الطائفية داء فتاك وخطير على المجتمعات، ومتى ما أصيبت به يفتك بحياة
أبنائها، و يجفف منابع الحياة على أرضها، ويذهب ببشاشة وجهها، ويحوّل
مُدنها وقُراها إلى خراب، ومزارعها إلى مقابر، متى ما حل بها ذلك الداء
الخطير الناجم عن فيروس الحوثي .
فيروس الحوثي عبارة عن مليشيات مسلحة خارجة عن النظام والقانون وعن سيطرة
الجسم الذي تتكون بداخله، وتعتمد في غذائها على الدعم الخارجي القادم من
إيران، والفكر الطائفي المزود بالأحقاد، وبقايا المواد السامة والمخلفات
في الجسم من النظام السابق، كما تعتمد في غذائها أيضاً من خلال تطفلها
على القبيلة التي تسيطر عليها، وتفرض دفع الجزية على أبنائها وغرامات
مالية وما إلى ذلك .
فيروس الحوثي له طريقتين يستخدمها للدخول إلى جسد القبيلة، الأولى عن
طريق خلايا مشابهة للفيروس في الفكر والمنهج موجودة في الجسم، أو خلايا
ضعيفة تستمد غذائها من مصادر ملوثة بمواد سامة من النظام السابق، أما
الطريقة الثانية فهي العدوى حيث ينتقل الفيروس من قبيلة إلى أخرى من خلال
الجوار بين القبيلتين، فما أن يحتك أبناء القبيلة السليمة بأبناء القبيلة
المصابة حتى ينتقل الفيروس الى القبيلة السليمة ؛ وتتلّخص الأعراض
المساعدة على الاصابة بالفيروس في الآتي :
- الجهل وضعف الوازع الديني .
- الفقر والبطالة والظروف المعيشية القاسية .
- وجود أفراد في القبيلة يؤمنون بفكر ومنهج الحوثي .
- الخلافات الشخصية بين أبناء القبيلة وحب الانتقام وتصفية حسابات قديمة .
- وجود عناصر في القبيلة موالية للنظام المخلوع ومحسوبة على المؤتمر
تحالفت مع الحوثي لضرب الشعب والانتقام من ثورته الشعبية السلمية التي
أطاحت بصالح .
هناك مظاهر تبدو ملامحها على القبيلة المصابة بفيروس الحوثي وتميزها عن
غيرها، ومن أهم تلك المظاهر ما يلي :
- ظهور أنشطة سريّة لبعض أفراد ومشائخ القبيلة تتجلّى في تحركات ليليّة
سريّة وزيارات متكررة الى القبيلة لأشخاص من خارج القبيلة .
- ظهور أغنياء جدد من وجهاء وأفراد في القبيلة فجأة ودفعة واحدة دون سابق
عمل يدر الأموال أو اغتراب، وظهور سيارات حديثة وأسلحة متطورة .
- انتشار الكتيبات والمنشورات التابعة للحوثي، وانتشار مقاطع بالجوالات
دعائية خاصة بجماعة الحوثي من أناشيد ومحاضرات صوت وفيديو .
- انتشار شعار الصرخة على الجدران والسيارات والسلاح الشخصي .
- تحركات استفزازية حاشدة ومسلحة في أوساط القبيلة وانتشار نقاط تفتيش مسلحة .
وبعد ظهور هذه المظاهر على جسد القبيلة تصبح عاجزة كلياً عن مقاومة
الفيروس والتخلص من المرض، وتنتج عنه عدة مشاكل ومن أهمها :
- انفجار الوضع عسكرياً بين أبناء القبيلة والتناحر فيما بينهم .
- تحويل أرض القبيلة إلى ساحة حرب وميدان قتال، وتحويل بيوتها إلى قلاع
وحصون ومزارعها إلى متاريس .
- تحويل شباب القبيلة إلى مليشيات مسلحة متناحرة .
- قتل السلم والتكافل الاجتماعي بين أبناء القبيلة وترويع النساء والأطفال .
- تدمير بيوت الله ودور العلم والمنازل وتشريد أهلها منها .
- تيتّم الأطفال وتثّكل الأمهات وترمّل النساء .
- زراعة الثأر والأحقاد الطائفية بين أبناء القبيلة وتوريثها للأجيال القادمة .
- تدمير اقتصاد القبيلة ومستقبل أبنائها بانشغال أصحاب العلم منهم
والأعمال بالحرب .
كل هذه الأمراض المستعصية القاتلة ناتجة عن ذلك الفيروس الخطير في ظل ضعف
جهاز المناعة ؛ ونظراً لضعف جهاز المناعة المتمثل في الدولة - النظام
الحاكم - أصبحت المجتمعات اليمنية معرضة للإصابة بأي مرض دون أي مقاومة
تذكر في ظل تعطل جهاز المناعة وعجزه عن القيام بوظائفه تجاه الجسم ،
وأصبحت خلايا الجسم أمام مهمة القيام بوظائف جهاز المناعة في ظرف
استثنائي للدفاع عن الجسم من الامراض بقدر المستطاع للبقاء على قيد
الحياة .
ويجب على القبيلة أن لا تستلم لذلك الفيروس القاتل في ظل غياب جهاز
المناعة يجب أن تقاوم، وهناك وسائل وقاية وحماية من الإصابة بالفيروس،
كفيلة بتحصين القبيلة من الإصابة بداء الطائفية الفتاك الذي ينقله فيروس
الحوثي، ومتى ما استخدمت القبيلة تلك الوسائل ستكون في غناء عن جهاز
المناعة المتمثل في الدولة الذي أصبح عاجز كلياً عن القيام بوظائفه ؛ ومن
أهم تلك الوسائل ما يلي :
- عقد لقاء موسّع يضم كافة أبناء ووجهاء وأعيان القبيلة يتم فيه التوقيع
على وثيقة تتضمن عدة بنود تحافظ على مبادئ القبيلة ووحدتها، وتمنع من نشر
أي أفكار دخيلة أو ممارسة أي أعمال تساعد على نشر الطائفية والعنصرية أو
الأفكار التحريضية التي تولّد العنف والتناحر بين أبناء القبيلة، كما يجب
أن تتضمن الوثيقة بند ينص على منع استقبال أي فرد أو شيخ من أبناء
القبيلة أي دعم خارجي لأهداف سياسية أو دينية وقطع ونفي كل من يقوم بذلك
.
- الحفاظ على أبناء القبيلة من الأفكار المسمومة الدخيلة على المجتمع اليمني .
- نشر الوعي وتثقيف المجتمع بخطورة الأفكار المنحرفة وإتباع الطوائف المتصارعة .
- متابعة أي تغيّر يطرأ على نسيج القبيلة الاجتماعي، والتعامل معه بجدية .
- منع ممارسة أي نشاط مذهبي أو سياسي في القبيلة من شأنه التفريق بين
أبناء القبيلة .
- عدم التساهل مع من يقوم بنشر أي أنشطة لحركة أو مذهب الغرض منه استقطاب
وتجنيد شباب القبيلة لصالح التيار الذي ينشر فكره، واعتبار من يقوم بذلك
قاتل متعمد لأبناء القبيلة .
- اعتبار كل من يقوم بأعمال تتنافى مع دين الإسلام وأسلاف وأعراف القبيلة
وعادات وتقاليد أبنائها خائن لدينه وقبيلته ومتاجر بعرضها يستحق عقوبة
صارمة .
ومتى ما التزمت القبيلة بهذه الوسائل ستحافظ على شرفها ومكانتها
التاريخية، كما ستحافظ على أبنائها من الأفكار المسمومة وستحقن دمائهم .