ذهب البعض من الذين ينظرون إلى مشاريع الوطن ومنجزاته من زاوية ضيقة إلى
تصنيف ثورة الشعب بأنها مشروع حزبي خاص بحزب الإصلاح، وأصبحوا ينظرون إلى
دعوات الاحتفال بها بصفتها دعوات حزبية، وحملات ترويج دعائية لمصلحة حزب
سياسي بعينه، تزامناً مع احتفالات الشعب اليمني بمناسبة الذكرى الثالثة
لثورة الشباب الشعبية السلمية، ودعوة حزب الإصلاح إليها ومشاركته
الاحتفالات بها .
ثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة التي أطاحت بالحكم العائلي، والتي في
طريقها لاستكمال أهدافها المشروعة التي يتطلع الشعب اليمني إلى تحقيقها
هي في الأصل ثورة شعب بأكمله، خرج إلى ساحات الحرية والتغيير لإسقاط نظام
كفر بمبادئ المواطنة المتساوية وحق التداول السلمي للسلطة، واستبد في
الحكم وسخّر مصالح الوطن في خدمة مشروعه العائلي، وسام الشعب سوء العذاب،
وقد كان واجب ديني ووطني يستدعي كل حزب في اليمن يدّعي حب الوطن والولاء
للشعب أن يخرج للانتصار لشعبه في إسقاط النظام الفاسد الذي فشلت معه كل
خرائط الطرق التي رسمتها له القوى الوطنية، بعد أن ضرب بكل حل سليم
وخارطة طريق عرض الحائط، ومضى بكل عنجهية في تنفيذ مشروعه العائلي
المنفرد بالسلطة والمهيمن على ثروات الشعب، جاهلاً إرادة الشعب في القدرة
على الإطاحة به .
وهنا أستدعى الواجب الوطني الأحزاب اليمنية إلى القيام بواجبها إزاء
الوطن، وتباينت المواقف واتضحت الرؤية للجميع عن الأحزاب التي تعمل على
قاعدة : ( شعب من أجل الحزب ) والأحزاب التي تعمل على قاعدة : ( حزب من
أجل الشعب ) .
وقد كان حزب الإصلاح من طلائع الأحزاب الداعمة لثورة الشعب، والمنضوية
تحت سقف ثورة التغيير والبناء، وقد كان شباب الإصلاح من المنظمين للثورة
ومن أوائل الداعين والمؤسسين لساحات الحرية والتغيير، ومسيرات الصمود
والإباء، كغيرهم من شباب اليمن، ولا تعني مشاركة الإصلاح المبكرة لثورة
الشعب سيطرته عليها، ولكن دعم لها واستجابة لواجب وطني يستدعي الوقوف إلى
جانب الشعب وثورته كونه جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني .
حزب الإصلاح هو مكون من مكونات اليمن السياسيه وشبابه مكون من مكونات
الشعب اليمني البشرية ومن واجبهم كشعب المشاركة بصناعة مستقبل اليمن
والنضال من أجل تحقيق أهداف ثوراته والاحتفال بها .
احتفال حزب الاصلاح بثورة فبراير ولاء للشعب وليس للحزب، واحتفال الشعب
بثورته ولاء للوطن وليس لحزب الإصلاح، ومعاداة أحزاب سياسية ومليشيات
مسلحة لثورة فبراير عداء للشعب اليمني وليس عداء للإصلاح، ومقاطعة
فعاليتها واحتفالاتها مقاطعة لأفراح الشعب وانتصاراته .
ومن حق كل مواطن يمني أن يحتفل بثورة الشباب الشعبية السلمية وقت ما شاء
وكيف ما شاء، ومن حق أي حزب سياسي يمني أن يحتفل بها وأن ينظم لفعالياتها
وأن يدعو للاحتفال بها، فليس الاحتفال بالثورة الشعبية حكراً على أعضاء
حزب الإصلاح، ولا التنظيم للاحتفال بالثورة والدعوة إلى الاحتشاد احتفاءً
بها حكراً على حزب الإصلاح .
أما بالنسبة لتحديد يوم ثورة الشباب الشعبية السلمية يوم 11 فبراير،
فهذا قرار واختيار جاء بالإجماع الشعبي، وليس نزولاً عند رغبة أي حزب
سياسي أو تيار شعبي أو سلطة، أو لحدث معين حدث في ذلك اليوم بذاته، ولكن
هذا ما فرضه الشعب اليمني وأكده عندما أحتشد في جموع غفيرة لا تحصى ولا
تعد بالستين بصنعاء وجميع محافظات اليمن يوم الثلاثاء احتفالاً بالذكرى
الثالثة لثورته المجيده، وقد حدد يوم 11 فبراير يوماً وطنياً لثورته
وسيحتفل به كل عام كما احتفل به الثلاث السنوات وأحيى ذكراه بعموم
محافظات اليمن، وسأحتفل به ولستُ إصلاحياً .