل دولة مشهود له ولكن الرجل اصطدم بقيادة المجلس الانتقالي ممثلة بالمحافظ السابق عيدروس الزبيدي ورفاقه الذين لا يريدون لعدن الاستقرار والسلام والتنمية حاول المفلحي أن يصل معهم إلى حلول وتفاهمات عبر الحوار وبالطرق السلمية ولكنهم رفضوا كل محاولاته وحاربوه ورفضوا حتى تسليمه مبنى المحافظة بعدن ومقر المجلس المحلي والسكن العائلي للمحافظ وبحسب الصحفي ورئيس تحرير " عدن الغد " فتحي بن لزرق لقد منعوا تسليمه 60 % من إيرادات عدن وحاربوه حتى غادر مؤخرا .
ولم يكفهم هذا بل لقد افتعلوا له المشاكل وضغطوا لاخراجه من عدن واوجدوا في طريقه العراقيل والمشاكل رغم أن الرجل كان يريد خدمة أبناء عدن وحل مشاكلها والنهوض بواقعها .
الآن وكأنه لم يكن يكفي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ما تعانيه من وضع مزري من تردي في الخدمات وانقطاع للكهرباء وتأخر المرتبات وتواصل شبح الفوضى والعنف والاغتيالات حتى تقوم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بخلق مشاكل جديدة واعباء إضافية لعدن تحت لافتة التصعيد ضد فساد الشرعية ؟!!
للأسف دعوات التصعيد ضد الحكومة والسلطة المحلية والتي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي لن تحل مشاكل عدن ولن تأتي بالكهرباء ولن تصرف المرتبات وتوجد الخدمات ولن تحسن من الوضع الأمني والمعيشي للناس هي ستخلط الأوراق وتزيد المشهد المعقد بعدن تعقيدا وتزيد الإشكالات وتكرس الفوضى والعنف ليس إلا .
للأسف لم يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك مبادرات لحل المشاكل بعدن وإيجاد البدائل وتخفيف معاناة الناس بل انهم يفتقدون لمشروع إستراتيجي ولا يمتلكون حتى رؤية واضحة لمرحلة ما بعد التصعيد هذا وليس لديهم اي تصور لمستقبل الجنوب في ظل تعثر مشاريع الانفصال من كاتلونيا باسبانيا إلى كردستان بالعراق .
من وجهة نظري لو كان عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وبقية قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي يحبون الجنوب وأولها مدينة عدن لوضعوا أيديهم بأيدي السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ المفلحي وتعاونوا معه على حل الإشكاليات وتوفير الخدمات وإن اختلفوا معه في رؤيته للحاضر والمستقبل فمصلحة الوطن رغم أن الرجل لم يكن يختلف معهم بشكل جوهري وكانت مصلحة عدن ستجمعهم كمشترك إذ هي فوق كل إختلاف واعتبار أو على الأقل لو كانوا يحبون الجنوب وفي المقدمة عدن لكانوا حيدوا السلطة المحلية عن مشاكلهم مع الشرعية وتصعيدهم ولسلموا للمحافظ مبنى المحافظة ومقر المجلس المحلي ومقر سكنه وسلموا له الإيرادات وتوقفوا عن عرقلته وافتعال المشاكل والعقبات في طريقه هذا على الأقل لكنهم للأسف لا يملكون قرارهم ويتصرفون وفوق خطط وأجندة الإمارات ولو على حساب مصلحة أبناء الجنوب وفي مقدمتهم أبناء عدن.
لو أنهم أعطوا المفلحي فرصة كافية لاختبار مدى كفاءته ومصداقيته في حل مشاكل عدن والنهوض بها وإن فشل بعدها فيحق لهم محاسبته ثم التصعيد ضده بكل أنواعه وأشكاله لانصفوه وأدرك الناس مدى عقلانيتهم وحبهم لوطنهم لكنهم أو بالأحرى لكن الإمارات رأت في نجاح محافظ عدن المفلحي نجاح للشرعية وسحب للبساط من تحت اقدام من تثق بهم بعدن بوجهة وكلاءها لعرقلة السلطة المحلية والحكومة الشرعية كمنظومة متكاملة لا تريد لها النجاح رغم أنها تسلمت ملف عدن من التحالف باعتبارها قوة مساندة وداعمة للشرعية في البداية ثم ظهرت الأجندات الخفية والمخططات المخفية بعد ذلك . !!
الخميس الماضي منعوا وكيل المحافظ احمد سالمين من ممارسة مهام المحافظ وهذا مؤشر خطير بأن التصعيد قد تحول إلى انقلاب على الأرض بلا بدائل وحلول تخدم المواطن .
عيدروس الزبيدي كان محافظا لعدن ولسنوات وكانت بيده كافة السلطات والصلاحيات والإمكانيات وكان يحظى بدعم وغطاء وإمكانيات الحكومة الشرعية وبدعم الحراك الجنوبي والقوى الإقليمية والدولية وبيده كل الإيرادات فماذا فعل لعدن ؟!!
ما هي الإنجازات التي حققها على أرض الواقع من خدمات وأمن واستقرار وتنمية ؟!
صدقوني من يفشل وهو في السلطة ولديه الإمكانيات لن ينجح وهو في الشارع بلا رؤية ولا مشروع ولا غطاء إقليمي ودولي .
للأسف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي مع احترامي لاشخاصهم لا يحبون الجنوب وفي المقدمة عدن ولا يريدون تحقيق مصالح أبناء الجنوب وخدمتهم يريدون تحقيق مصالحهم الشخصية وطموحاتهم الذاتية وتنفيذ الأجندة الإماراتية ولو على حساب مصالح أبناء الجنوب وخدمتهم وأمنهم واستقرارهم .
هذه هي الحقيقة المرة والمواطن بعدن هو من يدفع ثمن إفشال السلطة المحلية وعرقلتها ومنعها من أداء عملها والا فأخبروني من المستفيد من إدخال عدن دوامة جديدة من العنف والفوضى والأزمات ؟!
ولمصلحة من هذا التحركات الانقلابية والتي تزيد النار اشتعالا والأزمة تعقيدا والوضع سوء ؟!!