الرئيسية - تقارير - كيف حوّل الحوثيون قتلاهم الى أداة لتعزيز حضورهم الطائفي في المجتمع؟! (تقرير خاص)

كيف حوّل الحوثيون قتلاهم الى أداة لتعزيز حضورهم الطائفي في المجتمع؟! (تقرير خاص)

الساعة 05:17 مساءً (هنا عدن : خاص )

 

العاصمة أونلاين - خاص



تواصل مليشيا الحوثية الانقلابية، فعاليتها السنوية، والتي تطلق عليها، بما يُسمى بـ"اسبوع الشهيد"، حيث تم تنظيم هذه الفعالية الطائفية، في مختلف المحافظات الخاضغة لسيطرة الحوثيون.

وعمدت مليشيا الحوثي الى تكريس ثقافة القتل، وتمجيدة، وغرسه في نفوس الأجيال والشباب، سعيا منها لاستقطاب أكبر عدد منهم الى جبهات القتال، حيث تزامنت هذه الاحتفائية، مع الحملة التي أطلقتها المليشيا مطلع الشهر المنصرم، والمتمثلة بحملة التجنيد الإجباري، التي لا تزال المليشيا مستمرة في تنفيذها في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وبحسب مراقبين، فان هذه الحملة، وهذه الاحتفائية المسماه باسبوع الشهيد، بقدر ما تهدف الى محاولة كسب مقاتلين جدد، لدعم المليشيا في مختلف المحافظات؛ إلا أنها كشفت الخسائر الكبيرة التي تلقتها المليشيا، والمأساة التي ارتكبتها بحق عشرات الألأف من اليمنيين، الذين زجت بهم هذه المليشيا في أتون حرب، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

حيث كشف معارض الصور التي اقامتها مليشيا الحوثي، بمناسبة ما أسمتها بالذكرى السنوية للشهيد، والتي اعتادت مليشيا الحوثي على اقامتها خلال السنوات الأخيرة، للتذكير بقتلاها في مختلف الحروب التي شنتها على الدولة منذ 2013 وحتى اليوم، عن حجم المأساة التي ارتكبتها بحق اليمن واليمنيين، منذ 2004 وحتى اليوم.
 
وبيّن معرض واحد للصور، اقامته المليشيا الحوثية، في العاصمة صنعاء، مصرع الالاف من المليشيا ومناصريها خلال الحرب المستمرة للعام الرابع على التوالي، والتي تشنها المليشيا الانقلابية على المواطنين في عدد من المحافظات، وتميط اللثام عن الجريمة التي ارتكبتها المليشيا الانقلابية بحق اليمنيين، الذين دفعت بهم المليشيا الى محارق الموت، وبحسب مصادر اعلامية، فقد أكدت قيام الحوثيين بإنشاء عشرات المقابر الجديدة خلال الأسابيع القليلة الماضية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها؛ بسبب ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المليشيا، في ظل التصعيد العسكري الكبير من قبل الجيش الوطني في عدد من الجبهات، 

توجيهات الزامية

في الـ 24 من يناير المنصرم، وجه وزير التربية والتعليم في حكومة مليشيات الحوثي، يحي بدر الدين الحوثي تعميمًا بالاحتفاء بما سمي "يوم الشهيد" الذي ابتكرت مناسبته مليشيا الحوثي وتحتفل به كل عام، حيث وجه التعميم الى كل من أمين العاصمة صنعاء، ومحافظي المحافظات ومدراء مكاتب التربية والتعليم في الأمانة والمحافظات طالب فيه بإحياء المناسبة وإبراز ما وصفها بمظلومية الشعب اليمني.
 
ووفقا للتعميم فقد وجه القيادي الحوثي بإقامة الندوات الفكرية حول "ذكرى الشهيد" في المدارس الحكومية والأهلية، وتفعيل دور الاذاعات المدرسية للحديث عن المناسبة، وتخصيص محتوى المجلات الحائطية للحديث عنها، ويقصد بالشهداء، القتلى الذين تم تجنيدهم وسقطوا في المواجهات مع الجيش الوطني والتحالف العربي طوال المعارك الدائرة منذ العام 2015م.
 
ويرى مراقبون، ان هذه التحركات تأتي في سياق غسيل الأدمغة التي تواصلها الجماعة الحوثية في أوساط طلاب المدارس، وبعد حملات تجنيد مكثفة للعديد منهم بشكل إجباري.

محاولات بائسة

ووفقا لمراقبين، فان مليشيا الحوثي تعمد الى اقامة مثل هذه الفعالية الطائفية، الى تحسين صورتها التي باتت مرسومة في أذهان الجميع، انها جماعة قتل وتدمير، تسوق الأطفال والشباب الى المقابر لتنفيذ مشروعها الطائفي فقط.

وفي هذا الصدد، يرى الصحفي والمحلل السياسي، عدنان هاشم، أن المليشيا الحوثي تسعى من خلال هذه الفعاليات الى "تحسين الصورة النمطية المعروفة بخذلان مقاتليها الذين يذهبون ضحية حربها ضد اليمنيين".

وأوضح في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، أن المليشيا تنطلق من تنظيم هذه الفعاليات بشكل سنوي، من منطلق طائفي بحث يعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي بين الناس. وقال "تنبعث ثقافة هذا الأسبوع من شن حملات طائفية تروج لفكر الجماعة من أجل كسب ولاء جديد من الناس والمواطنين والقبائل وتبرير صبغتهم الطائفية بكون الجماعة قدمت آلاف القتلى من أجل حرية الطائفة والزامها".

ودعا عدنان هاشم الحكومة والمنظمات الحقوقية، الى رصد الانتهاكات التي تقوم بها مليشي الحوثي، ضد أطفال وأبناء اليمن. وقال "ينبغي على الحكومة والمنظمة العمل من أجل رصد انتهاكات الجماعة بشكل سليم دون تجاهل أثر التعبئة الخاطئة للجماعة في الناس".

تجميل المأساة

هكذا يصف الصحفي محمد الأحمدى، ما تقوم به المليشيا الحوثية من تمجيد لثقافة القتل عبر تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تدعوا لتمجيد ثقافة الموت في نفوس الشباب والأطفال، لتعمل على تقديم مزيد من الشباب والزج بهم في جبهات القتال المختلفة.

وأكد الأحمدي في حديث لــ"العاصمة أونلاين"، أن ما يسمى بـ"اسبوع الشهيد"، انما هو واحد من العناوين التي يحاول فيها الحوثيون تجميل الماساة، والجراح التي أدخلوها إلى الكثير من القرى اليمنية، بإشاعة ثقافة الموت والقتل".

وأضاف، "في الحقيقة أن هؤلاء القتلى ضحايا يمنيون، جرى غسل دماغهم من قبل هذه الجماعة، التي تسوقهم إلى المحارق ثم لا تعود بهم إلا أشلاءً وصوراً ملونة بالأخضر". وجدد تأكيده ان ما تقوم به المليشيا الحوثية من خلال هذه الفعاليات الطائفية "إنه واحد من صور المأساة التي نعيشها في اليمن".

وسيلة للنهب

وبعيدا عما تقوم به المليشيا الحوثية، من استغلال هذه الفعاليات الطائفية في محاولة استقطاب اكبر شريحة من الشباب والطلاب الى محارق الموت، فانها تعمل جاهدة على استغلال هذه الفعاليات في استخدام موارد الدولة، ونهب المواطنين وابتزازهم بقوة السلاح، لفرض جبايات لتمويل اقامة مثل هذه الفعاليات.

وفي الوقت الذي يموت فيه الملايين من اليمنين جوعا، خصوصا مع انقطاع مرتبات الموظفين مدنيين وعسكريين، تقوم المليشيا بنهب موارد الدولة، لاقامة مثل هذه الفعاليات، التي تعمل على تعميق مأساة اليمنيين وتمزيق النسيج الاجتماعي فقط.
http://alasimahonline.com/international/3349#.WnJbqa4jTIX