لا يزال الكثير من اليمنيين يعتقدون أن المؤسس الأول للملكة السعودية الملك الراحل عبد العزيز قد جمع أبنائه عند إحساسه الشديد بدنو أجله وأوصاهم وصية مفادها "إن خيركم هو في تدهور اليمن " وبسبب هذه الوصية التي قد يكون قولها في مجمله صحيحا، يحمل غالبية اليمنيين وبينهم المثقف والسياسي المملكة العربية السعودية مسئولية تدهور أوضاع اليمن منذ النصف الأخير من القرن العشرين وحت? يومنا هذا. أظن أنه من حق الراحل عبد العزيز أن يقول مايشاء وأن يشير إل? أبنائه بما يراه يتماش? مع مصلحة أبنائه ومملكته أيضا، لكن ليس من حقنا نحن - اليمنيين - أن نرمي بفشلنا عل? الآخرين، كما أن من العيب علينا أن نظل نرهن مستقبلنا ووطنا في أحرف وصية كهذه. يقول أحد الأمثلة "الفم المغلق لا يدخله ذبابا " ومع أن هذا المثل يقصد به معن? آخر إلا أنه شكليا ينطبق تماما عل? اليمن ووصية عبد العزيز، فلنفترض أن الملك الأول عبد العزيز قد حث أبنائه عل? ذلك، أي أنه لا خير لهم إلا في ضعف اليمن، وفي المقابل وجد أن أبناء اليمن جميعهم مخلصين لوطنهم حريصين كل الحرص عل? مستقبله، فهل كان لهذه الوصية أن تجد لها مكانة عل? الساحة اليمنية؟ بكل تأكيد لا. إلا أن وجود في الشعب اليمني منهم سماسرة يسيقهم المال السعودي كيفما يريد قد جعل ذلك اليمن وشعبها تحت بند وصية الأب السعودي الراحل. وبدون خجل فأننا نجد المسئول في اليمن يمارس أقبح أنواع الفساد بحق الوطن والشعب، كذلك المواطن هو الآخر يشكو الفساد والظلم ومع ذلك يساهم في تعزيز الفساد كالرشوة وغيرها، وإذا ما أراد كلا منهما أن يستنكر الحالة السيئة التي تمر بها البلد فأنهما يعودان إل? تلك الوصية يلعنونها بل ويحملونها مسئولية الوضع الذي هي عليه اليمن والشعب معا! ومن المحزن جدا أن من يقفون عند مفهوم هذه الوصية من اليمنيين، من المحزن أنهم ينسون أن هناك الكثير من دول العالم ممن دمرتها الحروب وانهكتها الكوارث الطبيعية المتكررة وغيرها دولا تحاك بها المؤمرات من كل جانب ومع ذلك نشاهد هذه الدول تقف اليوم شامخة في مقدمة صفوف دول العالم المتحضر الذي يزهو بأعل? درجات التنمية والرخاء. فهلا استوعبنا نحن - اليمنيين - دروسا من صميم التاريخ الصحيح، أم أننا قد رهنا تاريخ ومستقبل وطنا وأجياله تحت معن? هذه الوصية التي لو علم قائلها للعن اليمنيين عل? جهلهم؟