إن خطورة المرحلة التي يمر بها النظام السعودي الحاكم جعلت الملك عبد الله بن عبد العزيز يستشعر بخطورتها مبكرا. لهذا نراه قد استبق الأمور وأصدر يوم أمس الخميس أمرا ملكيا قض? بتعيين أخيه الأمير مقرن بن عبد العزيز - 63 - عاما ليصبح وليا لولي العهد، وهي خطوة لم تكن المملكة قد عرفتها سابقا، مثل كأن يكون هناك وليا لولي العهد. يحسب للملك عبد الله بن عبد العزيز الدور الأبرز في تقوية أسس النظام السعودي طول فترة حياته. ومع الشهور الأول? لتوليه مقاليد الحكم شهدت المملكة خطوة فريدة حين أنشاء هيئة البيعة وهي خطوة بكل تأكيد ذكية، يكمن اختصاصها في ترتيب عملية نقل الحكم في الأسرة بعيدا عن أي نوع من الصراع . إلا أن الملك عبد الله لم يطمئن بعد أنه كان موفقا في إنشائه لهذه الهيئة مع أنها رائعة بكل المقاييس. فدهاء الرجل اصطدم مؤخرا بطموح جيل الأبناء لتولي زعامة البلد، مما جعله يعمل عل? وضع حدا مؤقتا لهذ الطموح،ولأجل هذا أصدر أمرا ملكيا ينص عل? أن يكون الأمير مقرن وليا لولي العهد، ولو كان الملك عبد الله يعتقد أن هيئة البيعة ستأتي أؤكلها في هذا الجانب لترك الأمر كما هو عليه ولتخل? أيضا عن إصدار كهذا قرار. يجب أن نعلم أن الأمير مقرن هو آخر أبناء الراحل عبد العزيز ومن بعده يكون زمن حكم الأباء قد أنته? وبدأت مرحلة حكم الأبناء الطامحين وبقوة للحكم. وما يخيف الملك عبد الله هو أن هذا الجيل ليس متقيدا بضوابط الهيئة "هيئة البيعة " التي أنشئها مطلع العام 2005م الأمر الذي قد يجعل أصوات هذا الجيل تتصاعد ويبدأ التنافس للوصول إل? أعل? درجات الحكم. ومن هنا يكن الملك عبد الله - الحذر - ومن خلال قراره الأخير قد ضمن أقل ما يمكن نشوب صراع أسري آني عل? منصب ولي العهد فيما هو رحل عن الحياة، وما يجعل الخوف أكثر يدب في قلب الملك الحالي هو وجود من الأبناء ممن يتساوون سنا مع الأمير مقرن ناهيك عما يمتلكه هؤلاء الأبناء من مؤهلات تجعلهم يرون أحقيتهم في تولي منصب كمنصب ولي العهد حت? وأن كان ذلك عل? حساب الأمير مقرن نفسه. كما أن قرار الملك عبد الله بخصوص الأمير مقرن لا يخلو أيضا من تأثيرات البعد الخارجي المحيط بالمملكة، فتولي الأمير تميم بن حمد الحكم في دولة قطر والذي يعد أصغر حكام الخليج سنا في الوقت الراهن قد ترك ذلك أثرا بالغ في عمق الأسرة السعودية الحاكمة سيما لد? جيل الأسرة الصاعد - جيل الأبناء -. عل? أية حال، تظل أهمية القرار الملكي السعودي الأخير الذي صار من خلاله الأمير مقرن وليا لولي العهد تظل أهميته مؤقتة بالنسبة للأسرة السعودية الحاكمة ككل إل? مابعد حقبة صاحب القرار نفسه، لكنه بالنسبة للملك عبد الله يعد قرارا ذو أهمية كبيرة، فهو لا يفضل أن تشكل الساعات الأول? من رحيله وبالا مدمرا لأسرة آل سعود عل? منصب كهذا.