لم يعد يقتصر معنى جماعة الإخوان المسلمين في مصر على أنها "مدرسة الديمقراطية الحقيقية في الوطن العربي" ،فمعنى الجماعة اليوم قد تجاوز ذلك ،ولم يعد بإمكاني وأنا أرى جماعة الإخوان المسلمين المصرية بحزبها السياسي حزب - الحرية والعدالة - وبرئيسها المعزول الذي ساقته أعتى الانقلابات العصرية إلى غرف المحاكمة ؛وذلك من أجل محاكمته بعدد من القضايا من بينها قضية يتهم فيها بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس ؛لم يعد بإمكاني وأنا أرى كل ذلك أن أقصر وصف الجماعة بذلك المعنى فقط -مدرسة الديمقراطية - وصار حرياً بي أن أقول فيها ما هو أروع من ذلك .
القومية العربية لم تعد بالنسبة للأحزاب التي تدعيها وأنها وحدها الممثلة لها في هذه الأرض إلا مجرد كذباً وخداعاً ، في حين أن هذه الأحزاب في حقيقة الأمر أصبحت اليوم الوجه الحقيقي للعمالة الأجنبية وسياجاً آمناً يزيد من حماية قوى الاحتلال.
إن من العار على الأحزاب "القومجية المصرية " أن يصل بها الحد إلى مستوى أن يحاكم الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس وهي مفضلة الصمت حيال ذلك ، هذا أن لم تكن الأحزاب القومجية هي نفسها من لفقت لمرسي هذه القضية ،إلا أن صمتها تجاه المحاكمة ولمثل هذه القضية وحده يكفي لوضع هذه الأحزاب في قائمة العار الأسود.
وأي تخابر تعنيه أحزاب القومجية ؟ هل في فتح معبر رفح لمدة 24 ساعة يومياً واستضافة مصر في حكم مرسي لرموز وقادة الحركة تخابر؟ أم إن في إرسال مرسي لرئيس وزرائه إبان العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة هو الآخر تخابر أيضاً؟ هل هذه هي قومجيتكم أيها القومجيون؟
مما لا شك فيه أن جماعة الإخوان المسلمين -المصرية - استطاعت أن تثبت للجميع أنها وحدها من يختزلها مفهوم الديمقراطية وأن قلبها الوحيد من يخفق حباً لكل ذرة تراب من الأرض العربية ،كما أنها استطاعت أيضاً أن تبرهن أن تلك الأحزاب التي أزعجت شعوبها لعقود بديمقراطيتها وقوميتها ليست إلا أحزاباً في حقيقتها شمولية وعميلة.
أخيراً.... إذا كان انقلاب 30 يونيو جعلني أن أرى في جماعة إخوان مصر بأنها مدرسة الديمقراطية الأولى للعرب فأنني ومع محاكمة محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس صرت أرى فيها مدرسة الديمقراطية والقومية معاً.