من خلال سياسات وتصرفات جماعة الحوثي المسلحة على الساحة اليمنية،
وتخبّطها في أودية نضالها المشؤم بين الكفاح المسلح والنضال السلمي،
نلاحظ بأن جماعة الحوثي جماعة مسيّرة لا مخيّرة، لا تملك من أمرها شيئاً،
وإنما تنفّذ ما يُملى عليها ممن تدين له بالولاء، قد يكون من أسسها
ويرعاها أو من يشارك في رعايتها .
ومن خلال حروب الحوثي المتتالية والمتصاعدة على الشعب اليمني، وفتح عدة
جبهات حرب وإغلاق أخرى، ومن خلال نقل الصراع الطائفي إلى مناطق معينة
نلاحظ بأن الحوثي يقوم بدور النظام المخلوع في محاربة وتأديب من كانوا قد
ساندوا ثورة الشباب الشعبية السلمية، ويكمل مشوار الحرب ضد هذه الجهات
التي كانت في حرب مع النظام المخلوع أثناء قيام ثورة الحادي عشر من
فبراير 2011 ، ويقوم بدور قوات صالح التي كانت تدك قرى أرحب وأحياء
الحصبة آنذاك .
تحركات الحوثي وخططه العسكرية التي يمشي عليها توحي بمدى سيطرة أطراف
سياسية داخلية وخارجية تتحكم به عن بُعد، وتوجهه حيث ترى مصالحها
الشخصية، وتستخدمه في تأديب خصومها والتمهيد لمشاريعها الشخصية .
وبإحداق النظر على أرض الواقع في حروب الحوثي الأخيرة وفي بعض جبهات
القتال نلاحظ بأن الحوثي يحرز تقدماً بعض الشيء في جبهة معينة، وفجأة
ينسحب منها ويترك القتال فيها، ويتحول إلى منطقة أخرى لفتح جبهة قتال
أخرى، ويواجه صعوبات في السيطرة، ولكنه يصر على القتال فيها رغم الخسائر
البشرية والمادية في صفوفه ولا يبالي، وكأنه بهذا ينفذ مشروع طُلب منه
تنفيذه، لهذا هو لا ينظر لمصلحة مليشياته وما يحافظ على سلامة جنوده،
ولكن يقحمهم في مواجهات تستنزف قدراتهم البشرية والعسكرية لتلبية مطالب
ورغبات أطراف أخرى قد تكون داخلية أو خارجية .
من المعلوم أن ريموت التحكم بجماعة الحوثي المسلحة بيد إيران توجهه حيث
شاءت، وكذلك مع علي صالح نسخة منه، ولكن تحركات الحوثي اليوم تجعلنا نتهم
عدة أطراف سياسية خارجية وداخلية بامتلاكها لريموت التحكم بالحوثي
بالإضافة إلى علي صالح وإيران .
فعلى وجه المثال سعي الحوثي إلى الانتقام من ثورة 11 فبراير وتأديب
مناصريها بعدوانه الغاشم على أرحب وعمران، وحملته الإعلامية الشرسة التي
يشنها على حزب الإصلاح، هذه التصرفات التي تشبه كل الشبه عدوان صالح على
الشعب اليمني إبان انطلاق الثورة عام 2011 وحملة إعلامه الشرسة التي
يشنها على حزب الإصلاح، وهذا يؤكد ملكية صالح لريموت تحكم بجماعة الحوثي
المسلحة ويوجهها عند رغباته في تأديب خصومه .
وعندما تكون جماعة الحوثي المسلحة تخضع لتوجيهات الريموت الذي بيد صالح
تظهر بشكل واضح في هيئة بلاطجة صالح وأزلامه المعادين للثورة مهما تحدثت
عن مناهضتها لحكمه وتباهت بمشاركتها ساحة الثورة والتغيير، فتصرفاتها
تتحدث عن حقدها الدفين على الشعب اليمني وثورته المجيدة ثورة 11 فبراير،
وعدوانها على أنصار الثورة أكبر دليل على شفقتها على صالح وحنينها إلى
حكمه .
وأتذكر ما قاله علي صالح عندما كان رئيساً في كلمة ألقاها في افتتاح
منشأة بالحاف الغازية لتصدير الغاز بتاريخ 7 نوفمبر 2009 م وتحدث عن
الحرب في صعدة مع الحوثي، وقال ( الحرب الفعلية مع المسلحين الحوثيين لم
تبدأ إلا قبل ثلاثة أيام فقط ) وقد كانت الحرب قبل ذلك اليوم بثلاثة أيام
اندلعت بين الحوثي والسعودية بجبل الدخان، وهذا التصريح لصالح يؤكد تحكمه
الجيد في مليشيات الحوثي واستخدامها في ابتزاز الجوار وتصفية خصومة في
الجيش اليمني والأحزاب السياسية اليمنية، وقد كانت جميع الحروب الستة
عندما تصل أوجها يوقفها صالح باتصال هاتفي يجريه مع قيادات حوثية وبكل
سهولة تتوقف الحرب .
جميعنا يعرف مدى تحكم إيران وعلي صالح بجماعة الحوثي عن بُعد، ولكن الذي
لا نعرف عنه شيئاً من قبل هو امتلاك خلية الإمارات الداعمة للانقلاب في
مصر نسخة من أجهزة التحكم بمليشيا الحوثي عن بعد .
وهذا ما لوحظ هذه الأيام من خلال الأحداث الأخيرة التي طرأت على الساحة
اليمنية من تمدد وتوسع لمليشيات الحوثي، والدعم السخي الذي حظية به
مؤخراً جماعة الحوثي والذي يشبه كل الشبه الدعم الذي حظي به العسكر في
مصر .
كما هو معلوم عن خلية الإمارات أن هدفها الوحيد هو إعادة أنظمة الاستبداد
إلى الحكم في بلدان الربيع العربي بعد أن أطاحت بها ثورات الربيع الشعبية
السلمية، وخلية الإمارات أسسها ويديرها عدد من الضباط والأمراء من
السعودية ولإمارات .
ونستنبط من مشاركة الحوثي في الهجوم على وزارة الدفاع اليمنية مطلع
ديسمبر العام المنصرم ومن خلال نشر القناصة والمقاتلين بالأحياء المجاورة
للوزارة ومشاركتهم بالقتال لمدة يوم كامل يكشف هذا عن مخطط لانقلاب عسكري
في اليمن على غرار ما حدث في مصر، وهذا ما يؤكد امتلاك خلية الإمارات
نسخة من ريموت التحكم بجماعة الحوثي .
كما أن المملكة السعودية تمتلك نسخة من اجهزة التحكم عن بعد بمليشيا
الحوثي، وقد كان سعي مليشيا الحوثي للسيطرة على محافظة الجوف يؤكد ملكية
المملكة لنسخة من أجهزة التحكم بالجماعة، ولرغبة السعودية في سيطرة
الحوثي على محافظة الجوف بعد رفض الرئيس هادي النزول عند رغبتهم في عدم
التنقيب كسلفه صالح الذي نزل عند رغبتهم أرسلت الإشارة للحوثي للتوجه إلى
محافظة الجوف، ولكن جهوده باءت بالفشل عندما اصطدمت بمقاومة شعبية شرسة .
وما يقوم به الحوثي اليوم من توسع في عمران وأرحب، ومن عدوان على أبناء
اليمن، والتخطيط في التوسع إلى العاصمة يشير أن أن الحوثي اليوم تحت
سيطرة ريموت خلية الإمارات التي تسعى إلى إفشال العملية الانتقالية في
اليمن، وأيضاً تحت سيطرة ريموت صالح الذي يسعى إلى الانتقام من الشعب
اليمني، ومن مناوئيه ومجابهيه الذين شاركوا في إبعاده عن الحكم .