اليوم هو 30يونيو.. اليوم الذي يتعلق به كل العالم العربي إن لم يكن العالم، لقد تم تجييش إعلامي غير مسبوق لهذا اليوم باعتباره يوم إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي وإنهاء حكم جماعة الإخوان ، ليس المهم اسقاط الرئيس أو إنهاء حكم الإخوان فمن الطبيعي أن ينتهي كما ينتهي أي حكم ديمقراطي بوسائل شرعية وسلمية , العقدة هنا ان الرئيس مرسي هو رئيس منتخب لم يمر عليه سوى عام واحد كأول رئيس منتخب في مصر أضف إلى أن للرئيس شعبية كبيرة وقوة تسانده لا تقل عن قوة خصومه إن لم تكن أكثر تنظيماً ومن المستحيل الاستجابة لمطالب غير شرعية...والأمر البديهي انه لا معنى لدعوات إسقاط الرئيس المنتخب إلا عبر الصندوق والانتخابات أما اللجوء إلى العنف فهذا لا يعني إسقاط الرئيس ولا إنهاء حكم الاخوان وإنما محاولة مجنونة لإسقاط مصر في مستنقع الفوضى الذي به ستتحول المعارضة السياسية الى جماعة تمرد مخربة شاءت ام أبت؟ ....إن العنف يفقد كل الدعوات مبرراتها الأخلاقية والسياسية وسواء اتفقنا او اختلفنا مع الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين فإنهم اثبتوا قدرتهم على الحفاظ على السلمية بل والتضحية من اجلها بدليل انه وخلال الفترة السابقة لم ير الا مقراتهم فقط من تحرق وأعضاؤهم من يقتلون وخلال خمسة أيام قتل خمسة مواطنين كلهم من الإخوان من قبل متظاهرين يتخذون العنف منهجاً لهم وهذا أمر محسوب للجماعة وسيكون له أثر ايجابي على مسارهم من خلال متابعة المواطن للأحداث ، بينما ستخسر المعارضة خاصة اذا لم تنجح اليوم في الحفاظ على سلمية المظاهرة والانجرار للعنف الذي ينفذه بلاطجة فلول وأصحاب مصالح مضروبة، لكن تبقى المعارضة هي المسئولة عن المظاهرة واذا كانت غير راضية ولا قادرة على ضبط الشارع فإن الواجب ان تلغي مثل هذه المظاهرة التي تتحول الى فتن لن يكونوا عنها ببعيد ..... التحدي الحقيقي للعرب من خلال مصر تحديداً هو قدرتهم على ممارسة اللعبة الديمقراطية بأصولها وفي البداية الاحتكام للصندوق وتوعية الناس بأخطاء الحاكم لكي يسقطوه بصورة طبيعية وسلمية عن طريق الصندوق اوحتى المسيرات السلمية اذا نجحوا في حشد اكثرية الشارع سلمياً وهنا لن يكون سقوطاً أو فتنة بل تبادل سلمي ولن يكون له أي تداعيات ولا أحقاد ولاردود فعل مضرة... و كما هو الحاصل في كل ديمقراطيات العالم المحترم ؟ ....ما يعلمه الجميع بما فيهم المعارضة ا ن الرئيس محمد مرسي لن يسقط بمظاهرات ولكن الخوف من الإفلاس الشعبي هو الدافع لمثل هذا الارباك الذي يشبه الانتحار والذي سيتحكم به البلاطجة اصحاب السوابق ومن سيدفع الثمن هوالشعب المصري والمعارضة نفسها التي تفقد مكانتها كل ما ازداد العنف الذي يقادون اليه من قبل حيتان كبيرة من رموز النظام القديم والدولة العميقة مدفوعين بغيظ اعمى وثقافة عدم القبول بالآخر المتجذرة كطبع عربي وسخ؟ ستمر اليوم بالتأكيد كما تمر كل أيام الله حلوها ومرها لكن مستقبل مصر والحكم المدني والديمقراطية مرهون بقدرة المصريين على ضبط العنف سواء من قبل الأمن والجيش أو من قبل جماعة الإخوان التي أثبتت قدرة كبيرة على مقاومة الاستفزازات او من قبل المعارضة التي عليها أن لا تدفن رأسها في التراب لأنها هي المسئولة عن عنف يتم باسمها ومظاهرات تقودها وعندما يبلغ العنف حداً متجاوزاً فإن المعارضة ستكون في حكم المنتهي وهو هنا أمر ضد التطور الديمقراطي ويخل بالتوازن وستجني على نفسها وعلى التجربة الوليدة .. السقوط في هاوية العنف والفوضى لن يستفيد منها احد سوى اعداء مصر مثل اسرائيل ومنافسي مصر الإقليميين من الأشقاء والأصدقاء الطيبين خالص الذين يذعرون من مصر قوية ويغارون أيضا حد الصرع والهستيرية من اي استقرار لمصر؟ ......حفظ الله مصر قائدة رائدة للأمة .