يخطئ النظام السعودي حين يظن أن كل ما يتخذه اليوم من قرارات قد تساهم في تعزيز أمنه واستقراره وتضمن له الحكم لفترة زمنية أطول. فالإنسان في أي مجتمع كان بحاجة ضرورية لأن تصان حقوقه "العقائدية والفكرية والسياسية "وغيرها من الحقوق. كما أنه أي الإنسان نفسه لا يقبل بنظام يعمل عل? حرمانه من هذه الحقوق أو يجرمه لتقيده بأيا منها. وفي الوقت الذي هي فيه المملكة العربية السعودية بحاجة إل? شيء من الانفتاح المشروع المواكب للتطور العصري الحديث ولو بأقل نسبة، فأن النظام السعودي ذهب إل? ماهو أخطر عليه من ذلك. بالأمس أصدر النظام السعودي قرارات تتعلق بالإرهاب وهي في حقيقتها قرارات تظهر مد? الفشل السياسي الذي هو عليه النظام في السعودية. حيث إن النظام السعودي ومن خلال قراره يوم أمس يكون قد نقل نفسه من صراع سياسي كان عليه سابقا إل? صراع أيدلوجي متكامل بدأ النظام السعودي للحظة يخوضه مع من حوله. وهذا ما سيجعل النظام السعودي يجد نفسه في الوقت القريب في عزلة تامة ويكون من السهل التخلص منه. والقرار السعودي الأخير لم يكن ضد الإرهاب فقط، وأنما هو قرارا في فحواه يرفض الديمقراطية وممارسة العمل السياسي ويجرم من حرية المعتقد والإنتماء الفكري. فجماعة الإخوان المسلمين مثلا جماعة سياسية ديمقراطية فكرية اقتصادية ترفض الإرهاب وتحرمه كذلك حزب الله الذي يعد حزبا سياسيا له خلفيته العقائدية وهو يختلف كثيرا عن الجماعات الإرهابية المعروف عنها والتي تر? في القتل وممارسة العنف وسيلة للوصول إل? مآربها. ولو نظرنا لجذور المذهب الذي يتغذ? عليه النظام السعودي نفسه لوجدنا أنه أقرب إل? دائرة الإرهاب والتطرف أكثر من بعض الجماعات والأحزاب التي تضمنها القرار السعودي. بكل تأكيد فأن قرار كهذا سيدخل المنطقة العربية في صراع أيدلوجي صعبا مما ينتج عنه أزمة اجتماعية عربية خانقة لا يمحوها سو? ربيعا عربيا آخر يكون معه النظام السعودي هو الخاسر الأول.