كتابات
محمد الثريا
من الواضح أن المسار الجديد الذي تنتظره الأزمة اليمنية اليوم ويرغب المجتمع الدولي بالسير فيه سريعا هو مسار مقايضات الحل المتعددة بدلا من مسار مرجعيات الحل الثلاث .
حاليا تتركز الجهود الأممية حول أولوية تحقيق إتفاق عاجل لوقف إطلاق النار مع الحرص على دفع الأطراف نحو الإنتقال إلى طاولة المفاوضات .. يحدث هذا بالتزامن مع تأكيد مجلس الأمن دعوته للأطراف اليمنية بسرعة الإنخراط في عملية سياسية للحل ودون شروط مسبقة .
ما يعني أننا بالفعل أمام سيناريو المفاوضات السياسية القائمة على مفهوم الحصاد السياسي المنبثق عن معطيي توقف القتال وتأكيد فشل الخيار العسكري .. وهنا يراد للأطراف كما هو واضح أن تتفاوض وفقا لما هو في متناول يديها واقعا .. أي الدخول في سلسلة مقايضات عملية للوصول إلى تفاهمات مبدئية للحل قبل أن يتم تأطير تلك التفاهمات أمميا وتقديمها كمسار جديد للحل ..
لكن يجب أن لاننسى أن بصمة النفوذ الإقليمي وتأثيره ستظل دائما حاضرة في مخيلة الأطراف المحلية المتفاوضة .. وهو ما يجعل فرص نجاح المسار القادم غير مؤكدة وقد يتطلب الأمر حينها مستوى تفاهمات أعلى لضمان مرور أي تسوية مبنثقة عن مسار المقايضات الجديد .
