الرئيسية - أخبار محلية - وزير الخارجية يشارك في حفل اطلاق المشروع السعودي"مسام"لنزع الالغام في بلادنا

وزير الخارجية يشارك في حفل اطلاق المشروع السعودي"مسام"لنزع الالغام في بلادنا

الساعة 03:26 مساءً (هناعدن: متابعات )
شارك وزير الخارجية خالد حسين اليماني ،اليوم، في حفل إطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام في بلادنا (مسام) الذي نظمه مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة السعودية الرياض.
 
ويستهدف المشروع الذي يستمر لمدة عام وينفذه مركز الملك سلمان للاغاثة وبدعم وتمويل من الحكومة السعودية الشقيقة، الى نزع الالغام التي زرعتها المليشيا الحوثية في مختلف محافظات الجمهورية.
 
وقال وزير الخارجية "لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة انسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الانساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع".
 
واضاف الوزير اليماني" لقد أمعن الإنقلابيون بالتنكيل بالشعب اليمني لخلق معاناة حقيقية وكارثة إنسانية من خلال الاستيلاء على موارد الدولة وعائدات الضرائب وحرمان موظفي الدولة من الرواتب، وإنشاء مؤسسات اقتصادية موازية لنهب مقدرات البلد وفرض جبايات غير قانونية من خلال إنشاء مراكز جمركية إضافية غير مشروعة في مداخل المدن الرئيسية، وخلق سوق سوداء للوقود لمضاعفة معاناة المواطنين والاستمرار في تدمير النظام الصحي والنظام التعليمي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وحصار المدن والقرى والقصف العشوائي على المناطق السكنية وتنفيذ الاعتقالات التعسفية والخطف والاخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، ورفض كل مبادرات السلام".
 
واكد إن زراعة الألغام هي احدى الوسائل التي انتهجتها المليشيا الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته وهي من الانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية اوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الالغام المضادة للافراد، ومع ذلك فقد ابتكرت المليشيا الانقلابية طرقا جديدة لاستخدام الالغام المضادة للمركبات وتحويل استخدامها ضد الافراد وذلك بغرض احداث أكبر قدر من الضحايا والذين هم في الغالب من المدنيين الأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من ذلك. 
 
واشار الى ان المليشيا الانقلابية ابتكرت الغام متفجرة فردية ومموهة وارتجالية (IED)متنوعة الاغراض والأهداف بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة اجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017) والبعض الأخر تم تطويرها في اليمن عن طريق خبراء ايرانيين، حيث تأخذ أشكال وألوان وأحجام مختلفة مطابقة لطبيعة الارض والمكان الذي تزرع فيه مما يؤدي إلى صعوبة اكتشافها وتميزها عن محيطها ومنها ما هو على شكل صخور مختلفة الأحجام والأشكال أو على شكل مواد بناء في المناطق السكنية التي وصلوا إليها تاركين خلفهم كميات عشوائية كبيرة في مناطق سكنية وداخل منازل المواطنين وفي الطرقات ومداخل المدن والمزارع، وكذا ألغام بحرية في الشواطئ والسواحل، فقد أشار تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 إلى تطابق تلك الألغام البحرية مع الألغام الأيرانية وأنها تشكل خطراً على النقل البحري التجاري وخطوط الملاحة البحرية ويمكن أن يظل تهديد هذه الالغام لمدة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات. 
 
واوضح اليماني بان الإحصائيات الأولية تشير إلى أن المليشيا الحوثية زرعت حوالي مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، حيث قام البرنامج الوطني للتعامل مع الالغام منذ بداية العام الحالي 2018 فقط بنزع أكثر من 282319 ما بين ألغام وعبوات ومخلفات الحرب..لافتاً الى ان الارقام بضحايا الألغام خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2018 تشير إلى سقوط أكثر من 1194 قتيل و2287 مصاب نتيجة الألغام معظمهم من المدنيين بينهم أكثر من 216 طفلا و72 إمرأة وتتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية.
 
ونوه وزير الخارجية إن انتهاج الحوثيين لزراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط يشكل تحدي لمستقبل اليمن كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعا، فقد نحتاج إلى عشرات السنين لانتزاعها ولن يكون بمقدور المزارعين العودة لزراعة أرضهم ولن يتمكن الرعاة من رعي ماشيتهم وسيواجه الصيادون مخاطر الألغام البحرية، حيث أن بقاء تلك الالغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصا من الأطفال والنساء، وفي أضرار بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقا أمام التنمية. كما أن الألغام البحرية قد تشكل خطرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلا وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيا الحوثية.
 
واعتبر وزير الخارجية إن إعلان مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية،اليوم، عن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني..مؤكداً ان الحكومة اليمنية ومن خلال الجهات المعنية ستعمل معا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المرسومة.
 
وقال اليماني "إن مشروع(مسام)هو الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء لمركز الملك سلمان تجاه الشعب اليمني منذ تأسيس المركز في العام 2015 والذي خصص في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة".
 
وعبر وزير الخارجية عن شكر وتقدير الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما قدموه ويقدموه لليمن منذ الانقلاب المشئوم على السلطة الشرعية،كما عبر عن شكره للمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الدكتور عبدالله الربيعة ،على اطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن. 
 
ودعا اليماني المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الامم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة وبصورة خاصة مسح الالغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر،كما دعا المجتمع الدولي لإدانة المليشيا الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الالغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.
 
واكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة الدكتور عبدالله الربيعة ان دعم الشعب اليمني في مقدمة ا?ولويات المملكة عبر عقود من الزمن، والتي تأتي تا?كيدا على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني..مشيراً الى ان المركز قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن والذي تمثّل في تقديم (262) مشروعاً، تعدّت كلفتها الإجمالية مليار و600 مليون دولار ا?مريكي، توزعت على مشاريع الأمن الغذاي?ي، والصحي، والإيواي?ي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، وما يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية.
 
وقال الربيعة "امتدادًا لهذا التاريخ المُضيء للمملكة العربية السعودية، نتقدم اليوم بمبادرة ا?نسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية، تتمثل في "المشروع السعودي لنزع الألغام" (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بكافة ا?شكالها وصورها التي زرعتها الميليشيا بطرق عشواي?ية في الأراضي اليمنية وخصوصاً محافظات ما?رب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع ا?يضاً ا?لى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على الما?سي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسو?ولية على المدى الطويل".
 
واضاف" ان المليشيا الانقلابية تقوم بتدمير البنية التحتية بالإضافة ا?لى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشواي?ية غير مسبوقة في ا?ماكن تستهدف المدنيين العُزل، مما تتسبب في ا?صابات مستديمة وخساي?ر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من ا?عمال مهدّدة للأمن
والحياة".
 
واشار الى انه تم حتى الآن حصر ما تعداده ا?كثر من ??? ا?لف لغماً في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة ا?لى ??? ا?لف لغماً بحرياً مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و?? ا?لف لغماً في محافظة ما?رب، و?? ا?لف لغماً في جزيرة ميون..لافتاً الى انه بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام ????م، وحتى شهر ديسمبر لعام ????م، فقد تم تسجيل ما مجموعه ???? قتيلاً، وا?صابات جراء ما تم زراعته من ا?لغام لأكثر من ثلاثة ا?لآف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت با?عاقات داي?مة وكلية لأكثر من ??? شخصاً. 
 
وذكر الربعية ان مركز الأطراف الصناعية بمحافظة ما?رب المشغل من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية قام بتركيب ??? طرفاً صناعياً لأكثر من ??? ضحية تعرضت لبتر با?حد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياه، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون ا?غلب ضحاياها. وقد قام المركز بتوفير العلاج والتا?هيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت ا?عماهم ما بين ?? و?? عاماً.
 
من جانبه اكد الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف ،إن الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطراً كبيراً وصعباً وتتسبب في بتر الأطراف وقد تحرم شخصاً من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها وفي كل الحالات فإن الألغام وبدون شك سبب في المآسي والأحزان..مشيراً الى ان المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة ساهمت مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام. 
 
وقال فلاديمير كوفشينهوف "نجتمع اليوم من أجل قضية لا تقل أهمية وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسوريا والعراق".
 
وقال "إن تعاوننا مع مركز الملك سلمان للإغاثة يتفوق على تاريخنا المشترك وفي الحقيقة ساهم المركز بشكل كبير في استدامة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية ونحن نتطلع لاستمرار العمل عن كثب في المستقبل مع مركزكم الموقر وأنا على أكمل ثقة بأن توثيق سبل تعاوننا سيقودنا نحو تحقيق اهدافنا المشتركة في مجال حماية المجتمعات والأراضي من الكوارث".
 
واكد فلاديمير كوفشينهوف استعداد المنظمة الدولية للحماية المدنية للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام..معبراً عن شكره للمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة ومنسوبي المركز الملك على دعوتهم له وللوفد المرافق. 
 
وفي ختام الفعالية شارك وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي الذي نظمه مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الى جانب المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة ووزير حقوق الانسان محمد عسكر لهدف لاطلاع وسائل الإعلام المحلية والدولية حول أهداف وجدوى مشروع نزع الالغام (سام) والمخاطر التي تمثلها الألغام على مستقبل التنمية في اليمن والملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر