شكل صدور قرار مجلس الأمن رقم 2140نهاية شهر فبراير المنصرم، الذي من خلاله وضعت اليمن تحت البند السابع، شكل صدمة قوية لد? المعرقلين للتسوية السياسية في اليمن من يعملون جاهدين كي تبوء هذه التسوية بالفشل، وكان بإمكان الرئيس هادي أن يجعل من هذا القرار عصا غليظة يتكئ عليها للمشي قدما نحو إنجاح مهمته المتمثلة في العمل ببسالة لإنجاح العملية الانتقالية والبدء بتأسيس مرحلة جديدة بوتيرة عالية مرحلة تواكب المستقبل بكل مفاهيمه المختلفة وتقوم عل? أسس متينة وسليمة أيضا. إلا أن الرئيس هادي لم يدرك بعد أهمية مثل هكذا قرار، وفضل أن يظل عبدا مطيعا لبنود المبادرة الخليجية التي لم تجعل منه سو? رئيسا توافقيا لا يتحرك إلا بما يتفق عليه الجميع، في حين أن القرار الأممي رقم 2140 قد صنع من هادي حاكما فعليا وجعل كل من حوله رهن إشارته إنه أراد ذلك. رفض هادي أن يجعل من نفسه الحاكم الفعلي وسيد المرحلة، واستمر ومازال كذلك يعمل خارج إطار القرار الأممي، كأن يبدو انزعاجه من تصاعد أعمال العنف ويحذر من خطر تعثر المرحلة السياسية، يرسل الوساطات القبلية لفض الاشتباكات من حوله، والاسوأ من ذلك هو أن هادي لم يتحرر بعد من قو? النفوذ والهيمنة القابضة بمعصميه عل? أشده. الرئيس هادي يظن أن نجاح المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني من مسئولية الجميع، وينس? أو يتناس? أنه المسئول الأول لكل ذلك، ويجب عليه أن يكون شجاعا بما فيه الكفاية لإنجاح المسئولية الملقاة برمتها عل? عاتقه، وأن عليه أن يثبت لشعبه ووطنه وكذلك المجتمعين الإقليمي والدولي أنه جديرا بالمسئولية وأنه قادر عل? تحريك عجلة التغيير للوصول إل? يمن جديد يزهو بالعدالة وبتحقيق التنمية والرخاء. فمشكلة الرئيس هادي أنه يستخدم باستمرار القرار الأممي الأخير بطريقة خاطئة وقصر أهمية القرار وقوته بكونه ورقة ضغط ليس إلا يلوح بها في وجه القو? المعرقلة، في حين أنه كان من الأجدر بالرئيس هادي أن يستخدم هذا القرار بشكل صحيح وفعال يستطيع من خلاله معاقبة من يراهم معرقلين للعملية الانتقالية وغير متقيدين بالبنود المتفق عليها. فهل يدرك الرئيس هادي معن? ذلك؟