الوطن اليوم اضحى حلبة سباق يركض فيه الثورة والانقلاب غير ان الثورة مازالت تتصدر والانقلاب لم يكل ولن يمل من محاولة التصدر بل إن من يمتطون صهوته أصبحوا يهيمون به مما دفعهم للتضحية بأي شيء في سبيل نجاحه ولو كان على حساب ما تبقى عندهم من ضمير ودين ووطنية يريدون ان يسحروا أعين العامة ويصورون لهم ان عملهم ليس انقلابا ولا ثورة مضادة بل ولا حتى ثورة وانما هو حملة لأسقاط الفساد والمتمثل في حكومة الوفاق وما تخفي صدورهم اكبر من اسقاط للرئيس هادي والاستحواذ على الكرسي والذي اسقطهم الشعب بثورته السلمية 2011 م..
ها هم اليوم أركان النظام السابق يضعون ايديهم في ايدي مخلفات الامامة ليس لتساقط الذنوب وتحاتها وإنما لتنتقل عبر هذا التصافح الشحنات الفوضوية والتآمرية لتحقيق مآربهم ويقفون على صعيد واحد ليشهدوا منافع لهم يعدون ما يستطيعون من قوة يرهبون بها الوطن والشعب والاستقرار يؤمنون إيمانا مطلقا أنهم الأحق بالأمر وأنهم أهل الحل والعقد والأصفياء والاولياء ويقيمون الليل للتخطيط والتدبير ويسعون طيلة النهار للمكر والتدمير..
التعاون الثنائي بين صالح والحوثي ليس الا تعاون على الاثم والعدوان وكلاهما تنبعث منه روائح سامه من الفساد اسهمت مع غيرها من الغازات الصناعية في ثقب طبقة الاوزون غير أن غازات اصحابنا قد اضافت ثقوبا اخرى في طبقة الاوزون اليمنية سمحت من خلالها لأشعة القوى الخارجية الطامعة ان تنفذ منها وتلوث البيئة اليمنية [ السياسية والاقتصادية والاجتماعية ] بل لقد كانت مفاسدهما شريكة في ضهور الفساد في البر والبحر والجو اليمني ومع كل ذلك مازلنا على يقين ان الله لا يصلح عمل المفسدين ..
إن القاسم المشترك بين صالح والحوثي هو الاستبداد والاستعباد وتنمية الفساد وكل له وسائله التي تتناسب ونظامه وما يختلفون فيه كفيل مع الايام لأن يخطط كل منهما على الآخر ليمكر به وإن كان الأوفر حظا بهذا المكر هو الحوثي لأسباب لوجستية خارجية وداخلية أكثر من صالح وللتنظيم المتنامي في الترويج لفكره ولعقيدة الحق الإلهي باستعباد البشر التي يرى من خلالها أن الغاية تبرر الوسيلة..
إن القهر الذي يحمله صالح ممن اطاح به من الحكم وحب الانتقام قد دفعه لأن يرتمي في أحضان الحوثي على غير هدى وبصيرة وما علم صالح أنه لو ( عطس ) ما قال له الحوثي يرحمك الله ولقال .... !! لأن الأخير لن ينسى أن الأول ضل ومازال يسب عهود أئمتهم طيلة حكمه وختم عمره السياسي بحربهم وأثخنهم بالجراح..
ما يزال البعض من الخاصة والعامة تنطلي علية أكذوبة حملة انقاذ لإسقاط الفساد والذي تولى كبرها المؤتمر ويشاركه فيها الحوثيون ولم يعلم هذا البعض أن الفساد ما كان ليكون في هذه الحكومة لولا أن سببه الرئيس ومرجعه أمرين اثنين .. أما الاول فهو فساد تراكمي ورثته حكومة الوفاق من صالح طيلة حكمه نتيجة لسوء ادارته للدولة والتي اعتبرها ( حانوتا ) تحت منزله يديرها وورثته كيف شاء ، والسبب الثاني هو سياسة الإفشال والتي تتعرض لها حكومة الوفاق عمدا وعدوانا من قبل صالح ونظامه المشارك في أكثر من 50 % من هذه الحكومة والذي مازال يسيطر على معظم الوظائف المدنية والعسكرية والمجالس المحلية ويستخدم لسياسة الافشال هذه قوة اعلامية تفوق إمكانه الدولة الحالية والتي جعلها تعاني من هشاشة في عظامها و(صقيق) في مفاصلها واسهال حاد في جانبها الأمني للترويج والتشهير بهذا الفساد والتنكيل بهذه الحكومة وتتبع عوراتها المفتعلة وبالرئيس هادي وتهويل أخطائه والتشكيك في ولائه لخلق شعور عام مفاده ( رعا الله صالح وخلافته الرشيدة)..
لو كان صالح صالحا وصادقا ويحمل بين جنبيه هم الوطن وغم المواطن ومناهضا للفساد لما أبقى على وزرائه المغاوير في حكومة الوفاق ولما تحكم بهم واعضائه المشكلين في اللجان المنبثقة من مخرجات الحوار الوطني ولسحبهم منذ الوهلة الأولى للفساد وكذلك الحوثي ..وإنما هو النفاق السياسي والابتزاز الرخيص لمزيد من الغنائم السياسية والمصالح الذاتية القذرة يرجوها ويلوي بها ذراع الرئيس هادي مستخدما تحالفه مع الحوثي والدعم الذي يتلقاه كلاهما من القوى الخارجية الطامعة والمستبدة والتي تريد حاكما يجيد الانبطاح ومطاطيا يتناسب مع أقدام تلك القوى لتستخدمها عند قضاء حاجتها