وحدها القدرة الإلهية من كانت تحرس الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي مع كل مرة يتعرض فيها لمحاولة اغتيال. ولأننا نعيش في وطن الارتجالية لم تكن حكوماته المتعاقبة تعمل ولو بما يضمن لها أقل نسبة من الكرامة بصفتها حكومات تقع عليها مسئولية أمن الوطن وحماية أفراده. فكم مرة يتعرض فيها الدكتور ياسين لمحاولات اغتيال كان من الممكن أن يكون ضحية أحدها لولا لطف الله ومع ذلك لم نسمع أن الأجهزة الأمنية قد كشفت خيوط أيا من تلك العمليات الإجرامية بحق ياسين في وقت مبكر، كما أن الجهات الأمنية لم تقم بإلقاء القبض عل? أحد منفذيها وتقديمه للعدالة كأقل واجب. وما يدعو للحيرة هو ما قاله الدكتور ياسين في حواره الأخير، حيث قال : إن وزير الداخلية السابق اللواء عبد القادر قحطان قد أبلغه قبل سفره - أي الدكتور ياسين - بأيام عبر أحد الأشخاص أن هناك محاولة اغتيال تنتطره والجميل أن الوزير قد حدد زمان ومكان تنفيذ محاولة الاغتيال المعد لها. لست أكذب الدكتور ياسين فهو صادقا في كل مايقوله، وأدرك جيدا أن حياة الرجل في خطر في ظل وجود قو? شر تعمل عل? قتل كل الأحلام والرؤ? الجميلة التي تمهد للمستقبل المشرق وهي رؤ? وأحلام تختزل في فكر الدكتور ياسين بدرجة أساسية. وهنا أشك في مصداقية بلاغ وزير الداخلية نفسه وما وصل إليه من مستو? أمني رفيعا كشف مبكرا عن محاولة اغتيال تنتظر الدكتور ياسين. جميعنا يعلم أن الدكتور ياسين تعرض نهاية العام المنصرم لمحاولة اغتيال وهي محاولة لم يعلم عنها وزير الداخلية السابق لا من قبل ولا من بعد حت? كشف عنها قادة الحزب الذي يمثل الدكتور ياسين أمينا عاما له، وظلت ملابسات تلك الحادثة غامضة إل? يومنا هذا دون أن تقم الأجهزة الأمنية بأي دور حيالها. لكن في محاولة الاغتيال الأخير المبلغ عنها والتي كانت لاتزال في طور الترتيب لها، أراد وزير الداخلية السابق من خلالها أن يظهر كسوبرمان حقيقي مع العلم أن مثل هذه الحادثة جاءت في لحظة مهمة يمثل فيها الدكتور ياسين نقطة الارتكاز الحقيقة سبق هذه اللحظة أن رفض الدكتور ياسين مقترح الستة أقاليم وبشدة قبل ساعات قليلة من إعلانه وأمكن لياسين منع هذا القرار من الصدور وشكل عل? ضوئه لجنة تعيد النطر في هذا المقترح. وهذا وبكل تأكيد ما أزعج القو? المتنفذه وذهب تحيك مؤامرات تساعدها في تمرير مقترحها بشأن عدد الأقاليم بأي شكل من الأشكال. ولأجل تحقق تلك القو? ذلك قام باستخدام وزيرها للداخلية السابق وباسم الأخلاق والمسئولية والأمن والحرص عل? سلامة الآخرين وابلغ الوزير أن الدكتور في خطر وهو بلاغ جاء بأمر للوزير من قو? الفيد والمصالح. وبسفر الدكتور ياسين إل? الخارج تحت صد? هذا البلاغ فأن تلك القو? قد استطاعت أن تمرر مقترحها الهزيل مقترح - الستة أقاليم - في ظل غياب ياسين الذي لو كان حاضرا لرفضه ثانية. شخصيا أجزم أن وزير الداخلية السابق اللواء عبد القادر قحطان كان صادقا في بلاغه للدكتور ياسين، وأنه بلاغ جاء بإيعاز من رموز القو? الهدامة التي رأت في وجود الدكتور ياسين داخل الوطن وفي هذا الوقت لا يخدم مصالحها.