الحوثيون يريدون إسقاط النظام الجمهوري، خطاب تهويلي مبالغ فيه يكشف أن ملتبسيه لا يدركون إطلاقا أن المستو? الانثروبولوجي عند الإنسان يتغير مع تغير الحقب الزمنية ومايواكبها من اكتشافات مبهرة ومتسارعة عل? المستويين العلمي والتطبيقي. ومن يقول : إن الحوثيين يريدون إسقاط النظام الجمهوري، فهو يقصد بذلك أي العودة إل? ماقبل معرفة اليمن بهذا النظام عام 1962م وهي بكل تأكيد عودة لا تتفق مع المستو? الانثروبولوجي الثقافي الذي وصل إليه الشعب اليمني مع مرور أكثر من نصف قرن من تلك الحقبة. والإنسان اليمني الذي كان إل? ماقبل عام 62م لا يعلم من معاني الحياة سو? كلمة "ياسيدي " فأنه صار اليوم يطالب بتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين كل شرائح وطبقات مجتمعه اليمني.وشتان مابين الأمرين. وإذا كانتا ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين قد أنهتا حقبة السيد والعبد والآمر والمأمور فأن ثورة فبراير الشبابية قد دفنت بتلك الحقبة في أعمق لحودها. كما أن من المستحيل أن يقبل الملايين من أبناء اليمن ممن خرجوا بثورة فبراير يرفضون ضبابية النظام الجمهوري المغدور به من المستحيل أن يسمحوا بالعودة بالوطن والشعب إل? ظلامية حقبة الأئمة الدامسة. أعلم جيدا أن للحوثي خلفيته العقائدية الخاصة به وهو بالفعل يريد لهذه الخلفية أن تكون بساطا لجميع أفراد الشعب. لكن هو الآخر مخطئا لا يفقة بطبيعة المرحلة التي نمر بها اليوم، ومحاولاته هذه ستنتهي بالفشل. إلا أنني أظن أن الحوثي وبنهجه العنفوي اليوم سيضمن له مستقبل فريد عل? الصعيد السياسي تحديدا، إن هو مض? نحو السلوك المدني الحضاري الذي يقوم عل? العمل السياسي السلمي الديمقراطي. أما إن يفكر بالعودة لتلكم الحقبة الظلامية فأنا لا أظنه إلا رجلا بليدا لا يستوعب أسس الواقع الحالي،سيما وأنها حقبة قد أنتهت وإل? الأبد.