اكدت مصادر متطابقة ان مليشات الانتقالي قاموا بالبسط على مساحات من مقابراليهود في مدينة المعلا دكة بمحافظة عدن مستقوين باليات وأطقم امارتية حيث فتحتشهيتهم لموقع المقبرة في دكة المعلا وعلى محاذاة الشارع العام حيث تم طمس وأزالت كلمعالم القبور والبناء عليها عشوائياً وهو ما لقي استنكارا واسع
وقال رئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية الصحفي انيس منصور الصبيحي انما حصل يعتبر جريمة مرفوضة تحتاج تحرك لوزارة الاوقاف اليمنية حيث ان ما حصليعتبر تعدي على حرمة المقابر وان ديننا الحنيف يدعوا لاحترام مقابر اليهود والنصارى
واستهجن منصور تلك التصرفات الخطيرة التي تمس مقابر اليهود
وتعرضت مقابر اليهود في محافظة عدن خلال الفترات الماضية للنبش والاعتداءاتالمتكررة بتغيير معالم بعض القبور وازاله معالمها والاسماء المكتوبة باللغة العبرية
الجدير بالذكر في ان اليهود سكنوا في عدن واليمن منذ الآلاف السنين، حيث كانوايشكلون في المقام الأول أصحاب حرف وبعد الاحتلال البريطاني لعدن عام
أصبحت عدن مكان لتجمعهم.
وخلال الحرب العالمية الثانية توافد الكثير من يهود اليمن وبأعداد كبيرة إلى مستعمرةعدن في طريقهم إلى فلسطين، حيث وضعوا في مخيمات للاجئين، كان ذلك في المقامالأول من أجل سلامتهم. في أعقاب إعلان الأمم المتحدة بإنشاء دولة يهودية في عام 1947،كانت هناك أعمال شغب كبيرة في مدينة عدن، حيث قتل مالا يقل عن 70 يهودي وتم حرقونهب جزء كبير من الحي اليهودي. بعد تزايد المشاعر المعادية ضد اليهود في المدينةحاول الكثير منهم المغادرة. هذا ما تبين من عدد السكان المتناقص حيث بلغ 4,500 في عام1947 إلى أقل من 500 في عام 1963.
كان هناك أكثر من عشرة معابد يهودية في عدن, وأكبرهم كان (Magen (Avraham أينجمة أفراهام, ومعروف أيضا (The Great Synagogue) أي المعبد الكبير, والذي تم بناءهعلى موقع سابق لمعبد يهودي يعود تأريخه للعام 1856م, وكان موقعه في شارع السبيل, وتم هدمه مثل الكثير من المعالم التاريخية التي تم طمسها بعد عام 1994م. وكان هذاالمعبد يعتبر واحدا من أروع المعابد في العالم, ويسع لألف شخص, كان معظم الرجاليأتون للصلاة يوميا ولكن في يوم السبت يحضر الجميع للتعبد, نظراً لأن هذا المعبد كانيعتبر نقطة التجمع المحورية للمجتمع اليهودي. وفي يوم السبت لم تكن هناك حركةسيارات تُشاهد في المربع اليهودي, ولم تكن هناك أية محلات تجارية لليهود تُفتح فيكريتر أو في التواهي (.(Steamer Point كان من ضمن الأشياء المرافقة للمعبد, (Beth Hamedrash) أي بيت الدراسة, وكان فيها أول مطبعة يهودية فريدة من نوعها والتيأسسها (مناحيم عواد, (Mnachem Awaad في العام 1891م, حيث كانت معظم البطاقاتالبريدية تُطبع في مطبعته, وكان مع طباعته لتلك البطائق يضع أسمه عليها كحق للناشروالتعريف بمطبعته.
مدرسة شُليم اليهودية للفتيات:
قبل العام 1929م, لم تكن هُناك مدراس يهودية للفتيات, حيث أن العديد من الفتيات كانوايدرسون في مدرسة الرهبنة للكاهن الصالح, وكانت هذه المدرسة حتى وقت متأخر منالعام 1960م, هي المدرسة المفضلة للكثير من الفتيات وأهاليهم. وفي العام 1929م, أسسالرئيس الرابع للجالية اليهودية, شُليم مناحيم موشيه هذه المدرسة, لتكون المدرسةالوحيدة المتخصصة لتعليم فتيات المجتمع اليهودي, وكانت تعرف سابقاً بمدرسة جنةشالوم اليهودية للفتيات, وكان موقعها بجانب مدرسة الملك جورج الخامس اليهوديةللأولاد في الطرف الشرقي من مبنى البنك الشرقي ((Eastern Bank في شارع أروى فيكريتر, وتعرضت كغيرها من الممتلكات اليهودية لأضرار جسيمة في أعمال الشغب التيحصلت ضد اليهود في العام 1947م. كان مستوى التعليم فيها على مستوى محدود, لذاكانت الأسر الثرية ترسل أطفالها إلى المدارس الحكومية مع مدرسين عرب, أو إلى مدارسخاصة, أو إلى الهند. أُغلقت المدرسة في العام 1966م, عندما أصبح عدد المجتمع اليهوديمحدوداً وغير قادر على دعم هذه المدرسة.
مدرسة الملك جورج الخامس اليهودية للأولاد:
في ديسمبر العام 1907م, تلقى المقيم السياسي في عدن رسالة من الرابطة البريطانيةاليهودية في لندن مفادها, بأنه تم الاقتراح على أنشاء مدرسة يهودية في عدن, وكانتالرابطة قد كتبت قبلها إلى الرئيس الثالث للجالية اليهودية (يهودا مناحيم موشيه)يستفسرون عن تكاليف التشغيل للمدرسة التي يمكن للجالية اليهودية أن تقدمها. وقدكان يهودا نشطاً في العامين الماضين لإنشاء مدرسة يهودية في كريتر, ولكن المشكلةكانت هي أيجاد موقع مناسب يكون بالقرب من الحي اليهودي, وإلا لن تأخذ الأمهاتأبنائها إلى المدرسة, وكان أقرب موقع هو بالقرب من المسلخ القديم في كريتر.
وكان المقترح الأخر الذي قدمه يهودا هو, على موقع المراحيض العامة والتي كان يجبتحويلها إلى مكان أخر, لأنها للأسف كانت تقع في الطريق المؤدي إلى خزانات الطويلة, حيث كان على الزوار من العائلات المالكة, والأثرياء المرور من نفس الطريق وهم ذاهبونلمشاهدة المعالم السياحية. ومن المُعوقات أيضاً أن السلطات الحكومية لم تكن مقتنعة بأنالمدرسة ستكون قابلة للاستمرار مالياً من دعم يهودا فقط, حيث سيكون هناك نقص كبيرفي الدخل. وكان لابد الخروج من المأزق الذي وقع فيه يهودا. وفي العام 1911م, أستطاعيهودا أن يضمن بأن يفي بجميع النفقات, حيث أستطاع توفير مبلغ وقدره 25,000 ألفروبية لشراء أو تأجير سوق شعبي ومن دخله سوف يغطي تكاليف المدرسة. كان هدفيهودا الأساسي من أنشاء المدرسة هو, تدريس التعاليم الدينية اليهودية إلى جانبالدروس الأخرى باللغة العبرية.
وعلى الرغم أن السلطات لم تكن مقتنعة من ناحية الضمانات التي قدمها يهودا, ولمتقبلها رسميا, إلا أن يهودا أستطاع في الأخير ببناء المدرسة بمجهوده الشخصي. وفيليلة عيد الميلاد في العام 1912م, بعث يهودا برسالة إلى المقيم السياسي يخبره فيها بأنهقام ببناء المدرسة لأحياء ذكرى زيارة صاحب الجلالة الملك جورج الخامس لعدن فينوفمبر1911م, وبأنه يسعى للحصول على الموافقة بتسميتها مدرسة الملك جورجالخامس, وكان ذلك هو المخرج للدعم الحكومي, حيث منحته أدارة بومباي الأذن فيمارس 1913م. وتظهر الخرائط الهيكلية لمدرسة جورج الخامس بأن موقعها مجاور لمدرسةالسيلة Residency School)). وفي مارس من العام 1920م, قام الميجر ميك (Major (Meek مساعد المقيم السياسي في عدن, والمسئول عن جميع مدارس عدن بجولة تفتيشيةللمدرسة, ووجد في سجل المدرسة مائتان وخمسون طالبا من الفتيان يدرسون في تلكالمدرسة, حيث أن تسعون منهم لا يدفعون أية رسوم.
كانت المدرسة تُدرس جميع المواد للأولاد الذين هم مابين سن الخامسة و الثالثة عشرةباللغة العبرية, وكنت أغلبها في التعاليم الدينية, ولم يكن تدرس فيها اللغة العربية, ولاحتى الحروف الأبجدية. وجد الميجر ميك منظر المدرسة في جوهرها من الطراز القديم, مععدم بدل المجتمع اليهودي أي جهد للدمج في المجتمع العربي أو التحديث, حيث كانتعقليتهم تتركز في حماية مجتمعهم فقط. كان يهود اليمن مكبوحين, ومحتقرين, لألفوثلاثمائة عام, وتقاسم يهود عدن نفس المصير, وحيث أن الأخير أي يهود عدن, ولكن بعدفترة وجيزة صار اليهود مدموجين مع المجتمع العربي وعاشوا أفضل فترة ذهبية فيالسنوات العشرون الأخيرة من حكم الإدارة البريطانية في عدن.
وفي العام 1921م, تمت الموافقة على طلب اليهود لفتح مدرسة يهودية أخرى, وفي الواقعكان ذلك أعادة فتح مدرسة سابقة التي بناها موري سليمان جمال في العام 1913م, والتيكان يحضرها مئة وواحد من الفتيان وسبعة فتيات, حتى انضمامه إلى موظفي مدرسةالملك جورج عند افتتاحها. وكانت المدرسة السابقة التي بناها موري سليمان جمالعبارة عن هبة, وتضم أربعون تلميذا فقط, حيث كان هو وأبنه المعلمين الوحيدين. وكانتتُقدم تعليم متكامل وليس كمدرسة الملك جورج التي كانت الدراسة فيها محدودة ومركزةعلى المستوى الأساسي فقط. وإلى جانب مدرسة موري في العام 1920م, كانت هناكخمس مدارس صغيرة غير رسمية, كانت تُدار من بيوت خاصة. أستدل الميجر ميك بأنهناك البعض من المجتمع اليهودي ممن يرغبون بتطوير طريقة معيشتهم, ولهذا السببلاحظ بأن هناك اتجاه متزايد من قبل يهود عدن للعثور على زوجة من فلسطين وليس منعدن
كانت هناك عدة مقابر يهودية موجودة في مدينة عدن, وكانت أقدم وأول مقبرة موجودةتقع في كريتر بجانب السوق البلدي في المنطقة التي تُعرف بالحفيرة وموقعها تحتشرطة كريتر. ولكن عندما قررت الحكومة رصف شوارع عدن في الخمسينات, طلبالمهندسون تربة من نوع خاص لتعبيد الشوارع وكانت هذه التربة موجودة في ذلكالموقع, وبعد الاستئذان من مسئولي الجالية اليهودية تم هدم تلك المقبرة وأخذ التربةمنها بعد حفر الموقع لذا باتت معروفة لدينا بالحفيرة, وتم نقل المقبرة إلى موقعها الجديدفي المعلا ولازالت موجودة هُناك. كما أنه كانت هناك أضرحة تُشير إلى وجود مقابريهودية في مواقع متفرقة في عدن, مثال منطقة حقات وغيرها من المواقع.