كشفت حملة إلكترونية حجم عمليات التلاعب في الشهادات العليا، وحصول العشرات من النخب السياسية والإعلامية والاجتماعية في اليمن، على شهادات ”الدكتوراه“ من جامعات وهمية.
ونشر الناشط اليمني عبد الواحد العوبلي عبر منصات التواصل الاجتماعي العشرات من الصور والوثائق التي تشير إلى حصول بعض اليمنيين على شهادات ”دكتوراه“ مزيفة وذلك تحت هاشتاغ #هبلوو_حبه_نفر_دكتوراه، ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا من قبل المئات من اليمنيين.
وفي أحد المنشورات قال الناشط العوبلي ”يقولك واحد اسمه ثابت الأحمدي، حصل على شهادة دكتوراه مسلوقة من موقع إنترنت اسمه الأكاديمية الأمريكية الدولية للتعليم العالي والتدريب، مش هنا المشكلة، بدل ما يعمل (د) قدام اسمه ويسكت سكته، إلا يزيد يهدي الشهادة المزور لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان“.
وعلق المدون اليمني نبيل البيضاني، على الحملة بالقول: ”السيد عبدالواحد العوبلي ينبش عش الدبابير بالحديث عن ملف حملة الدكتوراه من المؤسسات المزيفة. هذا ملف مثير؛ لأنه يفضح أشخاصا كثرا نعرفهم ونشاهدهم في المنصات الإعلامية كخبراء نافذين، بعضهم أصدقاء معروفون للأسف“.
وتساءل بالقول: لماذا يتعطش هؤلاء إلى وسم أنفسهم بدرجة علمية هم لم يصلوا لها، وهل الدرجة العلمية تعبر حقا عن المعرفة والمهارة العلمية؟.
وأضاف: ”ليس عيبا أن تكون إنسانا عاديا يقرأ ويتحدث في العلوم، الكثير من المجلات الأكاديمية لا تطلب درجتك العلمية عندما ترسل لهم مقالا.. وبعض كبار الفلاسفة لم يتحصل على درجة علمية أكاديمية، فهم يعرفون أن قيمتهم الحقيقة ليست بمكانتهم الأكاديمية والاجتماعية بقدر ما هي في مقدار المعرفة الحقيقية وقيمة ما يقدمه للبشرية من تأثير وأثر إيجابي“.
مدون يمني يدعى ”إبراهيم“ نشر إعلانا على هيئة دعابة، على غرار إعلانات طالبي الزواج، وكتب: ”ثلاثيني جاد أبحث عن شهادة ماجستير أو دكتوراه عبر تطبيق Zoom“.
أما الناشط المجتمعي علي الفقيه فأشار إلى أن الحملة“ كشفت كما هائلا من الشهادات المزيفة“، وكتب تعليقا على الحملة يقول: ”كم هائل من الشهادات المزيفة، ماجستير ودكتوراه تباع لشخصيات يمنية من مختلف الأحجام، الشهادات والتخصصات حسب الطلب“.
وأضاف ”تكشف هذه الحملة عن عقدة الشعور بأن مكانة الشخص ترتبط بشهادة يمكن أن يحصل عليها ولو كانت وهمية من جامعة لا وجود لها سوى في العالم الافتراضي“. مؤكدا أن هناك ”سماسرة يبيعون شهادات ضحايا يدفعون النقود مقابل توصيل الشهادات إلى المنازل“.
واعتبر المدون اليمني محمود القرشي، أن الأخلاق أهم من الشهادات، وقال: مع حملة التشهير بالشهادات المزيفة، فإني أقول إن المعنى الحقيقي لشهادتك لا يتممه إلا خلقك وتعاملك ورقيك في المجتمع، وأمام طلابك إن كنت أستاذا وهذا أهم موقف، أما أن الشهادة بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه أو حتى ثانوية والأخلاق مافيش فالشهادة اللي معك كمان تعتبر مزيفة، ومزيف أنك تعديت مرحلة التربية التي تحصل عليها قبل التعليم“.