مهما تغنّوا وتفانوا عبر أبواقهم بحبهم لليمن ونضالهم من أجله، فأعمالهم
على أرضه تقول غير ذلك، ومهما برءوا إلى الشعب من أشباههم وحلفائهم،
فطموحاتهم ومشاريعهم تفضح حلفهم النتن وتكشف نواياهم الحاقدة .
عندما تتشابه الأهداف وتجتمع مصالح أطراف متعددة في هدف واحد، يجب عليها
جميعاً أن تتحد لتحقيق هدفها المتمثل في طرف واحد، مهما كان بينها من
عداء سابق يجب طيه ونسيانه، فأعداء الأمس أصدقاء اليوم إذا تشابهت
الأهداف والنوايا .
جميعنا يعلم من احتل الجنوب ونهب ثرواته كما نهب ثروات الشمال، جميعنا
يعلم من خاض ستة حروب ضد جماعة الحوثي المسلحة في صعدة وما جاورها،
جميعنا يعلم من المتسبب في إجهاض الوحدة وصناعة حرب 94 ، جميعنا يعلم من
تاجر بأبناء القوات المسلحة في الشمال والجنوب، وجعل منهم وقوداً لنار
أضرمها من أجل خلاف شخصي ، ولم يقتصر ذلك على القوات المسلحة بل أقحم
أبناء الشعب في تلك الحرب العبثية .
أركان الحلف الثلاثي النتن ( علي صالح – البيض – الحوثي ) سفكوا دماء
الشعب اليمني واستباحوها وتاجروا بها منذ حرب 94 إلى يومنا هذا، ولا
زالوا يتاجرون بأبناء الشعب اليمني في حروب عبثية يدّعون عداوة بعضهم
لبعض ويخرجون منها سالمين وينفذون بجلودهم غانمين، ولا يكترثون بما
يخلفونه من دمار وخراب على هذا الشعب .
نعم إنهم خاضوا حروباً بينهم وكانوا أطرافاً فيها متنازعة ومتعادية لكنهم
يديرونها ولا يتركونها تطال بعضهم بأذى، غير ما تحصده من خسائر في صفوف
القوات المسلحة والشعب اليمني الذي يدفع الثمن باهظاً لكل حرب أداروا
رحاها عليه .
لم يكتفون بما ألحقوه من خسائر بشرية ومادية في صفوف الشعب وقواته
المسلحة في الحروب التي اختلقوها وصنعوها عبثاً وانتقاماً من الشعب، كحرب
94 التي صنعها وأدارها كل من صالح والبيض، أو تلك الحروب الستة التي
صنعها وأدارها علي صالح ومليشيات الحوثي، والتي تسببت في قتل وتشريد مئات
الآلاف من أبناء الشعب اليمني .
لا يخفى على أحد اليوم التحالف الثلاثي النتن بين صالح والبيض والحوثي
لضرب اليمن وتدميره انتقاماً من الشعب وثورته، فكلما أنجز الشعب هدف من
أهداف ثوراته المجيدة وكلما تقدم خطوة إلى الأمام، كلما أوقدوا نار الحرب
وأداروا رحاها لوأد انجازاته ومصادرة ثورته وبعثرت خطاها وتشتيتها .
فعندما حقّق الشعب اليمني وحدته المجيدة عمدت قوى الشر إلى إفشالها،
بإشعال الحرب وتفجير الوضع عسكرياً ونجحت في ذلك، وعندما أراد الشعب
اليمني أن يرسخ دعائم العدل والمساواة وحق التداول السلمي للسلطة عمدت
قوى الشر وتحالفاته النتنة إلى تفريخ الفتنة في صعدة وإشعال نار الطائفية
.
وعندما خرج الشعب في ثورته الشعبية السلمية المجيدة وأسقط أكبر أصنام
النظام الدكتاتوري المستبد عمد التحالف الثلاثي النتن على محاربة الثورة
وإفشالها وعرقلة مسيرتها بصناعة الصراع المذهبي في شمال الشمال، ومحاولة
تفجير الوضع عسكرياً في الجنوب، وتفجير الوضع أمنياً في صنعاء .
علي صالح أباد الشعب اليمني في الشمال والجنوب، 33 عام وهو يصنع له الموت
والدمار، ويخلق له الحروب والصراعات حتى أثقل كاهله، ولم يطق البقاء على
قيد الحياة من نجا من الشعب من مهلكات صالح، فخرج في ثورته ليستعيد حقوقه
المنهوبة وكرامته المسلوبة واستطاع أن يطيح بصالح، ولكن صالح لا يزال
يحاول أن ينتقم من هذا الشعب، وتحالف مع تلك القوى الاجرامية لتساعده في
الانتقام من هذا الشعب المغلوب على أمره، وهاهي اليوم تساعده في ذلك،
ويستخدمها في تلبية مشروعه الإجرامي الانتقامي كما كان يستخدمها لضرب
الشعب والانتقام من معارضيه إبان حكمه .
ومهما تحدث الحوثي والبيض عن وقوفهم الى جانب الشعب فأعمالهم تقول غير
ذلك، فماذا صنع البيض للجنوب غير الحرب والدمار، وماذا يقدّم له اليوم
غير الموت والتفريق والتمزيق وتمييع الحقوق والمطالب وتضييعها؟؟ وهذا ما
صنعه صالح بالجنوب ويريده اليوم كونه يخدم مصالحه .
وماذا صنعت جماعة الحوثي المسلحة للشعب اليمني في الشمال غير الموت
والتفريق والتمزيق والتهجير ومصادرة الحقوق؟؟ وهذا ما كان يصنعه صالح
بالشعب ويريده اليوم .
لماذا لا نجد البيض والحراك المسلح والحوثي يهاجمون صالح الذي صنع حرب 94
وأدارها والذي أدار ستة حروب في صعدة وينتقدونه في إعلامهم ؟!! لماذا لا
يطالبون بمحاكمته جراء ما أقترف ؟!! لماذ يحاولون بكل ما أوتوا تبرئة
صالح والبيض من الحرب العسكرية بصيف 94 التي صنعوها وأداروها ؟!! .
لماذا الحوثي ومليشياته يكنّون كل العداء لثورة الشباب الشعبية السلمية
ولا يحتفلون بها، بل ولا يؤمنون بها كما لا يؤمنون بثورة السادس والعشرين
من سبتمبر ؟!! لماذا يسلّطون إعلامهم ويشحذون ألسنتهم في حملة شرسة تنال
من كل مناصر ومؤيد لثورة الشعب السلمية ولا يهاجمون صالح وأزلامه؟!!
لماذا لم يكن لهم شهيد ولا حتى ربع شهيد في ثورة الشباب الشعبية السلمية
وفي ساحات الحرية والتغيير التي خرجت ضد صالح وحكمه ؟؟! .
لماذا البيض لا يهاجم صالح ولا ينتقده ولا يطالب بمحاكمته، ولماذا صمت كل
هذه السنوات ؟!! لماذا لم نجد إعلام صالح يهاجم أو ينتقد ثورية الحوثي
أوالحراك المسلح ؟؟! بل وبالعكس نجده يشيد ويروج لنضال مليشيات الحوثي
والحراك المسلح ويدعمهم ويساندهم بإعلامه !!.
لماذا نجد كلاً من قناة المسيرة الحوثية وقناة اليمن اليوم العفاشية
وقناة عدن لايف الحراكشية قنوات تتحدث بنبرة واحدة، ولهجة موحدة، تنال من
الشعب وثورته، وتحرض على قتل ابناء القوات المسلحة والشعب في الشمال
والجنوب، وتروج للفوضى والتخريب ؛ باختصار شديد قنوات تدعوا إلى تدمير
اليمن وإبادة شعبه، وتشجّع على العنف وتأجج الصراع المذهبي والمناطقي .
نعم إنه تحالف ثلاثي نتن لقوى الشر الظلامية لضرب اليمن والانتقام من
ثورة شعبه، والوقائع يؤكد ذلك، والأيام تكشف لنا الحقائق، وإعلامهم يروي
لنا تفاصيل حلفهم الخفي النتن .