الرئيسية - تقارير - فتاة القادمة من عدن وعضو فريق التنمية المستدامة بمؤتمر الحوار الوطني تكتب عن عمران بلغة راقية (خواطر و أشجان من محافظة عمران )

فتاة القادمة من عدن وعضو فريق التنمية المستدامة بمؤتمر الحوار الوطني تكتب عن عمران بلغة راقية (خواطر و أشجان من محافظة عمران )

الساعة 01:19 صباحاً



nbsp;

.............
أشجان شريح

في الطريق إلى محافظة عمران راودتني الكثير المشاعر المتناقضة، قلق و توتر، ورغبة في زيارة عالم جديد بالنسبة لي، الواقع إن كل ما كان في ذهني من معلومات عن عمران لم يكن إيجابيا إلى حد كبير.

الصراعات الأهلية و لعلعة الرصاص التي لا تصمت هي كل ما كان يسكن المخيلة من معلومات عن هذه المحافظة التي لا تبعد كثيرا عن صنعاء العاصمة التي نقيم فيها حيث ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

ورغم هذا، كان الذهاب إلى عمران واجبا وطنيا وأخلاقيا لم أكن استطيع الرجوع عنه أو التنصل منه.

كعضوة في فريق التنمية المستدامة وتنفيذا لخطة أعدها الفريق كان لزاما علينا خوض هذه التجربة التي ظننا أنها في البدء مخاطرة قبل ان نصل إلى عمران ونكتشف أن الأيام قد أكرمتنا بهذه الفرصة الجميلة التي أتمنى صادقة أن تتكرر.

بالنسبة لفتاة قادمة من عدن لاشك أن زيارة محافظة كعمران تمثل الدخول إلى عالم جديد يتميز بأشياء عديدة، أبرزها أن القلق من المجهول سيظل سيد الموقف.

في الطريق إلى عمران كان العقل الباطن يستعرض كل الاحتمال ويعزز كل المخاوف لكن سرعان ما بدا كل ذلك يتلاشى منذ وصولنا غلى المحطة الأولى لخطه الرحلة .

كانت منطقه قاع البون المنطقة الزراعية بامتياز هي أولى المناطق التي حللنا ضيوفا عليها وفيها حظينا باستقبال من قبل مسؤولي المنطقة وواجهاتها الاجتماعية.

ابرز ما شد انتباهنا في قاع البون هو وعي أبنائها بمشاكل منطقهم وقدرتهم على فهم وتلخيص احتياجاتهم وما يطمحون إليه، ونظرتهم الثاقبة للمستقبل الذي ينشدونه.

ذات المشهد تكرر في كل محطة مرت فيها رحلتنا إلى عمران حيث حرصنا على الالتقاء بمعظم فئات المجتمع في المحافظة.

خلاصة ما خرجنا به من عمران أن المحافظة تعاني إهمالا مروعا وقصورا في عملية التنمية ما ينبغي أن يكون في محافظة لا تبعد كثيرا عن عاصمة الوطن ناهيك عن امتلاكها لمقومات نهوض عديدة أبرزها في قطاعي الزراعة والسياحة.

غادرنا عمران كمنطقة جغرافية لكنها لم تغادر نفوسنا، وكل ما نتمناه هو أن نعود اليها وقد نالت من الاهتمام ما تستحق، وأن يسهم تقريرنا عنها كفريق للتنمية المستدامة في نفض غبار الإهمال الذي يغطي ملامح وجهها البهي الجميل ونالت من الإعمار ما يتوافق مع اسمها.