الرئيسية - عربي ودولي - امريكا.. أكثر من 63 ألف موظف في قطاع الطيران والنقل والمطارات "يجبرون" على مواصلة العمل دون مرتبات.. "شلل" متزايد في حركة الطيران الأميركي مع تفاقم أزمة "إغلاق الحكومة"

امريكا.. أكثر من 63 ألف موظف في قطاع الطيران والنقل والمطارات "يجبرون" على مواصلة العمل دون مرتبات.. "شلل" متزايد في حركة الطيران الأميركي مع تفاقم أزمة "إغلاق الحكومة"

الساعة 08:20 مساءً



�نا عدن | متابعات
تدخل أزمة إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة مرحلة حرجة جديدة مع تصاعد الضغط على قطاع الطيران المدني الذي بدأ يُظهر مؤشرات واضحة على الإجهاد التشغيلي بسبب النقص في أعداد المراقبين الجويين والعاملين في المطارات. وتشير بيانات حديثة إلى أن آلاف الرحلات الجوية تأثرت بالتأخير أو الإلغاء مع نهاية الأسبوع، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع مع اقتراب موسم السفر في عيد الشكر.

وشهدت مطارات رئيسية، مثل نيوارك ليبرتي قرب نيويورك وبوسطن لوغان وأوستن وناشفيل، تباطؤاً ملحوظاً في حركة الطيران يوم الجمعة نتيجة النقص الحاد في طواقم المراقبة الجوية. وتزامنت هذه التطورات مع اضطرابات مماثلة في مطاري جون كينيدي في نيويورك ودالاس فورت وورث وواشنطن في اليوم السابق، وفقاً لما أوردت بلومبيرغ. وفي واقعة لافتة، حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) المسافرين من احتمال تعليق الهبوط في مطار أورلاندو لفترة وجيزة بسبب عدم توفر مراقبين كافين، قبل أن تعلن لاحقاً تعزيز فرقها مؤقتاً لتفادي التوقف الكامل.

وتثير هذه الاضطرابات قلق المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، إذ حذّر نائب الرئيس جي دي فانس ووزير النقل شون دافي من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى شلل شبه كامل في حركة الطيران خلال موسم عطلة عيد الشكر، الذي يُعدّ من أكثر الفترات ازدحاماً في العام داخل الولايات المتحدة. وقال دافي إن المشكلات المتعلقة بنقص الطواقم عادة لا تتسبب بأكثر من 5% من التأخيرات، لكنّ النسبة قفزت إلى أكثر من 50% في بعض الأيام منذ بداية الإغلاق، ما يعكس الضغط غير المسبوق على النظام الجوي الأميركي.

ويُجبر أكثر من 13 ألف مراقب جوي وقرابة 50 ألف موظف في وكالة أمن النقل (TSA) على مواصلة العمل من دون أجر، ما دفع بعضهم إلى البحث عن وظائف مؤقتة لتغطية نفقاتهم اليومية.

هكذا يُربك إغلاق الحكومة الأميركية البنك المركزي ويشل الإحصاءات

وقد أظهرت بيانات شركة سيريوم (Cirium) المتخصصة في تحليلات الطيران أن معدّل الرحلات المنطلقة في وقتها عند المطارات الثلاثة الكبرى في نيويورك (JFK، لاغوارديا، ونيوارك) لم يتجاوز 60%، مقارنة بالهدف المعتاد البالغ 80%. كما ارتفعت معدلات الإلغاء بشكل ملحوظ في معظم المطارات الأميركية. وبحسب موقع "فلايت أوير" (FlightAware) المتخصص بتتبع الرحلات الجوية، فقد جرى تأخير أكثر من 7 آلاف و300 رحلة داخل الولايات المتحدة وإلغاء نحو 1200 رحلة أخرى يوم الخميس وحده، نتيجة مزيج من سوء الأحوال الجوية ونقص الكوادر البشرية.

أزمة الطيران محور في الجدل السياسي

وتحولت أزمة الطيران إلى محورٍ رئيسي في الجدل السياسي الدائر حول إغلاق الحكومة. وانضم مسؤولون حكوميون إلى رؤساء شركات الطيران في دعوة الكونغرس الأميركي للتوصل إلى اتفاق عاجل يعيد فتح المؤسسات الفيدرالية، ويحمي قطاع الطيران من مزيد من الاضطراب. ويرى محللون أن استمرار الأزمة حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني سيعرّض سمعة المطارات الأميركية إلى مزيد من التدهور، خصوصاً مع مقارنات غير مؤاتية مع الأنظمة الجوية في أوروبا وآسيا. كما قد يتسبب ذلك بخسائر اقتصادية كبيرة لشركات الطيران والمطارات والموردين المرتبطين بها، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأميركي من تباطؤ النمو وتزايد العجز المالي.

ويعتمد قطاع الطيران الأميركي بشكل كبير على استقرار المؤسسات الحكومية، لا سيما تلك المسؤولة عن مراقبة الأجواء وتنظيم الرحلات وإدارة الأمن. ويخشى الخبراء من أن يؤدي استمرار الإغلاق إلى تآكل الثقة بقدرة الحكومة على إدارة البنية التحتية الحرجة. ويرى محللون نقلت عنهم وكالة بلومبيرغ أن الأزمة الراهنة تمثل اختباراً لقدرة الإدارة الأميركية على الموازنة بين الصراع السياسي والاعتبارات الاقتصادية، مؤكدين أن "كل يوم إضافي من الإغلاق يعني مزيداً من الرحلات الملغاة، والملايين من الدولارات المهدورة، وصورة متدهورة للولايات المتحدة بوصفها أكبر سوق طيران في العالم".
(العربي الجديد)