�ع اقتراب عام 2017 من أيامه الأخيرة، ينشر مركز «ستراتفور» الاستخباراتي الأمريكي تقريره السنوي حول توقعات السياسة العالمية عام 2018 مفردا قسما خاصا للتنبؤ بمسارات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما فيها اليمن. وافرد التقرير السنوي للمركز الاستخباري الأمريكي الشهير، جزء كبير منه للحديث عن الصراع القائم بين السعودية وإيران في عدد من الملفات، بينها ما يجري في سوريا واليمن ولبنان والعراق. وسنقتصر هنا على ما ورد في التقرير بشان اليمن: السعودية ستحاول الاستفادة من العداء الأمريكي المتجدد تجاه إيران، ومواجهة النفوذ المتنامي لمنافستها – طويلة الأمد – بين جيرانها الأضعف، مثل اليمن والعراق ولبنان. ومع ذلك، فإن مضاعفة جهود المملكة ستتمثل في محاولة الرياض لحشد حلفائها السنيين المتشابهين في الرأي ضد إيران الشيعية. ويعد شركاء المملكة أقوى بكثير من وكلاء إيران الضعفاء.. ولكن في الممارسة العملية، هم أقل موثوقية ؟! وسوف تكافح المملكة لتجميع الدعم الذي تحتاجه لقيادة أي عمل ملموس ضد إيران. وبسبب هذا الفشل – على الأقل جزئيا – ستواجه المملكة صعوبة في دحر الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق، حيث تفتقر المملكة إلى القدرات اللازمة للتفوق على الجمهورية الإسلامية وحلفائها. وقد تكون اليمن مكانا مرجحا لأن تنجح السعودية. واتخذت الحرب الأهلية في البلاد منعطفا مفاجئا نهاية عام 2017، عندما قتل المتمردون الحوثيون حليفهم السابق، الرئيس السابق «علي عبدالله صالح». وأدت وفاته إلى تخلي العديد من أتباعه عن التحالف مع الحوثيين، وربما يتحول زخم المعركة لصالح تحالف مجلس التعاون الخليجي الذي تقوده السعودية، إذا حمل أتباع «صالح» السلاح ضد الحوثيين. وفي كلتا الحالتين، سيكون الحوثيون أكثر يأسا من أي وقت مضى للحصول على المساعدات من إيران على المدى القصير، وسوف يكون مجلس التعاون الخليجي أكثر تصميما من أي وقت مضى على منعهم من الحصول عليها. وبذلك، يصبح اليمن مركزا لحرب عنيفة بالوكالة بين مجلس التعاون الخليجي وإيران، حيث يكثف التحالف جهوده لتخفيف قبضة الحوثيين على العاصمة صنعاء. والآن، بعد أن بدأت الانقسامات داخل تحالف المتمردين، فإن التوصل إلى تسوية سياسية للصراع سيكون بعيد المنال، خاصة وأن أصحاب المصالح الآخرين في اليمن – بما في ذلك الانفصاليون الجنوبيون – سيغتنمون الفرصة للضغط لأجل مطالبهم السياسية.