اضطر التلفزيون التونسي لحذف أغنية الفنانة لطيفة العرفاوي “يحيا الشعب”، التي غنتها تأييدا لانقلاب قيس سعيد، بعد الانتقادات الحادة من قبل التونسيين والانقسام الذي تسببت به بين المواطنين.
وكانت لطيفة العرفاوي أهدت قيس سعيد المنقلب، أغنية بُثّت على القناة الأولى، ثم حذفتها القناة بعد الفضيحة والانتقادات الحادة التي وصلتها.
وتعرض الأغنية، التي تم إعدادها على عجل، مشاهد لتونسيين يحتفلون بالقرارات الأخيرة لـ”سعيد”.
كما تتضمن عبارات من قبيل “يحيا الشعب يسقط كل عدو الشعب. تونس الخضرا بلدي الحرا واللي موش عاجبو على برا”، في إشارة لحركة النهضة ورئيسي الحكومة والبرلمان اللذين انقلب عليهما قيس سعيد.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس منذ الأمس وحتى اليوم، هجوم واسع على الفنانة التونسية عبر وسم “لطية العرفاوي”.
واعتبر ناشطون أن أغنية لطيفة يحيا الشعب هي النسخة التونسية من أغنية “تسلم الأيادي” المصرية، التي غناها فنانون مصريون دعما لانقلاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي عندما كان وزيرا للدفاع.
وكتب أحد النشطاء ساخرا:”لطيفة_العرفاوي تقلد أغنية ل المجرم السيسي “تسلم الحيوانات”، يظهر أن “الفنانة” تلحس أقدام قيس آكل الدستور”
ودون محمد الرفرافي:”لِكلّ ثورةٍ نشيدٌ (مَلْحمي)، ولِكلّ انقلابٍ أغنيةٌ (فاست فود).
ويشار إلى أن الأمور في تونس، تعقدت بعد قرارات رئيس البلاد بتجميد البرلمان ورفع حصانة نوابه، وإقالة رئيس الحكومة وشخصيات بارزة بها، والإطاحة بمسؤولين عموميين، وترؤس النيابة العامة.
ورفضت غالبية الأحزاب قرارات “سعيد”، واعتبرها البعض “انقلابا على الدستور”، بينما أيدتها أخرى، معتبرة إياها “تصحيحا للمسار”.
ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضًا ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.
وفي سياق آخر وبعد التقارير التي أشارت إلى تورّط الإمارات في انقلاب قيس سعيد، اعترف الرئيس التونسي بتلقي دعم أمني واقتصادي من دول وصفها بـ”الشقيقة”.
وقال قيس سعيد لدى استقباله محافظ البنك المركزي، وخلال خطبة طويلة على مسامع الأخير، إنه سيأتي الوقت المناسب ليكشف عنها وعن أدوارها.
وقال سعيد: “الحمد لله أن لدينا أشقاء صادقين يقفون معنا في كل المجالات، وخاصة في المجال الأمني والاقتصادي”.
وأضاف قيس سعيد: “ستأتي اللحظة لأعلن عن هذه الوقفة التاريخية لعدد من أشقائنا وأصدقائنا”.
وكان موقع Middle East Eye قال إن مسؤولين أمنيين مصريين تواجدوا في القصر الرئاسي ليلة الإنقلاب ويقدمون المشورة لسعيد طوال الوقت.
وقالت المصادر إن المسؤولين المصريين تلقوا عرضا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبدعم كامل من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وجه راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي المعطل، اتهاماً للإمارات بالوقوف وراء الانقلاب الذي قام به الرئيس قيس سعيد في تونس.
وقال الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس، حسب ما نقل عنه مراسل صحيفة التايمز في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، إن الإمارات مصممة على “إنهاء” الربيع العربي الذي بدأ في تونس عام 2011 وأطاح بديكتاتورها زين العابدين بن علي.
وقال أيضاً إن الإمارات اعتبرت الإسلامية الديمقراطية تهديدا لسلطتها و”أخذت على عاتقها أن فكرة الربيع العربي التي بدأت في تونس يجب أن تموت في تونس”.
وكانت الإمارات من أقوى الداعمين لانقلاب عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013.
وقال الغنوشي إن سيطرة عسكرية على السلطة كما في مصر ليست ممكنة “تونس ليست مصر” و”هناك علاقات مختلفة بين الجيش والحكومة، وحمى الجيش الحرية وصناديق الاقتراع منذ الثورة”.