الرئيسية - عربي ودولي - مغامرة إيران على يد الحوثيين في البحر الأحمر

مغامرة إيران على يد الحوثيين في البحر الأحمر

الساعة 03:12 مساءً (هناعدن: خاص)

أعلنت المملكة العربية السعوية وقف شاحناتها النفطية عبر باب المندب والبحر الأحمر اثر تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجمة يرجح انها حوثية. 

هذه الإعلان هو ثاني اهم حدث في هذه المنطقة بعد اعلان عاصفة الحزم فالاولى دشنت تدخلا اقليميا في منطقة غير مستقرة تدور فيها حرب أهلية طاحنة  والثاني يعكس  احدى تاثيرات الحرب على صعيد الاقتصاد العالمي التي دشنها الحوثيون في اليمن في العام ????. 



وتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب امر وارد في اطار الحرب الدائرة وسبق للحوثيين ان لوحوا به مرارا كما سبق لهم وان استهدفوا قطع بحرية تابعة لدول التحالف العربي. وكانت أمريكا قد استشعرت الخطر الحوثي على البحر الأحمر وقصفت بطارية ردار تابعة للحوثيين فيما مضى. 
لكن الجديد في الامر هو اولا تزامن استهداف ناقلات نفط مع نشر ايران تهديدات خاصة بالمضايق وحركة نقل النفط كرد على العقوبات التي ستنزل عليها. 

ويبدو ان الإيرانيين يأكلون الفوم بافواه الحوثيين او الجماعات العربية التابعة لها. فالاولى ان تغلق ايران مضيق هرمز وتنفذ تهديداتها القديمة لكنها وجدت في الحوثيين اداة تنفيذ بلا عقل ولا تعي عواقب ما تفعل بنفسها وباليمن. 
ثانيا ان الاستهداف الحوثي بلغ هدفا اقتصاديا ولم يقتصر على هدف عسكري وهذا امر موجع للاقتصاد السعودي ونتيجة مخيبة للتدخل العسكري للتحالف الذي لم يتمكن من تحييد الخطر الحوثي على الممر المائي الاستراتيجية لدول التحالف بعد اكثر من ثلاثة اعوام من التدخل. 

ورغم تعدد الهجمات والاعتداءات الحوثية في البحر الا ان الأوساط الأمنية الغربية لم تكن تبت في ان الحوثيين هم الجهة المنفذة وكانت تترك الامر مبهما. علما ان الخطر الحوثي يقع في منطقة تمثل ???? من إجمال حركة التجارة العالمية وهذا يستدعي حساسية مفرطة تجاه هذا الخطر ولكنه ايضا خطر في منطقة تعد من اكثر المناطق ذات الحضور العسكري البحري والبري بسبب الارهاب وايضاً اعمال القرصنة ي خليج عدن والمحيط الهندي. وعمليا البحر الأحمر لا ينفصل استراتيجيا عن خليج عدن والمحيط الهندي. وهناك حضور عسكري دولي في هذه المنطق سواء في البحر كما هي القوات المشتركة ??? ،???، ??? التي تتخذ من البحرين قاعة عملياتية لها بالاضافة الى القواعد العسكرية الدولية في جيبوتي والصومال واريتريا. 

اقتصار الاستهداف الحوثي على قطع دول التحالف حيد ردود الفعل الدولية باعتبار الاستهداف يندرج ضمن ميكانزمات الحرب الدائرة في اليمن. 

والرسالة المزدوجة من استهداف ناقلة نفط هو ان الحوثي يملك يدا موجعة سيستخدمها في حق السعودية او دول التحالف لكنه ايضا قادر على ايذاء المجتمع الدولي وهذه مغامرة خطيرة متهورة لا تستخدمها الا ايران وفق حسابات دقيقة ويبدو انها استخدمتها الان ولكن على يد الحوثيين واي رد فعل سيعود مباشرة الى الحوثيين اولا باعتبارهم الاداة المباشرة. 

الا ان الجزء الاخر من الرسالة يتعلق بمعركة الحديدة وتنقلات المبعوث الاممي. وكما هو الحال مع ولد الشيخ الذي كان الحوثيون يتعمدون الاساءة اليه وتنفيذ ضربات صاروخية على السعودية وهو حاضر بينهم ها هم يفعلون الامر عينه مع المبعوث الجديد في تحد صارخ وافشال لجهوده ويرفضون اي مبادرة. انهم يشدون وتر القوس على الاخر وقد يكون المنزع الأخير الذي سينعكس عليهم وينتهي التدليل الدولي لهذه الجماعة الغاصبة للحكم والتي ما يزال ينظر اليها من منظور الأقلية التي يجب ان تراعي في اي صيغة سياسية مستقبلية ما يمنحها افضلية تعالج مظلومتيها وهذا هو تصور فعلي في الغرب للحوثيين. 

يستهدف الحوثيون دول التحالف كتحاذق على المجتمع الدولي باعتباره غير مستهدف. الا هذه الألعوبة لن تدوم طويلا وان كانت قد أتت أكلها محليا منذ ???? وبكثافة منذ ????. فأمن البحار مسألة حساسة والأضرار به لا يقتصر محليا ولا اقليميا ولهذا قد يأتي الرد الدولي بأكثر من المتوقع. اذا ان المكان يغص بالقطع البحرية الدولية كما أسلفنا وهي على اهبة الاستعداد لخوض معركة قصيرة لكسر عظام الى جانب التحالف الذي سيتكفل بريا بازالة الخطر وان كان الى حد اللحظة لم يثبت نجاحا كبيرا ولأسباب عديدة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي. 

تأمين البحر الأحمر من طرف اليمن لا يتم عبر جماعة مارقة ولكن من خلال دولة تحترم التزاماتها الدولية وتسهم في حماية التجارة العالمية وحماية مصالحها ومصالح شركاءها ولهذا لا بد من ازاحة الخطر الحوثي من الساحل مرحليا وصولا الى ازالته من الارض اليمنية.

مصطفى الجبزي