ليس وحده السلاح من أوصل بحركة الحوثي إل? مناطق لم تكن تتوقعها، فهي من كانت ومنذ نشأتها الأول? وإل? ماقبل سنة من و قتنا الراهن تر? في وصولها إل? مثل هذا شيء من الاستحالة، وكان قادة الحركة الحوثية هم الآخرين يدركون جيدا أن بلدة كالعصيمات وخمر ليست إلا بلدتين محرمتين عليهم.
وكان لمؤتمر حاشد المنعقد في العام 2010م أثره البالغ لد? قادة الحركة الحوثية سيما وأن المؤتمر الحاشدي قد خرج حينها بدلالة تؤكد أن قبيلة حاشد أكبر من الحركة الحوثية وبعيدها عنها كبعد عين الشمس.
لكن مالذي حدث؟ وكيف صار بإمكان الحركة الحوثية أن تلف الدماغ الحاشدي العصي عن كل شيء؟
أكرر أنه ليس السلاح وحده من مكن للحركة الحوثية ذلك، لأن السلاح كان يمتلكه طرفي الصراع بنسبة كان يفترض أن تصل بهما إل? نقطة التعادل كحد أقص?.
إلا أنه في حقيقة الأمر صراع تحكمت به عدد من الأسباب يمكن ذكر أهما في :
أولا :. إنه صراع وقع بعد مرور ثلاث سنوات من عمر الثورة الشبابية التي كان الطرفين المتصارعين مؤيدين لها ومنضمين فيها.ليس هذا وحسب، وإنما تكمن حساسية الصراع في كونه ظهر بعد هيكلة الجيش الشكلية وكان لهذا أن فقد الدماغ الحاشدي كثير من أدواته المدجج بها الجيش من فرقة مدرعة ومنطقة عسكرية وغير ذلك.
وكان لهيكلة الجيش شكليا سببا في جعل الدماغ الحاشدي منفردا هذه المرة، وكان من مصلحة الحركة الحوثية التي لم تتوقع ذلك سيما وأن الدماغ الحاشدي والجيش كانا يخوضان صراعهما مع الحركة الحوثية جنبا إل? جنب.
ومن هنا يمكننا القول إن غياب الجيش في هذا الصراع قد أضعف من قوة الدماغ الحاشدي عند خوضه له.
ثانيا :. يجب أن لا ننس? بأن الحركة الحوثية هي في حقيقتها نتاج عقائدي قديم مازال له أثر عل? امتداد الساحة اليمنية، وأن كان قد أصابها الصدأ لنصف قرن فأن الحركة الحوثية استطاعت وخلال فترة قصيرة أن تصقل هذا النتاج وتعيد له لمعان بريقه.
والدماغ الحاشدي لم يكن بعيد عن هذا، ولم يدرك أن الكثير من خلاياه العقلية مازالت تلتبس ذلك النتاج وتحن إليه، فهي وأن كانت خلايا نائمة إلا أن في قدوم الحركة الحوثية إليها جعلها تستيقظ وتنشط عل? الواقع، فهذه الخلايا ورغم حاشيدتها واحمرار بعضها إلا أنها كانت مناصرة للحركة الحوثية عند قدومها ومستضيفة لها.
وهذا مازاد في انهاك الدماغ الحاشدي الذي لم يكن يعمل حساب ذلك.
ثالثا :. شكل عدم عدالة الدماغ الحاشدي بين أجزاء جسمه نقطة ضعف أخر? أصابته، فحبه للتسلط واحتكاره للمشاريع والخدمات وتمييزه لطرف دون طرف جعله محل كراهية بين أجزاء جسمه، فهي أجزاء وأن لم تظهر إل? العلن وتعمل كعمل الخلايا النائمة إلا أنها أتخذت لنفسها موضعا من منطلق "تستاهل ياشيخ " .
إذن كان لمثل هذه الأسباب الثلاثة أثرها البالغ في تمكين الحركة الحوثية من ملامستها للدماغ الحاشدي، وجعلت من المستحيل حقيقة ومن بعد عين الشمس أقرب إل? الحركة الحوثية من جبل مران.