الرئيسية - أخبار محلية - عاجل ؛ في ظل استمرار انتفاضة عدن … تحذيرات شديد اللهجة من مساعٍ سعودية إماراتية لخداع الجماهير وإنقاذ الانتقالي

عاجل ؛ في ظل استمرار انتفاضة عدن … تحذيرات شديد اللهجة من مساعٍ سعودية إماراتية لخداع الجماهير وإنقاذ الانتقالي

الساعة 11:05 مساءً (هنا عدن / متابعات (يمن للأنباء/ خاص))

"عدن تنتفض"..تحذيرات من مساعٍ سعودية إماراتية لخداع الجماهير وإنقاذ الانتقالي


  
تقارير وتحليلات



تتواصل الاحتجاجات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن، لليوم الخامس على التوالي، رفضًا لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا، وتنديدًا بانهيار الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية.

 

ويأتي استمرار الحراك الشعبي، رغم لجوء مليشيا الانتقالي لإعلان حالة الطوارئ وقمع الاحتجاجات الشعبية بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة آخرين، إضافة إلى شن حملات اختطافات لعشرات المشاركين في الاحتجاج السلمي، ومداهمة منازلهم، واتهامهم بالمندسين. 

 

ورافق الأحداث التي شهدتها عدن، تفاعلات وردود أفعال واسعة للنشطاء والصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاج #عدن_تنتفض، والتي رصدت بعضها وكالة (يمن للأنباء).

 

 

"ثورة جياع"

 

يقول نشطاء إن انتفاضة عدن هي ثورة جياع، وفعل وطني يطالب بإعادة الحياة والخدمات إلى المحافظة التي عطّلها الانتقالي المسيطر عليها، ومن خلفه الإمارات والسعودية، في وقت كان يفترض أن تكون عدن وكل المناطق المحررة من الحوثيين، نموذجًا لحضور الدولة وتوفر الخدمات.

 

الصحفي العدني احمد ماهر، أكد في تغريدة على حسابه بتويتر، أن‏ "ثورة الجياع بدأت في عدن وسوف تتسع الرقعة إلى كافة أنحاء الجمهورية".

 

وقال ماهر: "عندما يتجاوز الدولار الواحد 1100 ريال يمني فنحن أمام كارثة اقتصادية تستدعي ثورة شعبية". مشيرًا إلى أن "الذين خرجوا بشوارع عدن مواطنين بسطاء أرادوا إيصال رسالتهم للحكومة والتحالف والانتقالي بأنهم صبروا كثيراً وإلى هنا يكفي!".

 

القيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، قال في تغريدة: "‏برع برع ياقرود، ثلاث كلمات أطلقها أبناء عدن على من يتحكم في مدينتهم من 2015، وكانت كفيلة بأن تزلزل كيانهم وتعري زيفهم وكذبهم، وتجعل أسيادهم يسعون لإنقاذهم". مضيفًا "وبعد أن سالت الدماء وبلغ الظلم حدًا بعيدًا، يبدأ العد التنازلي لنهايتهم وعودتهم من حيث أتوا"، في إشارة إلى قرب نهاية الانتقالي.

 

فيما حساب "منسقية انتفاضة عدن" في تويتر، غرّد "‏عصابات القرية بالانتقالي فشلوا بالتنمية والمشاريع، واخيرا فشلوا في احتواء الاحتجاجات والاستماع لمطالب ابناء عدن ووجهوا قادة عصاباتهم الميدانيين من الضالع ويافع بقمع واذلال واختطاف ابناء المدينة المسالمة!!".

 

وأضاف: "ولم يكذب ابناء عدن حين سموهم ‎قرود، فالقرد مهمته العبث والتسلق".

 

 

"إعلان حالة الطوارئ.. ارتباك واضح"

 

ومساء الأربعاء الفائت، ظهر رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي (ذراع الإمارات) في خطاب متلفز، أعلن فيه حالة الطوارئ في عموم المدن التي تسيطر عليها مليشياته، كما وجّه قيادة الوحدات العسكرية التابعة له بالجاهزية القتالية، لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.

 

ويؤكد محللون أن لجوء عيدروس الزبيدي لإعلان حالة الطوارئ عقب يومين من الاحتجاجات، يكشف مدى الارتباك في صف الانتقالي، وأنه في مأزق، كما يؤكد أن الشارع العدني قادر على طرد مليشيا الإمارات والضغط لعودة مؤسسات الدولة.

 

من جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي "إن كان هناك من سبب يستوجب أن تعلن ضده حالة الطوارئ، فهو سيطرة مليشيا الانتقالي على عدن وما حولها". مضيفًا "نحن أمام فصيل يشكل أكبر مصدر خطر على السلم الأهلي في المدينة".

 

وأشار إلى أن "طريقة تعامله الصبياني مع المتظاهرين بالأمس واليوم..تكشف عبثية تفكيره، وعجزه عن احتواء الشارع في أبسط امتحان أولي واجهه".

 

الكاتب السياسي السعودي سليمان العقيلي، اعتبر أن "‏ما تشهده ‎عدن من ثورة اجتماعية ضد المجلس الانتقالي لا يبرر لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي اعطاء الاذن باراقة الدماء البريئة وتفجير حرب اهلية".

 

وقال العقيلي إن "ما نراه الآن نتيجة طبيعية لسياسات الاستزلام والتبعية والفئوية، والمماطلة في تطبيق اتفاق الرياض وحرمان الحكومة اليمنية من خدمة شعبها !!".

 

ولفت السياسي السعودي، في تغريدة آخرى، إلى أن الانتقالي "مشروع فتنة وحروب تستولد أخرى".

 

 

"اللجنة الدولية الرباعية وعودة الحكومة"

 

دفعت الاحتجاجات الواسعة في عدن، الللجنة الدولية الرباعية (السعودية، الإمارات، بريطانية، والولايات المتحدة الأمريكية) إلى الإسراع في التأكيد على ضرورة عودة الحكومة اليمنية إلى عدن، والتحرك للعمل على استقرار البلاد اقتصاديًا.

 

وعقب بيان اللجنة الرباعية، قال وكيل وزارة الإعلام مختار الرحبي ‏إن "الحكومة الشرعية ستعود قريبا الى عدن وسيتم إخراج قادة المليشيات الى أبوظبي". مضيفًا "وسيتم دعم الحكومة لتقوم بمهامها التي منعها الانتقالي من القيام بها من توفير الخدمات الأساسية وإعادة الامن والامان وإخراج المليشيات القروية الى خارج مدينة عدن لتنعم عدن بما تستحق في ظل الدولة".

 

فيما رأى الصحفي خليل العمري إن هناك "‏مؤشرات قوية على عودة الحكومة الى ‎عدن، عقب انتفاضة شعبية عمت المدن المحررة من الحوثيين كنتيجة طبيعية لتدهور الخدمات".

 

وأشار إلى أن "التدهور الإقتصادي سبقه صراع سياسي ..عودة حلفاء التحالف الى طاولة الحوار وتخلي الانتقالي عن الوهم المجنون، بداية الطريق لتطبيع الأوضاع في ‎اليمن".

 

 

"محاولة لإنقاذ الانتقالي"

 

لكن مراقبون اعتبروا بيان اللجنة الدولية الرباعية مجرد محاولة لإنقاذ "الانتقالي" من الغضب الشعبي المتصاعد في عدن، دون أي اعتبار لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

 

ويرى الناشط الإعلامي منير المحجري، أن ‏"عجلة ‎السعودية والإمارات لإعادة الحكومة إلى ‎عدن محاولة قذرة لإنقاذ الانتقالي من الطرد الشعبي".

 

وبحسب المحجري، فإن "السعودية والامارات تدركان أنه إن نجحت الهبة الشعبية في طرد احذيتهم فسيكون من السهل طردهم في أي وقت".

 

أما الصحفي والمحلل السياسي فهد سلطان، فكتب قائلًا "‏السعودية في مهمة جديدة وعاجلة لإنقاذ ‎الإمارات وحلفائها في ‎عدن". 

 

وقال سلطان إن السعودية "بقيت تراقب المشهد في عدن لأكثر من ثلاثة سنوات، لم يحمر وجهها من الخجل، وعندما انتفض الناس ضد الواقع البائس والتحرير المغشوش، وشعر الانتقالي بخطر وجودي والإمارات ستخسر، حضرت السعودية وعلى وجه السرعة، جاهزون للوساطات".

 

الأكاديمي الكويتي فائز النشوان، رئيس مركز رؤية للدراسات الكويتية،  قال ‏في تغريدة على حسابه بتويتر "لنستذكر بأن المجلس الإنتقالي عطّل أعمال الحكومة اليمنية بتعمد وطرد مسئوليها من مقار عملهم في عدن وبقية المناطق التي احتلها بتمكين وتوجيه اماراتي".

 

ولفت إلى أن "ما يحدث من انهيار للخدمات العامة في عدن والمحافظات الجنوبية يتحمله أولاً طراطير الإنتقالي وثانياً وثالثاً وعاشراً "الإمارات".

 

 

"لا توقف إلا بتحقيق المطالب"


ويرى الناشط حسين محمد اسماعيل، أن ‏الحل لعودة ‎الهدوء الى محافظة عدن يتمثل بخروج ‎عيدروس الزبيدي وشلال شايع ‎وقيادات الانتقالي إلى أبوظبي، وتنفيذ ‎الشق العسكري من ‎اتفاق الرياض وإنهاء سيطرة مليشيات الانتقالي على ‎مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وعودة الحكومة لتقوم بعملها في ‎توفير الخدمات الأساسية.

 

وبدورهم، يؤكد المحتجون أن الحلول الترقيعية والتخديرية لن تنطلي عليهم، مؤكدين أنهم سيواصلون انتفاضتهم، حتى تحقيق مطالبهم وتعود مؤسسات الدولة، وتُفعّل موارد الدولة، وتتحسن الخدمات والأوضاع الاقتصادية.