هناك من يسوّقون ليحيى صالح الاحمر ولبعض الاسماء التي كانت بارزة من المحسوبين على الرئيس علي صالح بانهم " ثوار " وسينظمون لحملة 11 فبراير ( ثورة ضد الفساد ) , وهذا التسويق لازال حتى الان يصدر من خارج فعالية 11 فبراير سواء كلجنة منظمة او كثوار , و من يقومون به هم اطراف واشخاص محسوبين على تلك الاسماء وعلى نصف النظام السابق المتمثل في الرئيس صالح ومن ضلّوا معه .
من كانوا نافذين في عهد الرئيس صالح - سواء نصف النظام السابق المحسوبين على صالح او نصف النظام السابق اللاحق من المنقلبين الى طرف ثورة 2011م والمحسوبين عليها - اذا ما حاولوا فعلا الانضمام لحملة 11 فبراير وقبل بهم ثوارها فلا فائدة ترتجى .
القبول بهولاء الذين كانوا رموز ومسئولي دولة الرئيس صالح دليل على ان الساعين للتغيير الحقيقي في البلد لا يتعلمون من تجاربهم , فكما استخدمهم نصف النظام الفاسد في احداث 2011م للاستقواء بهم على نصفه الاخر سيستخدمهم هذا الاخر في 2014م للانتقام من نصفه الذي اضر به في 2011م , بينما لن يحقق الثوار في 2014م شيئا كما لم يحققوا شيئا في 2011م .
و قبول الثوار بهولاء يعكس عدم ثقة الثوار بأنفسهم وبانهم خرجوا لمطلب حق , فمن خرج لمطلب حق هو الاقوى ولا يحتاج للتقوّى بمن لا يطلب الحق وانما يستقوي بطالبي الحق للوصول الى باطل , وهولاء هم الضعفاء والمحتاجين الى الثوار وليس العكس .
كما ان القبول بهولاء يسلب الثوار الحق في ادعاء الثورية على الفساد وهم يقبلون بفاسدين ان يكونوا في صفوفهم , ويجعل منهم غير مؤهلين موضوعيا لفرض التغيير المنشود في البلد , لان الفاسدين الراكبين لموجتهم سيوجهون حراك الثورة للقضاء او لإضعاف فاسد اخر " منافس " , ولكنهم سيعيقون ويمنعون هذا الحراك من الوصول الى فسادهم هم والقضاء عليه , وبذلك سيضل طرفي الفساد يتقاذفون الثوار على الفساد فيما بينهم كما تُتقاذف كرة المضرب .
كلما قد يقبل الثوار بشخص من الملوثين من اي طرف كان كلما فقدوا بمقابله الالاف من المتضررين منه , وكلما طرد الثوار احد هولاء اذا ما حاول الانضمام لثورتهم ضد الفساد كلما قويت ثورتهم وكسبوا الالاف اليهم , لانهم بذلك يثبتون جديتهم ومصداقيتهم واعتمادهم على انهم اصحاب حق فقط , وهو ما يجعل الكثير من العوامل المحيطة بالتغيير وبالثورة تقف معهم وتميل لصفهم لان الثابت هو ان الحق من ينتصر حتما في الاخير .
من حق الثوار ضد الفساد ان يحتكروا ثورتهم على غير الملوثين بالفساد من كل الاطراف , و لا يعني طردهم للفاسدين من أي طرف انهم يسلبون او يسقطون حق غيرهم في ان " يثوروا " ضد خصومهم , ولكن ليذهب هولاء الملوثين ويثورا بعيدا عن الثوار اذا كانوا يقدرون على ذلك , وهم واقعا بدون الثوار لا يقدروا على ان يفعلوا شيئا والا كانوا فعلوه دون انتظار لموجة الثوار لتعتلي ومن ثم يسعون لركوبها , واذا ما سمح لهم الثوار بذلك فقط سيفشل الثوار وسينجحون هم .
هذه المرة يجب ان يكون الثوار جادين , صادقين , شجعان , واثقين , ولا يجب ان تتكرر تجربة " حيا بهم , حيا بهم " لأنها تمثل ثقافة " لفّلة " وليست ثقافة " ثورة " . هذه المرة اذا اراد الثوار ان ينجحوا وان يفرضوا وقف الفساد وان ينجوا بوطنهم فعليهم رفع الصوت والالتزام بلا لأي فاسد كان ومن أي طرف اتى ولا في أي فترة افسد .