الأحد 31 ديسمبر 2017
الجند+ | تعز
لمع اسم أبو العباس في وقت قياسي حتى بات حديث الناس في تعز والمحافظات اليمنية الأخرى، نظير أنشطته المشبوهة في المحافظة التي تقاوم الانقلاب منذ أكثر من عامين ونصف.
شخصية مغمورة، عمل في سنواته الأولى مطلع الثمانيات مساعداً في الأمن اليمني، تحديداً في المؤسسة الاقتصادية، قبل أن يتم إحالته للتقاعد، ثم طالباً في دار الحديث السلفي بدماج، إلى أن أصبح شخصية ذائعة الصيت بشكل كبير وخلال فترة وجيزة بدأها تحت لافتة "المقاومة الشعبية".
لم يكن واجهة المقاومة السلفية في تعز، التي سعى جاهداً لتصدير نفسه، بعد أن أطاح بقائده السابق "أبو الصدوق" وتزعم قيادة ذات المجاميع المسلحة، بالإضافة إلى آخرين جرى استقطابهم لاحقاً بعد تلقيه دعماً كبيراً من دولة الإمارات المتحدة.
ومن خلال التشكيلة القيادية المعلنة للكتائب نجد بأن مزيج من الشخصيات المدنية والعسكرية تحيط بأبو العباس، وتشكل فريقه القيادي وبالتأكيد فإنها تؤثر في ذات الوقت على صناعة قراره، كما تشكل نقاط ارتباط بينه وأطراف أخرى.
* مقربون طمعوا في المال
لم يكن في محيط الرجل الغامض، الكثير من الرجال أثناء الإطاحة بـ "أبو الصدوق" وتزعم مجاميعه المسلحة، وحين أصبح عادل فارع زعيماً لجماعة مسلحة، أصبح يستقبل المنضمين الجدد، ويوسع دائرة جماعته و نطاق سيطرتها، والكثير من هؤلاء المقاتلين انضموا لأغراض متعددة ومختلفة.
يقول متابعون، بأن الكثير من مقاتلي جماعة أبو العباس، انضموا لها، بعد أن كانت في وقت سابق من العامين 2015 و 2016، الجماعة الوحيدة التي تتلقى أموالاً ودعماً سخياً من دولة الإمارات المشاركة في تحالف إعادة الشرعية في اليمن، بخلاف التشكيلات العسكرية الأخرى.
هذا الدعم جعل من كتائبه قبلة يصبو إليها كل الباحثين عن المال و الهيلمان، من بنهم مقربين منه وأصهار، بعيداً عن الأهداف الأساسية للمقاومة الشعبية، مشيرين في حديثهم إلى أن العشرات من المسلحين الذي التحقوا في هذه الكتائب خلال فترة النشأة و التأسيس لم يكن لهم أي علاقة أو ارتباط بالحركة السلفية، فيما البعض منهم لم يحسب حتى على الملتزمين دينياً.
يطفو على سطع الاقتصاد و التعاملات المالية في هذه الجماعة اسم "نشوان حسن كواتي"، الأخ الشقيق لإحدى زوجات أبي العباس، والمتهم بارتكاب سوابق جنائية، كما اشتهر مؤخراً بتجارة السلاح، فيما تم تكليف "طلال كواتي" مسؤولاً مالياً للكتائب.
* اختراق أمني
قالت مصادر مقربة من جماعة "أبو العباس" المتشددة، أن مجاميع أمنية لها ارتباطات وعلاقة تحالف مع جماعة الحوثي، تمكنت من اختراق كتائب العباس، في الوقت الذي كان الأخير يحرص على حشد أكبر عدد من المقاتلين إلى صفوف جماعته المسلحة.
ووفق المصادر التي تمكن "الجند +" من انتزاع بعض المعلومات منها، بعد وعود قدمها لهذه المصادر بعدم الإدلاء بهوياتهم، فإن جنود أمن سابقين تربطهم علاقات وثيقة بالقيادات الأمنية التي كانت موالية للرئيس اليمني السابق، قبل أن تعلن تأييدها لجماعة الحوثي، منخرطين حالياً في صفوف كتائب "أبو العباس"، بعضهم استطاع تقلد مناصب قيادية في الكتائب، أمثال "عادل العزي"، و "رضوان العديني".
يرتبط "عادل العزي" الذي يقود فصائل "الذئاب المنفردة" – مصطلح يستخدم لوصف الأشخاص – الذين ينفذون هجمات إرهابية، ويتبعون منهج تنظيم داعش، ولكنهم لا يعملون بشكل منظم ضمن التنظيم – حيث كان يتمتع العزي بعلاقة شخصية قوية من نجل شقيق الرئيس السابق، يحيى محمد عبدالله صالح، أركان حرب قوات ما كان يُسمى بـ "الأمن المركزي".
اعتلى العزي سلم القيادة داخل الكتائب، حتى أصبح اليوم الرجل الثاني بعد "عادل عبده فارع" وأركان حرب كتائب أبو العباس والقائد العسكري لها، بل أن كثيرون يصفونه بالقائد الفعلي للكتائب، ومن يدير أنشطتها بعيداً عن الأهداف التي تم تشكيلها من أجلها.
مراقبون أشاروا في أطروحاتهم إلى أن "عادل العزي" يعمل من خلال بعض الممارسات الخارجة عن القانون في المحافظة، إلى توريط الكتائب وقائدها الأول "أبو العباس"، في أعمال تسهم في تصاعد وتيرة الغضب الشعبي ضدهم، ما يجعله اليوم البديل رقم 1، والذي تسعى القوى الدولية والمحلية الداعمة لأبو العباس إلى تمكينه من زمام القيادة قريباً.
وفي الاتجاه المقابل، يظهر القيادي المسلح "رضوان العديني"، الرجل الذي استطاع بناء تكوين مجاميع مسلحة، أطلق عليها لاحقاً "كتائب عصائب الحق" – بعضهم تربطهم علاقات مباشرة مع تنظيمات متطرفة -، ويسعى رضوان من خلالها إلى الانخراط في صفوف الجيش الوطني وبدعم مباشر من دولة الإمارات المتحدة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن "رضوان العديني" كان يمثل اليد اليمنى لأبو العباس، وواجهته السياسية و الاقتصادية، حيث كان يعمل شريكاً في عدد من شركات المقاولات في العاصمة صنعاء، مع أحد النافذين من أبناء محافظة شبوة، كان يحظى بصداقة سابقة مع نجل الرئيس السابق،
أحمد علي عبدالله صالح.
حاول إظهار وتسويق نفسه، وخاصة بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية ورئاسة أمن الدولة السعودية إدراج حليفه السابق وأحد أهم أدوات دولة الإمارات المتحدة في تعز "أبو العباس" في قائمة قادة و داعمي و ممولي تنظيمي القاعدة و داعش في اليمن، عقب ذلك تناقلت مصادر إعلامية عن نية دولة الإمارات تنصيب "رضوان العديني" قائداً لقوات الحزام الأمني - لا يخضع لسلطة الحكومة الشرعية ويتلقى أوامره من القيادة الإماراتية. وسابقاً تلقى رضوان عدة اتهامات بتورطه في عمليات غسيل أموال، بحسب مصادر أمنية، لـ "الجند +".
* متطرفون وأصحاب سوابق
يكشف "الجند +" في سلسة من تقاريره حقيقة الأنباء التي تتحدث عن رجل الإمارات الأول في تعز قبل أن يفقد جزءً كبيراً من هذه الثقة في الأسابيع الأخيرة الماضية، "عادل عبده فارع"، وعن حق حقيقة إحاطته بقيادات متطرفة في تنظيمي القاعدة و داعش، بل ويتقلدون مناصب قيادية في جماعته المسلحة.
يأتي الرقم الأول في الكتائب، عادل العزي، المرتبط بتنظيم داعش، بالإضافة إلى رضوان العديني، حيث استمر الأخير معه، وحتى قبيل اندلاع مواجهات مسلحة بينه وبين قيادة الكتائب، لم نستطع حتى اللحظة التأكد من حقيقة هذه الاشتباكات، التي حاولوا التغطية عليها بأخبار تفيد تفاقم الخلاف بين الرجلين.
رضوان كواتي أو يطلق عليه بـ "قاضي عدلية الكتائب" – وينتحل بهذه التسمية صفة السلطة القضائية، التي توقفت عن العمل في تعز منذ اندلاع الحرب في المحافظة في إبريل من العام 2015، ومنذ تعيينه وحتى اليوم، أصدر أحكاماً بالإعدام، لعشرات المواطنين والمسلحين المنتمين للمقاومة الشعبية، دون اكتمال اجراءات التحقيق معهم، ويعد رضوان أحد قيادات تنظيم القاعدة في اليمن.
أما رئيس عمليات الكتائب المدعو محمد رشدي نجيب، الضابط السابق في جاهز الأمن القومي، وتلاحقه عدة اتهامات تفيد بعمله مع قيادة داعش الذي تربطه بهم علاقة واسعة، ويعمل على توظيفهم لحساب جهات خارجية، كما أنه يدير غرفة استخبارات مشتركة للجماعات الإرهابية (داعش – القاعدة – أبو العباس)، وكان أبو العباس قد انتدبه عن الكتائب في غرفة عمليات التحالف العربي، ومختص رفع الإحداثيات.
وإضافة إلى ما سبق من أسماء لها سجلات محاطة بالعمل في صفوف الجماعات الإرهابية، وجدنا أن أسماء أخرى متهمة بقضايا إرهابية و أخرى جنائية، ولا زالوا في حضن الرجل ينفذون أوامره حتى اللحظة.
ومن بين هذه الأسماء يظهر التالي بحسب مسمياتهم المعروفة حالياً (الأمير معاذ، أمير قلعة القاهرة، بشير دبوان، هاني الجرادي، الأمير خطاب، محمد كندش، خيري محمد عبدالقوي)، بالإضافة إلى ذلك تأتي أسماء "خيري محمد عبدالقوي و عادل عبدالجبار واللذان كان مسجونين لدى جهاز الأمن السياسي وحتى بداية الحرب بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، ويوفر عادل عبده فارع لهذه الأسماء الحماية الكاملة لدى كتائبه من ملاحقات الجيش الوطني والمؤسسة الأمنية في المحافظة.
في حين يرى مراقبون بأن استمرار تقرب هذه الأسماء من أبو العباس وتقلدها عدد من المهمات القيادية في جماعته، هي السبب الأول في تصنيفه على رأس قائمة الإرهاب الدولية، في حين أن الرجل لم يكن سوى ضحية لسوء تقديراته.
وكانت هذه الأسماء تنشط بصورة كبيرة بالمدينة في حالات نشر الفوضى و العبث الأمني.
* الغطاء الإعلامي
المثير للدهشة و خلاف كل ما سبق، وأثناء بحثنا عن المحيطين بـ "عادل عبده فارع"، استوقفنا "المركز الإعلامي لكتائب أبو العباس"، لم نجد العاملين فيه من جماعة السلفية، بل كان فريق إعلامي متكامل يتبع الدائرة الإعلامية للتنظيم الناصري.
الأمين العام للتنظيم، المحامي عبدالله نعمان، قال في مقابلة سابقة مع قناة يمن شباب، أن الناصري ليست له علاقة مباشرة مع كتائب أبو العباس، بل أنه أنكر الأخبار التي تحدثت عن أن كتائب أبو العباس تمثل الجناح المسلح للتنظيم الناصري، وكل ما اعترف به، هي علاقة شخصية بينه وبين عادل عبده فارع "أبو العباس".
* نشاط متصاعد
عقب الإعلان عن تصنيف أبو العباس في قائمة الإرهاب الدولية، أصبحت زيارات القيادي في تنظيم داعش "حارث العزي" متكررة إلى مقر قيادة كتائب أبو العباس، وحين تلقى الأخير شاحنة محملة بالأسلحة و الذخائر المختلفة قدمتها له دولة الإمارات في الأسابيع الأخيرة، كان في استقبالها، وتنسيق توزيعها على المخازن "حارث العزي".
كان العزي قيادياً في تنظيم القاعدة ونائب لأميرها، قبل أن ينشق عنها، ويذهب إلى حضن تنظيم داعش الذي أصبح قيادياً بارزاً فيها، إضافة إلى تواصله المستمر مع قيادات في كتائب أبو العباس، حتى وصل الأمر إلى قضاء غالبية وقته في مقر قيادة الكتائب.
أما بلال الوافي المكنى بـ "أبو الوليد" أمير تنظيم داعش، المصنف دوليا على قوائم الارهاب والمطلوب أمنياً محلياً و دولياً لارتكابه جرائم جسيمة واغتيالات، فإنه يحظى بدعم كامل من قبل أبو العباس، حيث وفر له الأخير السلاح و المال، وقام بتهريبه من
وسط المدينة عقب الحملة الأمنية لقوات الجيش الوطني، وتم نقله إلى مناطق سيطرة الكتائب في منطقة "الكدحة"، جنوب غربي تعز.
مصادر أمنية خاصة أكدت لـ "الجند +"، امتلاك أبو العباس، معملان لصناعة المتفجرات، يديرها الخبير في صناعة المتفجرات و الأحزمة الناسفة و القيادي في تنظيم داعش "أيمن البابوري" الذي عينته جماعته أيضاً "قاضي التنظيم".
ويمكن إجمال حالة الصراع بين المؤسسة العسكرية و الأمنية التابعة للحكومة الشرعية، وبين الجماعات المتطرفة الذي يسعى الأول لاجتثاث الآخر، فيما يحاول الأخير التوسع وكسب أكبر عدد من المنضمين إليه من فئة الشباب، لتنفيذ أجندة التنظيمات الدولية، وإعاقة سلطات الدولة من بسط سيطرتها على مناطق نفوذها وإعادة تطبيع الحياة العامة في جميع مديريات المحافظة، بعد ما يقارب ثلاثة أعوام من الحرب و الحصار و الدمار.
تابعونا على حساباتنا التالية:
تيليجرام: https://t.me/Aljanadplus
تويتر: https://twitter.com/aljanadplus
فيسبوك: http://fb.me/aljanadplus.f
#الجند_بلس #AljanadPlus
موقع إعلامي مستقل .. يقرأ ما وراء الخبر