الرئيسية - تقارير - حقائق علمية حول النشاط "الزلزالي والبركاني" في إثيوبيا وتأثيره على "اليمن"

حقائق علمية حول النشاط "الزلزالي والبركاني" في إثيوبيا وتأثيره على "اليمن"

الساعة 11:29 مساءً

هنا عدن | خاص

مقال مشترك للدكتور "عبدالغني جغمان" والجيولوجي "فهد البراق"



 يناير 2025 

انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل أخبار تهويلية عن زلازل وبراكين في إثيوبيا، وبالتحديد في صدع شرق إفريقيا الذي يقع وسط إثيوبيا، وما قد يُشكّله من مخاطر جسيمة على سد النهضة وحتى على اليمن.

*ما هي الحقيقة العلمية*

في عمل مشترك بين الدكتور الخبير الجيولوجي "عبدالغني جغمان" مع الجيولوجي القدير "فهد البراق" ،ناقشنا بالأدلة العلمية الوضع الجيولوجي والتكتوني للمنطقة، معتمدين على خرائط ومقاطع جيولوجية توضح أن المخاطر على اليمن من هذه الأنشطة قد تكون ضعيفة جدًا، بسبب اختلاف الطبيعة الجيولوجية والتكتونية بين البلدين.

كما استعرضنا الأنشطة الزلزالية التاريخية في المنطقة، مع تقديم تحليل منطقي للمعطيات.

 ابقوا على اطلاع بمعلومات موثوقة بعيدًا عن التهويل الإعلامي. العلم وحده من يُفسّر الظواهر بدقة!

*الخلاصة*

خلصنا إلى نتائج علمية تُثبت محدودية تأثير هذه الأنشطة على اليمن، وقدمنا توصيات مبنية على دراسات جيولوجية دقيقة لضمان الاستعداد لأي تطورات مستقبلية. هنا نورد لكم بعض الملاحظات التي وردت في الورقة وكالتالي:

تكونت جبال اليمن والبراكين المرتبطة بها في نفس الفترة الزمنية لتكوين جبال إثيوبيا، قبل حوالي 30-40 مليون سنة. ومع ذلك، يختلف الوضع الجيولوجي في اليمن عن إثيوبيا نتيجة لوجود صدع شرق إفريقيا وصدوع البحر الاحمر وخليج عدن. منخفض عفر والذي يُعد منطقة نشطة زلزاليًا وبركانيًا حديثة، لا يمكن مقارنتها بالوضع الجيولوجي في اليمن بسبب الاختلافات التكتونية والجيولوجية.

يُعد منخفض عفر نقطة البداية لصدع شرق إفريقيا وأخفض منطقة في الإقليم. تحدث الزلازل والبراكين فيه بمعدل أعلى مما يحدث في المناطق البركانية الأخرى، مثل هضبة اليمن وإثيوبيا. هذا يعود إلى ضعف سماكة القشرة القارية في عفر، التي تبلغ حوالي 25 كم، مقارنة بسماكة أكبر (40-45 كم) في اليمن وهضبة إثيوبيا والصومال.

الصفيحة العربية التي تقع عليها اليمن تُوصف بأنها متجانسة الخواص وتتميز باستقرار جيولوجي كبير. لم تشهد اليمن تشوهًا كبيرًا منذ تكوينها، مما يجعل النشاط الزلزالي والبركاني فيها أقل كثافة مقارنة بمنخفض عفر. سماكة القشرة القارية في اليمن (أكثر من 40 كم) تمنحها استقرارًا تكتونيًا أعلى.

يُعزى النشاط البركاني المكثف في منخفض عفر إلى استمرار توسع وتصدع الصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى تكوين شقوق عميقة قد تصل إلى مئات الأمتار. هذا النشاط البركاني يأتي من تدفق المواد المنصهرة من طبقة الوشاح لملء الفراغات الناتجة عن تباعد الصفائح، كما يظهر في مثال شق دباحو.

الأنشطة البركانية في منخفض عفر محكومة بالوضع التكتوني الهش، وهو مختلف تمامًا عن الوضع التكتوني الأكثر استقرارًا في اليمن. هذا يعني أن ما يحدث في عفر لا يمثل خطرًا على اليمن بسبب التباين الجيولوجي والتكتوني بين المنطقتين.

يتوقع الجيولوجيون أن يؤدي التآكل واستمرار تمدد البحر الأحمر إلى اختراق المرتفعات المحيطة بمنخفض عفر، مما يؤدي إلى غمر الوادي بالمياه. في غضون 10 ملايين عام، يُتوقع غمر طول صدع شرق إفريقيا بالكامل (حوالي 6000 كم) لتشكيل حوض محيط جديد بحجم البحر الأحمر الحالي، يفصل الصفيحة الصومالية والقرن الأفريقي عن بقية القارة.

*وكان ضمن التوصيات ما يلي:*

1/ تعزيز الدراسات الجيولوجية الإقليمية:

يُوصى بإجراء دراسات تفصيلية حول التكتونيات الإقليمية لتحديد الفروقات الجيولوجية بين اليمن ومنخفض عفر، مع التركيز على سماكة القشرة القارية واستقرار الصفيحة العربية. مثل هذه الدراسات تُسهم في تحسين الفهم العلمي وتقليل التأثيرات الإعلامية المبالغ فيها.

2/ تطوير أنظمة مراقبة الزلازل والبراكين:

إنشاء أو تعزيز أنظمة الرصد الزلزالي والبركاني في اليمن لرصد أي تغيرات تكتونية قد تؤثر على استقرار المناطق. يُفضل التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية لتبادل البيانات وتعزيز القدرة على التنبؤ بالأنشطة الزلزالية.

3/ استخدام التكنولوجيا الحديثة:

تنفيذ دراسات جيوديسية باستخدام الأقمار الصناعية لإجراء مقارنات مكانية وزمانية دقيقة للأنشطة الزلزالية والبركانية بين اليمن وإثيوبيا. تُتيح هذه الدراسات رصد الفروقات في النشاط التكتوني وتحليلها بشكل أكثر تفصيلًا.

4/ عمل كود زلزالي وبركاني لليمن:

تطوير كود وطني للزلازل والبراكين في اليمن بالاعتماد على الدراسات التاريخية والبيانات الجيوديسية الحديثة. يشمل ذلك حساب اتجاه ومساحات الإزاحة الأفقية والعمودية في المناطق ذات الخطر الزلزالي والبركاني العالي والمتوسط.