تتسارع الأحداث من حولنا حسب مخطط رسمه صانعو هذه الأحداث للمنفذين لها وفق جدول زمني محدد . فكان انقلاب مصر على الشرعية ومبادرة دول خليجية في إعلان تأييدها له مع دعم إعلامي ومالي لنجاحه . وتلاه توتر مع حركة حماس وإغلاق معبر رفح بحجة وقوع عمليات إرهابية مدعومة من غزة ضد الجيش في سيناء , وتم حظر نشاطها بقرار قضائي مستعجل . وفي سياق هذا التسارع المتفق عليه جاء قرار سحب الإمارات والبحرين والسعودية سفرائها من دولة قطر , وكان قرارا مفاجئا للمراقبين لما يشكل ذلك من تصدع في العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي , وهي علاقات طالما وصفوها بالرسوخ والثبات والتفاهم ولا يظهر للعلن دقائق خلافهم ولا تفاصيل تباينهم . وأعقبه طلب السعودية عودة مقاتليها الذي أرسلتهم إلى سوريا والعراق خلال مدة محددة . ورافقه إدراج الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية من دون أدنى توضيح لشعبها خاصة وللمسلمين عامة عن الأسباب والدوافع لذلك , ودون تحديد المعني بالقرار هل هم الإخوان في كوكب الأرض عامة أم إخوان أقطار محددة , لتستثني في اليوم التالي إصلاح اليمن ونهضة تونس وعدالة وبناء ليبيا من الإرهاب !. وبالأمس صدر حكم قضائي جامع بإحالة أوراق 529 فردا من الإخوان للمفتي , وهو ما لم يسبقه مثيل إلا محنة أصحاب الأخدود أو في محاكم التفتيش الأسبانية .
ورافق ما سبق أحداث أخرى لها دلالاتها ومنها تقدم القوات السورية في بعض ساحات القتال , وترشح بشار الأسد لرئاسة سوريا . وكل ذلك يؤكد أن هذه القرارات والأحداث جاءت سريعة حاسمة لضرورة قصوى يعلمها من أعلنها ومن أجبرهم عليها . وهي أحداث تمثل برقيات مشفرة لمن يهمه الأمر تحوي ترغيبا وترهيبا وتفاهما وتصادما , فاختر ما شئت !. فهل سيقول ذو عقل أن هذه الأمور لم يتم تنسيقها والتواطؤ عليها بين جهات متعددة وبتخطيط دقيق وتعاون عميق وعمل متواصل .
إن هذه الأحداث في مجملها وتسارعها يهدف أهلها لإزالة العوائق في طريقهم نحو هدفهم الأكبر .ولا عائق حقيقي اليوم أمامهم إلا الإخوان المسلمين وهم من يجب تدميرهم سريعا عبر هذه الأحداث الهادفة إلى : ـ عزلهم عمن يؤيدهم من الدول التي ما زالت حية إيمانيا أو قوميا وإنسانيا ـ وقطع أي دعم لهم من أنظمة موالية أو متعاطفة , أو من مؤسسات خيرية واجتماعية وإعلامية أو منظمات حقوقية وشعبية ـ وبتر كل إمداد بشري أو مادي من غذاء ودواء وسلاح أو مما سيتم إرساله من تنظيم الجماعة في الأرض ـ وعبر خلخلة صفهم وجرهم للعنف , فسترتفع أصوات تدعو للقتال ضد الظلم وأخرى تؤيد الصبر والثبات ـ وعبر المساومة بحياة أفرادهم وقادتهم وحفظ ممتلكاتهم ومنحهم مساحة من الحرية الحركية والدعوية مقابل شروط استسلامية انهزامية . هكذا هم يخططون , والبداية ستكون من مصر وغزة فهما الخطر الأقرب على إسرائيل التي تحميها سيوف حكام مسلمين وتبيد أعدائها المؤمنين , وتدعمها أموال و قوانين أنظمة عربية وتوفر لها بسط نفوذها وتحقيق حلمها المزعوم . لله دركم أيها الإخوان , فهاهو عدو الأمة يدرك اليوم أنكم سد الإسلام المنيع أمام أهدافه ودرعه الواقي ضد تجمعات أحزابه , أهل النفاق والكفر والبهتان . فهلا أدركتم هدفهم الأكبر أيها المتفرجون .!