زيارة سلطان الطائفة الاسماعيلية المعروفة بـ(البهرة) لمدينة عدن أمس الأربعاء، يعيد للأذهان ما تتمتع به مدينة عدن من خصوصية بين كل المدائن،
توافد الآلاف من أتباع الطائفة إلى مدينة عدن، في فعالية تعد هي الأولى منذ الإستقلال في العام 67م،
توقيت الزيارة إضافة إلى كونه ديني، لم يخل من مؤشرات سياسية أرادت القيادة السياسية بعثها من مدينة عدن، كون هذه الفعالية تأتي بعد عقود من الانقطاع منذ استقلال الجنوب في 67م، وتزينت الشوارع المؤدية لمسجد الطائفة الاسماعيلية في شارع الشيخ عبدالله في مدينة كريتر بالأنوار و الروائح الزكية،
و إضافة إلى الـتأكيد على مدنية مدينة عدن و تقديمها دوماً على أنها مدينة التسامح الديني و التعايش والقبول بالآخر، يأتي في توقيت تشهد المدينة انقساماً حاداً بين المكونات السياسية والشرائح الاجتماعية، تقبل الجميع دون السؤال عن لون أو دين، أو عرق أو انتماء، هي لكل الإنسان، طالما تمسك بقيم المدنية،
كما لم يخل المشهد من بعث رسائل تطمينية للتجار وأصحاب رؤوس الأموال، من إمكانية عودة نشاط البهرة الإقتصادي والتجاري الذي طالما عرفوا به منذ مئات السنين، وخف ذلك النشاط إبان حكم النظام السابق،
و دلت المؤشرات على استتباب الوضع الأمني والذي سمح بإقامة فعالية مهمة لأقلية دينية لها وضعها الحساس، وهذا مرتبط بالجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية لاستتباب الأمن وهو ما هيأ المناخ لاستقبال هكذا فعالية.
قدم أبناء وأهالي مدينة عدن النموذج الرائع في التعامل مع ضيوفهم، ترحيباً وقياماً بواجب الضيافة، إنها مدينتي التي تنتصر دائماً لقيم المحبة والتسامح، تنتصر للحياة، وتخذل مشاريع الموت والخراب، تلك هي مدينتي، حيث عبق السنين، عدن ..الطيب والبحر والثورة.