أنتصر خالد الآنسي على علي البخيتي ليس بذكائه ولا بغباء البخيتي، ولكنه
الحق الذي أستند إليه الآنسي وظل عنه البخيتي .
كانت الحلقة الماضية من برنامج الاتجاه المعاكس الثلاثاء 11 فبراير والتي
ناقشت التوسع الحوثي في اليمن، واستضافت الناشط الحقوقي خالد الآنسي وعلي
البخيتي ناطق جماعة الحوثي في الحوار كانت حلقة ساخنة مثلجة لصدور
اليمنيين لمن يبحث عن الحقيقة .
وقد ظهر فيها الآنسي نائباً عن الشعب اليمني، والبخيتي كما هو معروف
نائباً عن جماعة الحوثي، ونظراً للتضليل الإعلامي المتعمد على الشعب
اليمني والحملة التضليلية الشرسة التي تقودها جماعات معينة لتضليل الرأي
العام ودتُ هنا أن أتطرق نقاط النقاش الذي دار في الحلقة، ليتضح لنا مدى
تناقض وتخبط إعلام الجماعات المعادية للشعب .
في بداية الحلقة قال البخيتي بأن الأمة كانت في ذل وخنوع ولم تشعر بالعزة
إلا عندما أتى حزب الله وحرر جنوب لبنان من إسرائيل، وأضاف بأن الدبابة
في لبنان تقف على الحدود مع إسرائيل بينما في مصر لا يستطيع أحد إدخال
حتى بندق إلى سيناء ؛ وأقول له بأن إسرائيل ليست في اليمن كما كانت في
جنوب لبنان لتأتي مليشيات الحوثي تقتل وتبيد الشعب اليمني في صعدة وما
جاورها لتكوين حركة أسوة بحزب الله في لبنان، وبما أنك تعرف أين تقع
لبنان الحدودية مع فلسطين المحتلة في الخارطة فلم لا تنصح مليشيات الحوثي
بالذهاب إليها ؟! مع أن اليمن غير حدودية معها؟! أو لماذا لا تنصحهم
بالتوجه إلى سيناء التي قلت أن مصر لا تجرؤ على ادخال الدبابة إليها كحال
حزب الله بجنوب لبنان، وبما أنك تعرف ذلك فاذهبوا إلى سيناء حتى تضعوا
دبابة أنصار الله على الحدود مع إسرائيل بدلاً من وضعها في الحدود مع
أرحب وعمران فصنعاء ليست إسرائيل .
وفي الحوار ذاته قال البخيتي بأن الدولة لا توجد إلا في صعدة وحرف سفيان
!!. الدولة التي تحدثت عنها بصعدة لم تقم إلا على مقابر ورفات أبناء
الشعب والقوات المسلحة وأنقاض بيوتهم وتشريدهم منها، وقد ذكر الآنسي
احصائية عن عدد الذين قتلهم الحوثي من أبناء اليمن حيث قتل 13 ألف جندي و
20 ألف مدني وهجّر من صعدة لوحدها 200 ألف مواطن ولا زالوا مهجّرين
ويحلمون بحق العودة ؛ كل هذا ارتكبته مليشيات الحوثي من أجل إقامة هذه
الدولة التي يتحدث عنها البخيتي ويفاخر بها ؛ فلا خير في هذه الدولة
الدموية ولا أمن ولا استقرار يرجى منها بعد كل هذا .
على البخيتي ومن على شاكلته يجب أن يتذكروا جيداً بأن الشعب اليمني رافض
مشاريع الأنظمة الناجمة عن النضال المسلح، حيث وهي المصدر الرئيسي
للأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية، ولو كان الشعب يريد خوض نضال مسلح
لخاضه هو بنفسه ولأقام دولته ولحسم الدولة لصالحه، ولكنه لا يريد من
مشروع دولته أن يتلطخ بالدماء .
وبشأن التدخل الإيراني تحدث البخيتي عن مفاخرته بالتدخل الإيراني في
اليمن وعمالة جماعته لإيران وتبعيتها لها، وقال أن التدخل الإيراني لا
يمثل شيء أمام التدخل الأمريكي، رد عليه الآنسي قائلاً بأن التدخل
الأمريكي والقتل الأمريكي لا يساوي شيء أمام قتل الحوثي لأبناء الشعب
اليمني وقال أنهم يساعدون أمريكا على قتل اليمنيين .
وقال البخيتي عندما تتحدثون عن التدخل الإيراني هل رأيتم طائرة إيرانية
بسماء عمران أو غيرها هل رأيتم جنود إيرانيين في صنعاء ؟؟ ونجيبه على هذا
السؤال الصغير: الشعب ليس غبي إلى هذا الحد حتى تطرح هذا السؤال، إيران
في غناء عن استخدام الطائرات وإرسال الجنود الإيرانيين لقتل اليمنيين في
ظل وجودكم أنتم ومليشياتكم، فأنتم تقومون بالدور دون تقصير بل وزيادة .
أما بشأن تحالف الحوثي مع المخلوع قبل خلعه وبعده أورد خالد الآنسي أدلّة
على ذلك ومن أهمها ذكر تصريح ليحيى الشامي يقول فيه أنه في انتخابات
2006 صوت 95% من أبناء صعده لعلي صالح !! وتساءل لو كان الحوثي في حرب مع
علي صالح لصوت الحوثي لمنافسه في الانتخابات ؛ وما يسند ذلك حالياً
ويؤكده اللهجة الإعلامية الموحدة لإعلام المخلوع وإعلام جماعة الحوثي .
أما بشأن القضية الجنوبية قال البخيتي بالحرف الواحد بأن الديلمي أفتى
بقتل الاطفال والنساء والمستضعفين بحجة أن الجيش متمترس بهم !!! هكذا قال
البخيتي كذب افتراء دون أدلة!! وأتحدّاه أن يورد دليل واحد على ذلك،
هكذا يتحدث هذا عن حرب صنعها وأدارها علي صالح وعلي سالم البيض وهو يشفق
عليهم ويحاول أن يبرئهم .
في الوقت الذي يتحدث البخيتي عن حرب سياسية قد انتهت، جماعته تمارس أبشع
صور القتل والتهجير لأبناء الشعب اليمني في عدد من المحافظات اليمنية،
وتستبيح حرماتهم وتنهب أموالهم وممتلكاتهم، وتغزوا ديارهم بالدبابات
والمدافع وتدكها على رؤوس ساكنيها، ويرتكبون أكبر جرائم حرب بحق الشعب
اليمني .
فكفى تضليلاً للرأي العام وكفى تزييفاً للواقع والتاريخ وكفى توظيفاً
للأحداث، فالشعب اليمني لم تعد تنطلي عليه خرافات وخزعبلات العبيد
المقدسين للأفراد، وعهد الأئمة قد ولّى واندحر ولن يعود مهما حلم الجهلاء
بعودته .